المسلمون في فرنسا مواطنون من الدرجة الثانية والدولة مقصرة بحقهم
اتهم عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، أوساطا سياسية وإعلامية فرنسية، بالتستر على الأعمال العدائية والعنصرية التي ترتكب بحق الجالية المسلمة في فرنسا، ودعا السلطات إلى تحمل مسؤولياتها كاملة إزاء ما يحصل، من خلال الانتقال من مشاعر المواساة إلى تقديم مقترحات جادة وحقيقية لمحاصرة هذه الظاهرة التي تتفشى بشكل كبير في فرنسا. وغرّد شمس الدين […] The post المسلمون في فرنسا مواطنون من الدرجة الثانية والدولة مقصرة بحقهم appeared first on الشروق أونلاين.


اتهم عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، أوساطا سياسية وإعلامية فرنسية، بالتستر على الأعمال العدائية والعنصرية التي ترتكب بحق الجالية المسلمة في فرنسا، ودعا السلطات إلى تحمل مسؤولياتها كاملة إزاء ما يحصل، من خلال الانتقال من مشاعر المواساة إلى تقديم مقترحات جادة وحقيقية لمحاصرة هذه الظاهرة التي تتفشى بشكل كبير في فرنسا.
وغرّد شمس الدين حفيز بمجموعة من المناشير على حسابه في منصة “إكس”، منتقدا تقصير الدولة الفرنسية في حماية المسلمين وأماكن عبادتهم، على عكس أفراد ودور عبادة بقية الطوائف من ديانات أخرى، في لهجة غير معهودة من عميد مسجد باريس، الذي عهد عنه الهدوء في مثل هذه المناسبات.
وأورد عميد مسجد باريس مقتطفات من فيديوهات لبرامج حوارية في أكثر من قناة فرنسية، كان ضيفا على بلاطوهاتها، في أعقاب الجريمة الوحشية التي راح ضحيتها شاب في العشرينيات من عمره من مالي، يدعى أبو بكر سيسي، في أحد المساجد الفرنسية صبيحة الجمعة المنصرم، تضمنت تصريحات ومواقف نارية، ضد السلطات الفرنسية، وضد بعض الأوساط السياسية والإعلامية المعروفة بنزعتها المعادية للجالية المسلمة، ولكن من دون أن يشير إليها بالاسم.
وقال شمس الدين حفيز منتقدا: “في كل مرة يتم إخفاء أو التستر على الأفعال المشحونة بالكراهية والعداء ضد المسلمين. وفي بعض الأحيان يتم التقليل من خطورتها. لقد بات واضحا أن سياسة الكيل بمكيالين أصبحت لا غبار عليها. أقولها بكل هدوء، عندما يتعلق الأمر بمسلم، يصبح النقاش يتمحور حول مشتبه به”.
ويمضي الرجل الأول في مسجد باريس معلقا على وضع المسلمين في فرنسا: “يمكن القول إن المواطن الفرنسي المسلم أصبح مواطنا من الدرجة الثانية، أقول هذا وأؤكد عليه. ربما يكون هذا قويا، ولكن في نفس الوقت، منذ سنوات، أصبح الإسلام والمسلمين في فرنسا بمثابة الذريعة أو المسوغ لكل ما يحصل على التراب الفرنسي”. وشدد: “يجب عدم إهمال الحزن والألم والغضب لجزء من الجالية المسلمة، يجب الاستماع لانشغالاتهم”.
شمس الدين حفيز الذي يتوفر على خلفية قانونية واسعة باعتباره محاميا، بدا قويا في طرحه وحجيته، ما مكنه من تشريح وضع المسلمين بشكل أكثر دقة، قائلا إنهم تحولوا منذ سنوات إلى “مادة دسمة في الحملات الانتخابية في فرنسا وما حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة خير مثال على ذلك. الصحف تنسب كل شيء للمسلمين، وتنسب الكثير مما يحصل لأخطاء المسلمين. هذا ليس من العدل. هل كان لا بد من أن نتعرض لمآس كتلك التي وقعت مؤخرا، حتى نرتقي إلى مستوى الآخرين في التعامل معنا؟”.
ولاحظ عميد مسجد باريس: “نشعر بأن الجالية المسلمة لا تعامل كغيرها من أبناء فرنسا، عندما تكون هناك أفعال معادية للمسلمين، كما حصل في رمضان الأخير عندما أحرق أحد المساجد، ولا رد فعل. حتى صبيحة الجمعة (الأخير) عندما تمت دعوتي من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون، لحضور جنازة البابا فرانسيس، لم نشعر بأن هناك جريمة وقعت في مسجد وراح ضحيتها شاب مسلم، وذلك بالرغم من أن فيديو الجريمة كان متداولا على شبكات التواصل الاجتماعي. هذا يدفع إلى الاعتقاد، عن صحة أو عن خطأ، بأن أبناء الجالية المسلمة هم مواطنون من الدرجة الثانية”.
ويؤكد شمس الدين حفيز أنه شخصيا يتعرض للتمييز في فرنسا، مقارنة بغيره من الفرنسيين من أصول غير فرنسية: “هم يقولون عني إنني جزائري أكثر من فرنسي، هل سمعتم يوما ما أحد يقول بأن إيريك سيوتي (زعيم حزب الجمهوريون السابق) إيطالي، أو كريستيان استروزي (منتخب محلي لليمين المتطرف) إيطالي.. لقد ضُرب النسيج الاجتماعي في فرنسا..”
ويختم رجل القانون تذمره قائلا: “ليس هناك حماية لأماكن العبادة التابعة للمسلمين، والدولة الفرنسية مقصرة في هذا. يجب الانتقال من المشاعر إلى تقديم اقتراحات جادة لمحاصرة العداء والكراهية ضد الإسلام والمسلمين في فرنسا”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post المسلمون في فرنسا مواطنون من الدرجة الثانية والدولة مقصرة بحقهم appeared first on الشروق أونلاين.