السينما الجزائرية تودّع محمد لخضر حمينة…

ووري جثمان الفقيد محمد لخضر حمينة الثرى، بعد ظهر اليوم السبت، بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة الجزائر، وسط حضور رسمي وثقافي وفني، يتقدمه رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، ومستشار رئيس الجمهورية المكلّف بالمديرية العامة للاتصال، كمال سيدي السعيد، ووزير الثقافة والفنون، زهير بللو، إلى جانب مجاهدين وشخصيات بارزة من عالم السينما والفن. ويُعد المخرج والممثل والمنتج [...] ظهرت المقالة السينما الجزائرية تودّع محمد لخضر حمينة… أولاً على الحياة.

مايو 24, 2025 - 22:38
 0
السينما الجزائرية تودّع محمد لخضر حمينة…

ووري جثمان الفقيد محمد لخضر حمينة الثرى، بعد ظهر اليوم السبت، بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة الجزائر، وسط حضور رسمي وثقافي وفني، يتقدمه رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، ومستشار رئيس الجمهورية المكلّف بالمديرية العامة للاتصال، كمال سيدي السعيد، ووزير الثقافة والفنون، زهير بللو، إلى جانب مجاهدين وشخصيات بارزة من عالم السينما والفن.

ويُعد المخرج والممثل والمنتج السينمائي، المجاهد محمد لخضر حمينة، الذي وافته المنية أمس الجمعة عن عمر ناهز 95 عامًا، من أعمدة السينما الجزائرية وأحد روادها الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الفن السابع، برصيد إبداعي زاخر يعكس عظمة الثورة الجزائرية وثراء الهوية الثقافية الوطنية.

بدأ الفقيد مسيرته السينمائية في ستينيات القرن الماضي، حيث أخرج أول فيلم طويل له بعنوان ريح الأوراس عام 1965، وهو عمل حاز على إشادة نقدية واسعة وخلّد معاناة الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية، من خلال قصة أم تجوب السجون ومعسكرات الاعتقال التابعة للجيش الاستعماري الفرنسي، بحثًا عن ابنها المختطف. وقد جسدت هذا الدور الفنانة الراحلة كلثوم (عائشة عجوري 1916-2010) ببراعة مؤثرة.

وقد حقق هذا الفيلم إنجازًا بارزًا بفوزه بالجائزة الأولى لأفضل عمل في مهرجان “كان” السينمائي سنة 1967، ما شكل انطلاقة قوية للسينما الجزائرية على الساحة الدولية.

في عام 1968، أخرج حمينة فيلم حسان طيرو من بطولة الكوميدي الكبير رويشد (أحمد عياد 1921-1999)، وهو ثاني أفلامه الروائية الطويلة، ولاقى استحسانًا واسعًا محليًا، وكرّس اسمه كأحد أبرز المخرجين الجزائريين.

وفي عام 1972، قدّم فيلم ديسمبر، الذي ندد من خلاله بأساليب التعذيب الوحشية التي مارستها سلطات الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين، مؤكدًا أن السينما يمكن أن تكون أداة نضال ومقاومة.

أما إنجازه الأبرز فكان في عام 1974، عندما أخرج الفيلم الملحمي وقائع سنين الجمر، الذي تناول فيه، من خلال ستة مشاهد مترابطة، محطات من كفاح الشعب الجزائري، من الحركات الأولى للمقاومة الشعبية إلى اندلاع ثورة التحرير في الفاتح من نوفمبر 1954. وقد تُوّج هذا العمل العظيم بالسعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي سنة 1975، وهو تتويج غير مسبوق في تاريخ السينما الجزائرية والعربية والإفريقية.

وبفقدان محمد لخضر حمينة، تفقد الجزائر قامة فنية سامقة ومجاهدًا كرّس حياته لخدمة القضية الوطنية من خلال الكاميرا، كما ألهم أجيالًا من السينمائيين والمثقفين بأسلوبه الواقعي، ووفائه لذاكرة شعب قاوم من أجل الحرية.

رحل حمينة، لكن إرثه الفني سيبقى خالدًا في ذاكرة الأجيال، شاهداً على زمن عظيم وشغف لا يُنسى بالوطن والعدسة.

ظهرت المقالة السينما الجزائرية تودّع محمد لخضر حمينة… أولاً على الحياة.