التحول الرقمي في التكوين المهني.. خطوة استراتيجية نحو اقتصاد المعرفة

في خطوة تعبّر عن وعي رسمي متزايد بأهمية الرقمنة في بناء اقتصاد تنافسي، أعلن وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين المهدي وليد، عن التحضير لإدراج 40 تخصصًا جديدًا في مجال التحول الرقمي، بداية من دورة سبتمبر المقبل. هذا التوجه يعكس إدراك الدولة للتحولات العميقة التي يشهدها سوق العمل، حيث أصبحت المهارات الرقمية من المتطلبات الأساسية، ليس […] The post التحول الرقمي في التكوين المهني.. خطوة استراتيجية نحو اقتصاد المعرفة appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 18, 2025 - 10:16
 0
التحول الرقمي في التكوين المهني.. خطوة استراتيجية نحو اقتصاد المعرفة

في خطوة تعبّر عن وعي رسمي متزايد بأهمية الرقمنة في بناء اقتصاد تنافسي، أعلن وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين المهدي وليد، عن التحضير لإدراج 40 تخصصًا جديدًا في مجال التحول الرقمي، بداية من دورة سبتمبر المقبل.

هذا التوجه يعكس إدراك الدولة للتحولات العميقة التي يشهدها سوق العمل، حيث أصبحت المهارات الرقمية من المتطلبات الأساسية، ليس فقط في قطاع التكنولوجيا، بل في مختلف القطاعات الاقتصادية. ويبدو أن وزارة التكوين المهني اختارت الانتقال من التكوين الكلاسيكي إلى نماذج حديثة تستجيب لتحديات الرقمنة.

التخصصات المعلن عنها، على غرار الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير تطبيقات الهاتف، والبيانات الضخمة، ليست مجرد عناوين تقنية، بل تمثل ركائز الاقتصاد الرقمي العالمي، وتشير إلى رغبة واضحة في خلق منظومة تكوينية وطنية تُنتج كفاءات قادرة على خلق القيمة داخل وخارج الجزائر.


ما يميّز هذه المبادرة أنها لم تُصمم داخل الأطر الإدارية التقليدية، بل تم تطوير برامجها من قبل 70 خبيرًا بالشراكة مع شركات تكنولوجية وطنية ودولية، وهو ما يعزز ربط التكوين المهني باحتياجات السوق الحقيقية، ويقلّص الفجوة بين التكوين والتوظيف.

كما يفتح التركيز على تقنيات مثل الواقع الممتد (XR) آفاقًا جديدة لتحديث أساليب التعليم، وتحويل قاعات التكوين إلى بيئات تفاعلية تُحفز الإبداع والتجريب، وهو ما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية في التعليم المهني.

من خلال هذه الخطوة، تُمهّد الجزائر لمرحلة جديدة قد تجعل من التكوين المهني محركًا فعليًا للتحوّل الاقتصادي، لا مجرد قناة لتقليص البطالة. لكن يبقى التحدي الأهم في ضمان استمرارية هذا التوجه، وقياس نتائجه على المدى المتوسط من حيث التشغيل وجودة المخرجات التكوينية.

التحوّل الرقمي ليس خيارًا في السياق الجزائري، بل أصبح ضرورة حتمية في ظل:

  • تنامي البطالة بين الشباب رغم وفرة المؤهلين أكاديميًا.

  • ضعف التنويع الاقتصادي واعتماد مفرط على قطاع المحروقات.

  • تزايد الطلب العالمي على الكفاءات التقنية، ما يُتيح فرصًا للتصدير البشري والرقمي.

وفي هذا السياق، تُعتبر إعادة هيكلة التكوين المهني نحو المهارات الرقمية، أحد المسارات الذكية لإعادة إدماج الشباب في الاقتصاد.

إذا تم تنفيذ هذا التوجه بجودة واستدامة، فإن الجزائر يمكن أن:

  • تتحول إلى منصة إقليمية لتكوين وتصدير الكفاءات الرقمية.

  • تقلل من هجرة العقول عبر إدماجهم محليًا في بيئات عمل رقمية.

  • تدفع نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتكنولوجيا.

 للإشارةأعلن وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين المهدي وليد، اليوم، عن الشروع في التحضير لإدراج 40 تخصصًا جديدًا في المجال الرقمي، وذلك ضمن مسعى الوزارة لمواكبة التحولات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل.

وأوضح الوزير أن هذه التخصصات ستُدرج تدريجيًا بداية من دورة سبتمبر القادمة، حيث تشمل مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير تطبيقات الهاتف المحمول، والبيانات الضخمة.

جاء هذا الإعلان خلال إشراف الوزير على الإطلاق الرسمي للتخصصات الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بمركز الامتياز للرقميات في الرحمانية، تحت شعار: “الكفاءات وفرص المستقبل”.

وقد تم إعداد البرامج التكوينية من طرف 70 أستاذًا وخبيرًا في الهندسة البيداغوجية، بالتعاون مع شركات تكنولوجية وطنية وأجنبية، إلى جانب التجمع الوطني للناشطين في الرقميات.

The post التحول الرقمي في التكوين المهني.. خطوة استراتيجية نحو اقتصاد المعرفة appeared first on الجزائر الجديدة.