القطاع بحاجة إلى 600 شاحنة يوميا.. مساعدات محدودة تدخل غزة

دخلت إلى قطاع غزة في الساعات الأخيرة، عدة شاحنات مساعدات إنسانية من منطقة زيكيم شمال غربي القطاع وكرم أبو سالم جنوباً، بالتزامن مع إنزال طائرات بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني لمساعدات من الجو على المناطق الشمالية الغربية.
ورغم الحاجة الماسة للمساعدات، إلا أنّ الكميات التي دخلت القطاع لا تلبي احتياجات جميع السكان المجوعين بعد 4 أشهر من الحصار المشدد. ويضاف إلى ذلك أزمة سرقة المساعدات من قبل لصوص ومواطنين عاديين ما يحرم وصولها إلى مستحقيها جميعاً.
الهدن الإنسانية مناورة صهيونية لتفكيك الضغوط وفي تعليقه على الخطة الصهيونية، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد هلسة، إن الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ليست استجابة حقيقية للضغوط الدولية، بل مناورة تكتيكية هدفها تفكيك تلك الضغوط لا التعاطي معها بجدية.
وأوضح هلسة، في منشور على صفحته في فيسبوك، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يلجأ إلى هذا النوع من المبادرات الشكلية من أجل التخفيف من حدة الانتقادات الدولية المتصاعدة، لا سيما بعد تداول مشاهد مأساوية تُظهر معاناة المدنيين في قطاع غزة جراء التجويع المتعمد، الذي أصبح سلاحًا مفضّلاً في يد الاحتلال.
واعتبر هلسة أن ما تقوم به دولة الاحتلال هو محاولة لامتصاص الغضب العالمي وتمييع قضية التجويع، التي باتت تشكل ورقة ضغط قوية في يد حركة حماس، خاصة في أي مفاوضات قادمة بشأن وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى. وأضاف أن الاحتلال يسعى بذلك إلى حرمان المقاومة من استخدام هذه الورقة لصالحها، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي.
وأشار هلسة إلى أن دولة الاحتلال تعمل في الوقت نفسه على خلق وقائع جديدة ميدانيًا، من خلال التحكم الكامل في آليات إدخال المساعدات وتوقيتها وحجمها، بما يُضعف من فرص استثمار هذه القضية سياسيًا من طرف حماس. وقال إن بند إدخال المساعدات كان مطروحًا بقوة في طاولة التفاوض، وأن هذه الخطوة من جانب الاحتلال تهدف إلى سحبه من التداول عبر إجراءات أحادية الجانب.
وفي ختام تحليله، حذّر هلسة من أن هذه “الهدن” قد تكون مقدمة لخطوات أكثر قسوة ضد قطاع غزة، خاصة إذا نجحت إسرائيل في تهدئة الرأي العام الدولي مؤقتًا، مشيرًا إلى أن ما يجري ليس سوى جزء من معركة أوسع تسعى فيها تل أبيب إلى إعادة صياغة المشهد الميداني والسياسي وفقًا لمصالحها الأمنية.

حماس: خطة الاحتلال إدارة للتجويع وخداع لتبييض صورته
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دولة الاحتلال بالعمل على تبييض صورتها والالتفاف على مطلب وقف سياسة التجويع، وأكدت أن الإجراءات التي أعلنها الاحتلال تمثل “إدارة للتجويع” ولن تسمح بوضع حد لأزمة الجوع التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين.
وذكرت الحركة في بيان، الأحد، أن وصول الغذاء والدواء إلى غزة “حق طبيعي وضرورة إنسانية لوقف الكارثة التي فرضها الاحتلال النازي”.
واعتبرت أن إنزال الاحتلال مساعدات جوا “خطوة خادعة لتبييض صورته والالتفاف على مطلب رفع الحصار ووقف سياسة التجويع”، التي أدت إلى استشهاد أكثر من ألف فلسطيني “في جريمة حرب موصوفة”.
وقالت إن خطة الاحتلال للتحكم بالمساعدات عبر الإنزال الجوي والممرات الإنسانية “تمثل إدارة للتجويع وتعرض حياة المدنيين للخطر”.
وأكدت الحركة أن “إنهاء جريمة التجويع يمر بوقف العدوان وكسر الحصار وفتح المعابر البرية لتدفق المساعدات بإشراف أممي، وشددت على أهمية استمرار الضغوط الدولية والشعبية لكسر الحصار ووقف الإبادة ونحذر من الانخداع بدعاية الاحتلال”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post القطاع بحاجة إلى 600 شاحنة يوميا.. مساعدات محدودة تدخل غزة appeared first on الشروق أونلاين.