باريس حفظت الدرس جيدا مع الجزائر من قضية صنصال
كشف بيان صادر عن الخارجية الفرنسية بشأن الحكم الصادر عن رعية فرنسي قدم على أنه صحافي أدين بسبع سنوات سجنا نافذا، عن تطور لافت في مواقف باريس من قرارات العدالة الجزائرية، عكس ما حصل في قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، التي سببت حالة من الهيجان في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، بعد إدانته بخمس سنوات […] The post باريس حفظت الدرس جيدا مع الجزائر من قضية صنصال appeared first on الشروق أونلاين.


كشف بيان صادر عن الخارجية الفرنسية بشأن الحكم الصادر عن رعية فرنسي قدم على أنه صحافي أدين بسبع سنوات سجنا نافذا، عن تطور لافت في مواقف باريس من قرارات العدالة الجزائرية، عكس ما حصل في قضية الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، التي سببت حالة من الهيجان في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، بعد إدانته بخمس سنوات سجنا.
وعلى الرغم من أن الحكم كان أثقل من ذلك الذي أدين به صنصال، إلا أن الخارجية الفرنسية في بيانها الصادر الإثنين 30 جوان 2025، لم تجد أكثر من التعبير عن “أسفها” إزاء “الحكم القاسي” الذي أصدرته محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، الأحد 29 جوان الـ2025، بحق الرعية الفرنسي، كريستوف غليز، الذي تم إيداعه السجن بشكل فوري.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس براس” إلى أنها “تتابع عن كثب وضع الصحفي منذ اعتقاله في الجزائر في مايو 2024″ و”قدمت له المساعدة والحماية القنصلية طوال فترة محاكمته”. كما أكدت أن “جميع الخدمات لا تزال معدة لتقديم المساعدة له، وهي على اتصال منتظم معه ومع عائلته ومستشاريه”.
وأضاف قصر “الكيدورسي” أنه “تم تقديم طلب للحصول على تصريح زيارة بمجرد صدور الحكم بالإدانة”، استنادا على مبدأ المساعدة القنصلية، كما أكدت تمسك فرنسا “بحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم”، في عبارة حرص معد البيان على استثناء الجزائر، حتى لا يتم قراءة ذلك من قبل السلطات الجزائرية على أنه تصعيد تحركه اعتبارات يحركها التشكيك في قرارات العدالة الجزائرية، التي أكد الرئيس عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة، أنها سيدة قرارها.
واتهمت العدالة الجزائرية الرعية الفرنسي المدان، بـ”الإشادة بالإرهاب”، وفق بيان الخارجية الفرنسية، وكان قد تم القبض عل كريستوق غليز، قبل أزيد من سنة في ولاية تيزي وزو، وذلك بينما كان بصدد القيام بأنشطة مشبوهة، وقد حاول قصر “الكيدورسي” إعطاء المتهم صفة الصحفي، من خلال الإعلان عن تمسك فرنسا بـ”حرية التعبير”، وهو الذي لم يكشف عن هويته المهنية عندما طلب التأشيرة.
وكان لافتا في بيان الخارجية الفرنسية عدم دعوة السلطات الجزائرية إلى إطلاق سراح الرعية الفرنسي، في سياق الأزمة المتفاقمة بين البلدين، تفاديا لحدوث انتكاسة جديدة، في وقت تطبع العلاقات الثنائية “هدنة غير معلنة”، طبعتها زيارات بعض رجال الأعمال الفرنسيين إلى الجزائر، وكانت أبرزها زيارة رودولف سعادة، مالك كبرى شركات الشحن الفرنسي (CMA CGM)، الذي استقبل من قبل الرئيس عبد المجيد تبون.
وبحسب مصادر على علاقة بمنظمة “مراسلون بلا حدود” (RSF) الفرنسية، فإن القضية تعود إلى شهر ماي من السنة الماضية، عندما تم القبض على الرعية الفرنسي بولاية تيزي وزو، بتهمة القيام بأنشطة لها علاقة بالإرهاب، وقد نبهت هذه المنظمة منتسبيها من الجزائريين، إلى عدم الإدلاء بأي تصريحات عن قضية كريستوف غليز، على أمل حلها بعيدا عن صخب الإعلام والتداول السياسي، غير أن فشل كل تلك المحاولات بصدور قرار الإدانة، دفع منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى الخروج عن صمتها.
وتشير مصادر أخرى على علاقة بخبايا هذا الملف، إلى أن التحقيقات قادت إلى وجود تواصل بين الرعية الفرنسي المسجون، وعناصر مصنفة في خانة الإرهاب بالجزائر تعمل لصالح منظمة إرهابية. ومما زاد من تعقيد وضعية كريستوف غليز، أنه دخل بتأشيرة سياحية ولم يدخل بتأشيرة مهمة، ما يعني أن المتهم أخفى المهمة التي جاء من أجلها إلى الجزائر وحاول خداع الجهات ذات الصلة.
ويكشف الهدوء غير المعهود في الموقف الرسمي الفرنسي من إدانة القضاء الجزائري لكريستوف غليز، بسبع سنوات سجنا نافذا، أن باريس تعلمت الدرس جيدا من قضية صنصال، ومفاده أن محاولة لعب دور الوصي أو الآمر، لم تعد تجدي نفعا، بل من شأنها أن تزيد الوضع تعقيدا، لاسيما أن السلطات الفرنسية تنتظر على أحر من الجمر، القرار النهائي في قضية الكاتب الفرانكو جزائري، الثلاثاء الفاتح من جويلية 2025.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post باريس حفظت الدرس جيدا مع الجزائر من قضية صنصال appeared first on الشروق أونلاين.