هل ساهمت سياسات “ميتا” الجديدة في الترويج للمحتوى العنيف؟

 أصبحت شركة “ميتا”التي كانت تُعرف سابقًا بفيسبوك مؤخرا في قلب النقاشات العالمية حول مسؤولية المنصات الرقمية في تنظيم المحتوى. ومع تطور سياساتها الجديدة التي تستهدف تعزيز حرية التعبير وتوسيع قاعدة المستخدمين، بدأت تظهر مؤشرات على تزايد المحتوى العنيف والخطاب المتطرف، خاصة على منصة فيسبوك، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية هذه السياسات وحدودها. بدأت الشركة […] The post هل ساهمت سياسات “ميتا” الجديدة في الترويج للمحتوى العنيف؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 31, 2025 - 15:18
 0
هل ساهمت سياسات “ميتا” الجديدة في الترويج للمحتوى العنيف؟

 أصبحت شركة “ميتا”التي كانت تُعرف سابقًا بفيسبوك مؤخرا في قلب النقاشات العالمية حول مسؤولية المنصات الرقمية في تنظيم المحتوى.

ومع تطور سياساتها الجديدة التي تستهدف تعزيز حرية التعبير وتوسيع قاعدة المستخدمين، بدأت تظهر مؤشرات على تزايد المحتوى العنيف والخطاب المتطرف، خاصة على منصة فيسبوك، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية هذه السياسات وحدودها.

بدأت الشركة في تعديل خوارزميات الإشراف على المحتوى بهدف تقليل الرقابة وتشجيع “الخطاب المفتوح”، وهي خطوة وصفت بأنها دفاع عن حرية التعبير. لكن هذه السياسة رافقها تقليص لدور المراقبة البشرية، وزيادة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي كثيرًا ما تخطئ في تحديد السياق، مما سمح بمرور محتوى عنيف أو تحريضي.

واحدة من أكبر التغييرات المثيرة للجدل كانت سياسة ميتا في التعامل مع “المحتوى الحدودي” — وهو المحتوى الذي لا ينتهك القواعد بشكل صريح لكنه يقترب من الخط الأحمر. بدلاً من حذفه، يتم أحيانًا الترويج له تلقائيًا عبر الخوارزميات لأنه يثير تفاعلًا أعلى، وهو ما يُغري المستخدمين بنشر محتوى أكثر تطرفًا لجذب الانتباه.

في دول ومجتمعات تعاني من هشاشة سياسية أو انقسامات طائفية، تؤدي سياسات ميتا إلى تفاقم الأوضاع، إذ يُستخدم فيسبوك لنشر خطابات الكراهية، والدعوات للعنف، والتحريض على فئات معينة. تقارير عديدة، مثل تلك الصادرة عن The Guardian وHuman Rights Watch، تشير إلى أن ميتا كانت بطيئة أو عاجزة عن التدخل في مثل هذه الحالات.

الخوارزميات المصممة لتعزيز التفاعل تميل إلى تفضيل المحتوى الاستفزازي، بما في ذلك الفيديوهات العنيفة أو المنشورات التي تثير الغضب. هذا يعني أن منشورات العنف تجد طريقها إلى جمهور أوسع، مما يُسهم في تطبيع هذه الظواهر على المنصة.


واجهت ميتا انتقادات من المشرّعين وخبراء التكنولوجيا ومنظمات المجتمع المدني، الذين اتهموها بتقديم الربح على حساب السلامة العامة. رغم وعودها بتحسين الرقابة وتعزيز الشفافية، إلا أن السياسات الجديدة غالبًا ما تُطبق بشكل متفاوت بين الدول واللغات، مما يزيد من تعقيد المشكلة.

 للإشارة أفادت شركة  أن المحتوى العنيف والتنمر والمضايقات على فيسبوك زاد انتشارها بشكل طفيف في الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بالربع الرابع من عام 2024.

وقالت “ميتا”، في تقريرها عن النزاهة للربع الأول الصادر يوم الخميس، إن معدل انتشار التنمر والمضايقات على فيسبوك ارتفع من بين 0.06% و0.07% إلى ما بين 0.07 و0.08% نتيجةً لزيادة مشاركة المحتوى المخالف في مارس.

The post هل ساهمت سياسات “ميتا” الجديدة في الترويج للمحتوى العنيف؟ appeared first on الجزائر الجديدة.