لا يزال التسريب المكذوب المنسوب للزعيم المصري الراحل، جمال عبد الناصر، من قبل القناة الفضائية “العربية”، حول الجزائر، يثير غضب الجزائريين والمصريين معا، لكونه يستهدف ضرب ذاكرة الشعبين الشقيقين في مرحلة فارقة من تاريخهما المجيد.
ونظرا لفداحة الجرم الموصوف والذي كان يستهدف ضرب اواصر التقارب بين الجزائر ومصر، فقد تصدى الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في البلدين للقناة التي أصبح يصطلح عليها “العبرية” بسبب مواقفها وبرامجها التي تمعن في كل مرة في ضرب وحدة الصف العربي، واستهداف المقاومة الفلسطينية في واحدة من أصعب فترات نضالها من أجل الحق العربي والفلسطيني.
وقد كان الناشطون والسياسيون المصريون الأوائل في تكذيب مزاعم القناة المتصهينة، من خلال تدوير فيديوهات قديمة تعود لفترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، تؤكد على الدور الذي لعبته الجزائر في دعم الكفاح العربي ضد الغطرسة الصهيونية، وعلى وجه الخصوص دعم الجيش المصري بالعتاد وبالجنود في حربه ضد الكيان المحتل.
وقد برز من بين الشخصيات السياسية المصرية المرموقة التي كذبت مزاعم قناة ” العبرية “، رئيس البرلمان المصري الأسبق، مصطفى الفقي الذي فند بقوة في برنامج تلفزيوني مصري، التسريبات المكذوبة المنسوبة للزعيم المصري الراحل، جمال عبد الناصر، حيث أكد على أن دعم الجزائر للجيش المصري في حربه ضد الكيان الصهيوني المحتل، لا تشوبه شائبة.
كما ذكر رئيس مجلس الشعب المصري الاسبق بالحادثة الشهيرة للرئيس الراحل هواري بومدين، عندما هاتف نظيره المصري الراحل، أنور السادات وطلب منه حاجيات مصر لخوض الحرب ضد الكيان الصهيوني، حيث حمل حقائب من النقود من البنوك الجزائرية وطار بها إلى موسكو من أجل شراء السلاح للجيش المصري، وقدر المبلغ يومها بنحو 100 مليون دولار وهو ما يعادل اليوم مبلغا ضخما من المال بما يفوق المليار دولار.
هذا التسريب الكذوب بما خلفه من غضب في كل من الجزائر ومصر بسبب تطاوله على ذاكرة شعبين شقيقين، فقد زادت من أواصر اللحمة بيس فقط بين الشعبين، بل بين قيادة البلدين، ومن هنا جاء الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الى الجزائر، للتأكيد على أن العلاقات الثنائية أكبر من أن يؤثر عليها تسريب مكذوب لقناة فضائية اعتادت الاصطياد في المياه العكرة.
ومهما كانت مصداقية الاخبار التي تتحدث عن هذه الزيارة، فهي تؤكد على أن أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين، والعلاقات الأخوية بين قيادة البلدين لا تشوبها شائبة، بل تساهم تلك التسريبات المغرضة والحاقدة في العمل من أجل تمتين العلاقات الثنائية التي تبقى ضاربة بجذورها في التاريخ رغم محاولات ” العبرية ” النيل منها.
The post المصريون والجزائريون يردون على قناة “العربية” بطريقتهم الخاصة appeared first on الجزائر الجديدة.