جنازة مهيبة لطبيب الفقراء بسطيف

رغم الأمطار الغزيرة المتهاطلة على مدينة سطيف الثلاثاء، والجو البارد، تنقل، الآلاف، من سكان الولاية، والمناطق المجاورة لها، إلى مقبرة سيدي الخير، للمشاركة في تشييع جنازة الدكتور فيلاوين سفيان البالغ من العمر 46 سنة، الذي توفي في حادث انحراف وانقلاب سيارة الأجرة التي كان على متنها على مستوى الطريق الرابط بين برج الكيفان والدار البيضاء […] The post جنازة مهيبة لطبيب الفقراء بسطيف appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 14, 2025 - 16:38
 0
جنازة مهيبة لطبيب الفقراء بسطيف

رغم الأمطار الغزيرة المتهاطلة على مدينة سطيف الثلاثاء، والجو البارد، تنقل، الآلاف، من سكان الولاية، والمناطق المجاورة لها، إلى مقبرة سيدي الخير، للمشاركة في تشييع جنازة الدكتور فيلاوين سفيان البالغ من العمر 46 سنة، الذي توفي في حادث انحراف وانقلاب سيارة الأجرة التي كان على متنها على مستوى الطريق الرابط بين برج الكيفان والدار البيضاء بالجزائر العاصمة.
وقد خلف هذا الحادث الأليم وفاة شخصين وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة، ومن بين الضحايا الدكتور فيلاوين سفيان المدعو محمد الذي يشتغل بمستشفى الأم والطفل الباز بسطيف.
وحسب شهادة زملائه في قطاع الصحة وبعض المقربين من المرحوم، على غرار الدكتور نبيل مصباح، رئيس قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، فإن الموت قضاء وقدر، لكن، موت الدكتور فيلاوين سفيان، ليس الخاسر فيها هو أو عائلته، بل الخاسر في هذه المصيبة هم سكان المدينة والمرضى الذين كان يسهر على راحتهم، حيث قال نبيل مصباح، أن النساء اللواتي كان يخرج من أجلهن صباحا من العاصمة ويترك أولاده نياما متوجها إلى سطيف وتحديدا إلى مصلحة النساء والتوليد بالباز، أين يجدهن في انتظاره لإجراء لهن عمليات جراحية، هن الخاسرات، وكذلك الأطباء الذين كانوا يعملون معه وخاصة الأطباء المقيمين هم الخاسرين، لأنهم لن يتعلموا بعد الآن من خبرة ومعارف الدكتور سفيان فيلاوين الذي كان يحضر أطروحة جامعية ليطور بها تقنية جراحية لا يعرفها الكثير من الأطباء وقليل من يتقنها مثله، وكذلك الخاسر في موت سفيان هو المواطن البسيط الذي كان يتصل بالهاتف بسفيان أين يجد هاتفه مفتوحا ويرد على مكالمته في أي وقت، ليطلب منه مساعدة مريض له، ويكون رد الدكتور سفيان “ماشي مشكل ذرك نفريهالك”، ليختم الدكتور نبيل مصباح كلامه، أن لائحة الخاسرين في موت الدكتور سفيان فيلاوين طويلة وعريضة، وهو الفائز فيها الآن المواطنون يدعون له بالرحمة والمغفرة.
من جانبه الباحث في التاريخ عاشور جلابي، قال للشروق اليومي، أن المرحوم الدكتور الطبيب فيلاوين سفيان يشبه ملاكا من ملائكة الأرض، رغم أن الملائكة لا يشبه بهم، وقال عاشور جلابي بأن سفيان هو الرجل الذي تأخر من الزمن الجميل، حيث قال عاشور جلابي، الدكتور سفيان رجل فرض احترامه وهو حي وسيفرض حضوره في ذاكرة كل من عرفه من أصدقائه وزملائه ومرضاه وكل الأشخاص الذين التقى بهم، وقد أكد جلابي، أنه يعرف الكثير من المرضى لا يتحدثون عنه إلا بخير، على غرار إحدى المقربات إلى الطبيب، حيث قالت، أن الدكتور محمد طبيب لا يشبهه أحد، فبالرغم من المدة القصيرة التي قدم فيها إلى مستشفى الأم والطفل بالباز بسطيف، إلا أنه صنع لنفسه اسما كبيرا ومحترما ويعامل كل الأشخاص بنفس الاحترام من العامل إلى المريض إلى زملائه من الطاقم الطبي إلى زوار المستشفى، لا يفرق بين أحد وآخر، كان متاحا لكل الناس، لا يرد أحدا، كما أكدت، إحدى الموظفات بالمستشفى أن المرحوم كان (يتحير) على المريض أكثر من المريض نفسه، حتى عندما يتأخر المريض عن موعد الفحص يتصل به محمد هاتفيا ويسأل عنه ويذكره بالموعد، المريض ينسى، لكن محمد لا ينسى، ويبقى دائما حريصا ومتابعا لمرضاه، حيث قالت، أنه في أحد الأيام خرج الدكتور سفيان فيلاوين من قاعة العمليات الجراحية بعد وفاة مريضة كانت وضعيتها حرجة أثناء العملية، جلس في بهو المستشفى على ركبتيه وهو يبكي بحرقة وكأنها من افراد عائلته، وبعد أن حضر زوج المرحومة وبعض افراد عائلتها، كان الموقف غريبا وعجيبا، حيث كانوا في حاجة لمن يواسيهم، لكنهم وجدوا أنفسهم يواسون الطبيب قائلين له يا دكتور إنه قضاء الله وقدره وأنت عملت ما كان يجب عليك.
هذا وعلمنا، ان الدكتور سفيان فيلاوين كان أول دكتور يعمل بتقنية الجراحة المبتكرة للمشيمة الملتصقة في الجزائر ومن الأوائل في العالم.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post جنازة مهيبة لطبيب الفقراء بسطيف appeared first on الشروق أونلاين.