الرئيس تبون: نحن مطالبون اليوم بتعزيزِ التفافِنا حول قضيتنا المركزية

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن القضية المركزية تشهد مخططات تصفية تنهال عليها، وسط إصرار الاحتلال الإسرائيلي على فرض رؤيتِه العبثية لسلام لا يمكن أن يتصوره إلا على مقاسه، وتماهٍ مع أهوائه، وإشباعٍ لأطماعه، ألا وهو سلام يقوم على أنقاض القضية الفلسطينية.

وجدد الرئيس تبون التأكيد في كلمة قرأها عنه نيابةً وزير الدولة، وزير الخارجية، أحمد عطاف، خلال أشغال قمة الدول العربية الـ34 التي احتضنتها العاصمة العراقية بغداد، أن السلام الذي يريده الاحتلال الإسرائيلي هو سلام تُحرَم فيه دول الجوار من أبسط مقومات أمنِها وطمأنينتِها واستقرارِها، وسلام يضمن له هيمنةً مطلقة دون حسيب أو رقيب أو منازع.

الأوضاع في الأقطار العربية تتدهور بشكل متسارع

وقال الرئيس تبون إن الأوضاع في العديد من الأقطار العربية تتدهور هي الأخرى بشكل متسارع، أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وسط تكالب التدخلات الخارجية عليها لبثِّ الشقاق والفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحدة.
بالإضافة إلى مناخ دولي جديد يتهدد الجميع دون استثناء، في خضم التوجه نحو طمس معالم أركان منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، وتكريس منطق الغلبة للقوة، ومنطق الحق مع القوة، ومنطق الاحتكام والتسليم والإذعان للقوة.
وأكد الرئيس تبون أن الدول العربية أمام مرحلة مفصلية ومصيرية، مرحلةٌ لن يكون لها فيها أي قولٍ فصلٍ ما لم تُعِد الاعتبارَ لما يجمعها تحت قبة منظمتيها هذه من قواعدَ ومبادئَ وطموحاتٍ تتقاسمُ بها وفيها حاضرَها ومستقبلها.

إعادة الأولويات المشتركة إلى الواجهة حتمية

وأكد الرئيس تبون أن الجزائر تعتقد أن مثل هذا الوضع لا بد أن يعيد إلى واجهة الأولويات المشتركة حتميةَ إصلاح المجتمعات العربية، وهي التي تأسست في زمنٍ غيرِ هذا الزمن، وفي سياقٍ غيرِ هذا السياق، وفي محيطٍ غيرِ هذا المحيط، وهو ما يؤكد ضرورةَ تكييفِها مع ما يفرضه العصر من تحديات جديدة، وتطورات متسارعة، ورهانات غير مسبوقة.

وفي ذات الإطار، قال الرئيس تبون: “نحن مطالبون اليوم بتعزيزِ التفافِنا حول قضيتنا المركزية، لأن دفاعَنا عن هذه القضية ليس جودًا أو تكرمًا منّا، بقدرِ ما هو وفاءٌ تجاه أمانةٍ تاريخيةٍ تحملُها الأمةُ العربية في أعناقها، وتجاه مسؤوليةٍ قانونيةٍ وأخلاقيةٍ وحضاريةٍ تتحملها الإنسانيةُ جمعاء.”

وجدد الرئيس تبون تأكيده على ضرورة التضامن مع الأشقاء في لبنان وفي سوريا، لأن وحدةَ وسيادةَ وسلامةَ هذين البلدين تظل جزءًا لا يتجزأ من مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، حيث استطرد قائلًا: “نحن مطالبون اليوم باستدراك ما فاتنا من جهود ومساعٍ ومبادرات لحل الأزمات المستعرة في السودان، وفي ليبيا، وفي اليمن، وفي الصومال، لأن غياب الدور العربي هو ما فتح المجالَ واسعًا أمام التدخلات الخارجية التي رهنت، دون وجهِ حق، حاضرَ ومستقبلَ هذه الأقطار العربية الجريحة.”

ظهرت المقالة الرئيس تبون: نحن مطالبون اليوم بتعزيزِ التفافِنا حول قضيتنا المركزية أولاً على الحياة.