الجيوش قلاع!
الأزمة الباكستانية-الهندية، وما تداعى من أحداثها التي وصلت إلى حدّ المواجهة الصاروخية، أثبتت – كما كشفت – أنك إن لم تمتلك القوة، فلا يحق لك الحديث عن السلام. فسلامٌ بلا خيولٍ ولا سيوف، لا يعني شيئًا. لذلك، فإنّ ما جسّدته ردّة الفعل الباكستانية بعد الاعتداء الهندي على أراضيها، حين ردّت الصاع صاعين، ليس …

الأزمة الباكستانية-الهندية، وما تداعى من أحداثها التي وصلت إلى حدّ المواجهة الصاروخية، أثبتت – كما كشفت – أنك إن لم تمتلك القوة، فلا يحق لك الحديث عن السلام. فسلامٌ بلا خيولٍ ولا سيوف، لا يعني شيئًا. لذلك، فإنّ ما جسّدته ردّة الفعل الباكستانية بعد الاعتداء الهندي على أراضيها، حين ردّت الصاع صاعين، ليس إلا رسالة لكل الشعوب والأوطان، مفادها أن الدول “جيوش”، وأن دولةً بلا جيشٍ قويّ، ليست سوى “دكّان” سياسيّ، يتسوّل قبل وجوده سلامه!
الجيش الباكستاني، ومن خلال القوة التي أظهرها، لم يدفع الهند فقط إلى الدعوة للتفاوض ووقف إطلاق النار الفوري، بل حتى الولايات المتحدة الأمريكية – ممثَّلة في دونالد ترامب، الذي كثيرًا ما استعرض قوّته على الضعفاء – تدخّلت كوسيطٍ لوقف المواجهة، بعد أن ظلّ لأشهرٍ يرافع لعالم الغاب، وعالمِ مَن يمتلك القوة، فقد امتلك الأرض. لتنقلب المفاهيم في رأسه، ويفهم أن أمريكا ليست وحدها من تمتلك قرار القوة، ولا قرار السلام الذي تحميه ذات القوة.
ما يجب أن تعتبر منه شعوب المعمورة، وبالذات الشعوب العربية، هو أن “سلامها”، وأيّ سلام كان، لا بدّ أن يقترن بتقوية جيوشها والوقوف معها. ونَجزِم أن الدرس الباكستاني سيكون مفيدًا لكلّ من لم يفهم بعد أن الأمم جيوش، لا صالونات سياسة وساسة وخطابات، فقط، قف مع جيشك تنل سلامك وسلامة وطنك!