تلقى رواجا بين المستثمرين والفلاحين:تربية الأسماك.. استثمار مربح ودعم للأمن الغذائي

دفع تراجع أعداد الأسماك وضعف المخزون السمكي في البحر، مقابل ارتفاع الطلب عليه، إلى التفكير في تطوير نشاط تربية الأسماك في الأحواض المائية، وهو ما عملت عليه الجزائر في السنوات الأخيرة، ولاقى هذا النشاط رواجا بين المستثمرين والفلاحين، سيما أنه أثبت أنه مجال مربح. تطورت تربية الأسماك في الأحواض في الجزائر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، لتصبح …

أغسطس 13, 2025 - 17:07
 0
تلقى رواجا بين المستثمرين والفلاحين:تربية الأسماك.. استثمار مربح ودعم للأمن الغذائي

دفع تراجع أعداد الأسماك وضعف المخزون السمكي في البحر، مقابل ارتفاع الطلب عليه، إلى التفكير في تطوير نشاط تربية الأسماك في الأحواض المائية، وهو ما عملت عليه الجزائر في السنوات الأخيرة، ولاقى هذا النشاط رواجا بين المستثمرين والفلاحين، سيما أنه أثبت أنه مجال مربح.

تطورت تربية الأسماك في الأحواض في الجزائر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، لتصبح قطاعا واعدا يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتقليل فاتورة الاستيراد وتوفير فرص عمل، سيما مع ارتفاع الطلب عليه، في ظل تراجع المخزون السمكي في البحار والمحيطات، وارتفاع أسعاره.

وعرفت الجزائر منذ أزيد من 50 سنة المحاولات الأولى للاستزراع المائي، حيث كان التركيز على تربية أسماك المياه العذبة وبعض أنواع القشريات، ليتم لاحقا إنشاء محطات تجريبية بهدف تحديد أفضل المواقع والتقنيات لتربية أنواع معينة من المحار وبلح البحر، وتطوير تربية أسماك المياه العذبة، ثم انتقل التركيز على المياه الداخلية.

وانتقل بعدها هذا النشاط إلى مراحل متطورة، ليتحول التركيز على التربية المدمجة، من خلال الاستفادة من الأحواض الفلاحية، حيث شهدت السنوات الأخيرة تحولا كبيرا نحوالتربية السمكية المدمجة، وهي تقنية تعتمد على استزراع الأسماك في أحواض الري الفلاحي، وقد حققت هذه التقنية نجاحا كبيرا، حيث إنها لا تقتصر على إنتاج الأسماك فحسب، بل تستفيد أيضا من المياه الغنية بالمغذيات الناتجة عن تربية الأسماك في سقي المحاصيل الزراعية، مما يقلل من الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية ويزيد من المردود الفلاحي.

ويتم التركيز في هذه الأحواض على أنواع مثل سمك البلطي (البلطي النيلي والبلطي الأحمر)، والكارب الشائع والصيني، لسهولة تربيتها وتكيفها مع الظروف المحلية.

ولتشجيع هذا النشاط أكثر، أولت الحكومة اهتماما كبيرا بهذا المجال، والمستثمرين فيه، من خلال برامج وتحفيزات للانخراط فيه، وذلك من خلال الدعم المالي والجبائي، لمنتجي سمك البلطي، بالإضافة إلى إعفاء عمليات البيع من الرسوم على القيمة المضافة، وإخضاع الراغبين في دخول المجال لبرامج التكوين لضمان نجاح المشاريع وزيادة الإنتاج، إضافة إلى تطوير البنية التحتية،  من خلال استغلال السدود الموجهة للسقي الفلاحي، وإنشاء مزارع سمكية ذكية.

وقد واجه هذا النشاط في بدايته، بعض التحديات، ومنها ثقافة الاستهلاك، إذ كان هناك في السابق إقبال ضعيف على أسماك المياه العذبة، لكن بفضل انتشار المشاريع والترويج لها، بدأ المواطن الجزائري يتعرف على هذه المنتجات ويقبل على استهلاكها.

غير أن ارتفاع تكاليف الأعلاف، لا يزال تشكل مشكلا للفلاحين والمستثمرين، وهو ما تعمل الحكومة على إيجاد حلول له من خلال اللجوء إلى إنتاج هذه الأعلاف محليا، إضافة إلى تبني تكنولوجيا متطورة في تربية الأسماك، مثل إنشاء أول مزرعة أسماك ذكية ، لزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة.

شركةاكوا برولتربية الأسماك بالجلفة.. نموذج للاستثمار الناجح

وتحصي الجزائر العديد من التجارب الناجحة في مجال تربية الأسماك، بما في ذلك مزارع في مناطق مختلفة من الوطن، من الشمال إلى الجنوب، ومن الأمثلة الناجحة شركةاكوا برولتربية المائيات التي تتواجد بولاية الجلفة لصاحبها طارق بن علي، متخصصة في إنتاج البلطي الأحمر وحيد الجنس ذكر طبيعي بتقنيةواي واي، حيث أكد صاحب الشركة لـالجزائرأن مؤسسته من بين 6 شركات في العالم التي تستخدم هذه التقنية.

وأضاف المستثمر بن علي، أن مجال تربية المائيات في تطور ملحوظ سنويا، بحيث دخل أصبح مجال يقبل عليه العديد من الفلاحين و المستثمرين، كونه مدر للربح.

واعتبر المتحدث ذاته أن تربية المائيات، وبالخصوص سمك البلطي، باستعمال تقنيات حديثة وعلمي، فإنه سيكون نشاط جد مربح لصاحبه، مؤكدا أن نسبة الأرباح تفوق 30 بالمائة.  

أما في يخص الدعم، فأكد صاحب الشركة، أن هذا الدعم يتم عبر عدة طرق، أولا دعم الفلاح أو المربي عند حصاد المنتج والبيع، حيث يحصل على علاوة تقدر ب50دينار على كل كيلوغرام منتج على البلطي، والدعم الثاني هي تخفيض الضريبة على القيمة المضافة من 19 بالمائة إلى 9 بالمائة، وهناك تشجيع للدولة للمالكي الأحواض لتربية البلطي، كما أن هناك ضريبة على كل 1 كيلوغرام بلطي مستورد تقدر بـ20 دينار توجه إلى خزانة الغرفة الوطنية للصيد البحري، إضافة إلى عدد من مظاهر الدعم، سواء المرافقة، التكوين وغيرها.

 وعن الثقافة الاستهلاكية لهذا النوع من الأسماك، وأن كان يشكل عائقا أمام ممارسي هذا النشاط، فقال المتحدث ذاته، إنه في البداية كان هناك عزوف عن استهلاك هذه الأسماك لكن تدريجيا وبعد أن تذوقها المواطنين أصبحوا يقتنونها بكثرة.

أما بخصوص تحديات التي يواجهها المستثمرون والفلاحون في هذا المجال، فتتعلق بالخصوص حسب المستثمر بن علي في كون هذا النشاط لا يزال حديث نسبيا، وعدم تمكن المستثمرين فيه من التحكم الجيد في تقنياته الحديثة، إضافة إلى أن سمك البلطي بالخصوص لا يعيش في وقت البرودة، ويتم تربيته في الوسط المفتوح من أواخر شهر ماي إلى أواخر شهر أكتوبر، أما من يريدون تربيته في الأشهر الباقية والتي تكون باردة فيجب تربيته في أحواض وبأماكن مغلقة وهو أمر مكلف.

وفيما يخص الأعلاف أشار المتحدث ذاته أن هناك بعض الشركات الوطنية تقوم بصناعة هذه الأعلاف والتي هي عبارة عن بروتين حيواني، لكنها لا تلبي الطلب المتزايدة، وهذا ما دفع بشركات أخرى للتفكير في دخول نشاط أعلاف الأسماك.

وتحدث صاحب الشركة عن أصناف الأسماك التي يمكن تربيتها في المياه العذبة، حيث قال إن هناك العديد من هذه الأنواع، لكن المجربة من قبل شركته وشركات أخرى، تتمثل في سمك البلطي الأحمر، وسمك القط الإفريقي.

رزيقة. خ