ويولد الحلم الإفريقي في الجزائر

بقلم: محمد مزيان وزير الاتصال هذا الحلم هو حلم السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حين دعا إلى أن حلول مشاكل القارة الإفريقية تبنى بسواعد أبناءها، والقفز بالتجارة البينية الإفريقية والوصول بها إلى مستويات مرتفعة. لا أحد كان ينتظر قبل أسبوع بالضبط، أنه على أرض الجزائر سيولد “حلم إفريقي”، ليس لغياب الطموح أو لعدم الاهتمام …

سبتمبر 11, 2025 - 13:51
 0
ويولد الحلم الإفريقي في الجزائر

بقلم: محمد مزيان
وزير الاتصال

هذا الحلم هو حلم السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حين دعا إلى أن حلول مشاكل القارة الإفريقية تبنى بسواعد أبناءها، والقفز بالتجارة البينية الإفريقية والوصول بها إلى مستويات مرتفعة.
لا أحد كان ينتظر قبل أسبوع بالضبط، أنه على أرض الجزائر سيولد “حلم إفريقي”، ليس لغياب الطموح أو لعدم الاهتمام بالقضايا الإفريقية، بل ببساطة لأن هؤلاء لا يريدون سماع أصوات الجهود العميقة، التي تهدف إلى مواجهة تحديات التنمية في القارة الإفريقية.

في خطابه الافتتاحي البارز والتاريخي في الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الافريقية، الذي أقيم يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن: “مستقبل إفريقيا يعتمد على القدرة الجماعية لدولها على بناء بنية تحتية متكاملة”، وأشار إلى أن هذا المعرض ليس مجرد تظاهرة اقتصادية، بل يعكس وعيًا جماعيًا لبناء قارة موحدة وقوية بإرادتها، مؤثرة على المستويات الإقليمية والدولية.”
وفي نفس السياق وخط الرؤية التي أوضحها الرئيس عبد المجيد تبون، أشار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أن: “الاندماج الإفريقي يتطلب الانتقال من اقتصاد يعتمد على استخراج المواد الخام إلى اقتصاد يعتمد على تصنيف هذه الموارد وتحويلها محليًا”، بينما ذكر الرئيس التونسي قيس سعيد أن “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تمثل حلمًا لكل الأفارقة، جيلًا بعد جيل، ويجب أن يتحقق من خلال اعتماد نهج جديد لتحقيق هذا المشروع الحضاري”.
وهذه بالذات الديناميكية التي أكدها رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، مشيرا الى “ضرورة تحقيق الاندماج الإفريقي، وخاصة من خلال الربط بين شمال وجنوب القارة وتعزيز قوى التنمية داخلها”.
وقد تجلى كل ذلك في 10 سبتمبر 2025، في حدث بارز، حيث أعلن رسميا أن الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية قد توجت بتوقيع عقود بقيمة تفوق 48.3 مليار دولار، منها 11.4 مليار دولار من نصيب الجزائر، وهو ما ترك أثرا ملموسا وإنطباعا قويا للمستوى العالي الذي تميزت به هذه الدورة، واعتبارها استثنائية وقيمة مضافة أسهمت بها الجزائر في هذه التظاهرة، وذلك بفضل موقعها الجيوستراتيجي كبوابة هامة وضرورية لإفريقيا.
ولقد عاينت الصحافة ميلاد هذا الحلم الافريقي الملموس طيلة أيام المعرض من حيث حجم الإقبال عليه والحركية التي دبت في أروقته، وادركت أن هذا الحلم هو أيضا حلم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حين دعا إلى أن حلول مشاكل القارة الإفريقية تبنى بسواعد أبناءها، والقفز بالتجارة البينية الإفريقية والوصول بها إلى مستويات مرتفعة، وهو في الحقيقة حلم جماعي، واقعي وإفريقي محظ، يمكن أن يغير من القواعد ويبتكر أخرى كما قال لي أحد الخبراء، وينسج بإتقان خيوط قوية للتكامل والطموح المشترك بين أمم أفريقيا لرسم الطريق نحو الازدهار والتنمية.
هناك اتجاهات ووقائع لا يمكن أن تنال قبول الأفارقة، الا بمزيد من النضج والتفكير، ولكن أمام الأفارقة فرص واسعة للاستفادة من تجربة الجزائر التي نوعت في الاقتصاد وانتهجت سياسة صناعية متكاملة.
والجزائر، كما أشار الى ذلك العديد من الخبراء، الذين لاحظوا أنها تحوز على نموذج رائد وناجح يمكن أن يعكس قدرة الدول الإفريقية على وضع استراتيجيات نمو فعالة تساهم وتدعم الاندماج القاري والافريقي.
لقد حقق معرض التجارة البينية الإفريقية تأثيرًا واضحا وكبيرا أكثر مما كان متوقعا على كافة الأصعدة، بالنظر إلى التغطية الإعلامية الاستثنائية، والاتفاقيات والعقود الموقعة، والشراكات المتعددة، التي تأسست خلاله واحترافية اللقاءات المنظمة، وروح الأخوة والتضامن التي ميزت الحدث، الذي يبقى بلا شك موعدًا قاريًا من الدرجة الأولى.

سيسجل التاريخ أنه في سبتمبر 2025، ولد الحلم الإفريقي وطاف في أروقة الجزائر وتحقق.