حقائق النووي الإيراني

لم يكشف الإيرانيون، بعد مرور أكثر من أسبوع عن العدوان الصهيوني على أراضيهم، عن كل أوراقهم، خاصة بعد أن تمكّنت مؤسسات الدولة من امتصاص الصدمة الأولى والعودة مجدّدا لمقارعة العدو الصهيوني، الذي يتلقى الضربات تلو الأخرى، ويفقد توازنه الهشّ وهو يسقى من كأس الحنظل التي يسقيها للفلسطينيين والدول العربية المجاورة لها منذ 77 سنة كاملة. […] The post حقائق النووي الإيراني appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 21, 2025 - 19:30
 0
حقائق النووي الإيراني

لم يكشف الإيرانيون، بعد مرور أكثر من أسبوع عن العدوان الصهيوني على أراضيهم، عن كل أوراقهم، خاصة بعد أن تمكّنت مؤسسات الدولة من امتصاص الصدمة الأولى والعودة مجدّدا لمقارعة العدو الصهيوني، الذي يتلقى الضربات تلو الأخرى، ويفقد توازنه الهشّ وهو يسقى من كأس الحنظل التي يسقيها للفلسطينيين والدول العربية المجاورة لها منذ 77 سنة كاملة. لقد أصابت الصواريخ الإيرانية فخر الصهاينة وقبتهم الحديدية بالشلل، وتمكّن “خيبر” وإخوته من دكّ مطاراتهم، ومقارّ مؤسّساتهم العسكرية والإستراتيجية، ودفعت بهم إلى الملاجئ، فوافق الرد في القوة، العدوان.
الكيان الذي يصطفّ إلى جانبه المحور الغربي بأكمله، يشنّ عدوانه على إيران بحجة القضاء على برنامجها النووي، ومنع حصول دولة إسلامية ثانية على القنبلة الذرية، فمتى وكيف سعت إيران فعلا إلى ذلك؟ الحقيقة أنه لا يمكن الإجابة عن ذلك من دون معرفة حقائق البرنامج النووي الإيراني، وكيف انقلبت أمريكا والغرب من مؤيد لإمكانية حصولها على التقنية النووية إلى معارض ورافض لذلك.
لقد سعت أمريكا إلى تمكين إيران في عهد الشاه من التقنية النووية عبر الإشراف على بناء مفاعلات بها، في وقت كانت فيه ضمن المحور الأمريكي الصهيوني، وبعد نجاح الثورة الإيرانية وسقوط نظام العمالة الغربي في عام 1979، قام المرشد الإيراني آية الله الخميني بإصدار فتوى جمّد بموجبها البرنامج النووي الإيراني، واعتبره برنامجا فتَّاكا لا يجوز المضيّ فيه، لما يشكّله من أضرار على الإنسان والبيئة. في الوقت ذاته، قام الكيان الصهيوني في سنة 1981، بدعم أمريكي وتواطؤ فرنسي، بضرب المفاعل العراقي الذي بناه الفرنسيون، لمنع العراق المصطفّ مع محور المقاومة من أن يشكّل خطرا مستقبليّا على الكيان، وبعد أن تغيّرت التحالفات في المنطقة واندلعت حرب طاحنة بين إيران والعراق (1980- 1988) وشعور هذه الأخيرة بالتهديد الفعلي، أعادت إحياء البرنامج، واتّجهت نحو دول أخرى ساعدتها في ذلك، وبقيّة القصّة معروفة.
لم يكن البرنامج الإيراني يشكّل تهديدا وجوديا للكيان الصهيوني ومصالح الغرب، لكنه أصبح كذلك بمجرد تغيير النظام وانتقاله إلى الجهة المقابلة، جهة الواقفين في وجه الغطرسة الصهيونية والمدافعين عن الحق الفلسطيني، وأصبح المطلوب تحطيم إيران بكل الوسائل.
إيران، التي تخضع منذ عقود إلى حصار اقتصادي جائر، تمكّنت من تطوير ترسانة صاروخية فائقة القوة، قادرة على دكّ العمق الصهيوني وإحداث الضرر المنشود والإطاحة بالسردية الصهيونية المبنية على “الجيش الذي لا يقهر”.
لقد كان هدف الصهاينة من العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، توجيه ضربة قوية للنظام من خلال اغتيال قادة الصف الأول، وإحداث شرخ يؤدي إلى انفلات الأوضاع ومن ثمّ، الإطاحة به، لتسهيل عملية تفكيك ما بقي من مقوّمات البرنامج النووي، بعد اغتيال العلماء والقائمين عليه، غير أن هذا المسعى فشل وانقلب قادة الكيان ومجرموه على أعقابهم، ليتجرّعوا مرارة الدّمار الذي يستيقظون عليه كل صباح في مدن الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما شكّل البرنامج النووي الإيراني، طوال السنوات الفارطة، هاجسا حقيقيا للغرب، لإيمانه بأن هذه الدولة التي تحصي قرابة التسعين مليون نسمة، تحتلّ مراتب مرتفعة في ترتيب الدول من حيث التنمية البشرية، ما يعني أنها تملك مخزونا بشريا قادرا على تحقيق الإقلاع في جميع الميادين، في حال خفّف الحصار عليها، زيادة على التراكم المعرفي والصناعي الهامّ الذي جرى تطويره عبر العقود الماضية والذي مكّنها من أن تصبح تاسع دولة ترسل قمرا اصطناعيا محلي الصنع إلى الفضاء.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حقائق النووي الإيراني appeared first on الشروق أونلاين.