حكم قيام العشر الأواخر من رمضان
الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:759 الســــــــــــؤال قالت السائلة: ما هو حكم قيام رمضان في العشر الأواخر؟ وهل الاعتكاف في العشر الأواخر تابع للصيام أم أنه عبادة مستقلة؟ وما هي شروط الاعتكاف؟ الجـــــــــــواب بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله. أولا: قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان: …

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/
الفتوى رقم:759
الســــــــــــؤال
قالت السائلة: ما هو حكم قيام رمضان في العشر الأواخر؟ وهل الاعتكاف في العشر الأواخر تابع للصيام أم أنه عبادة مستقلة؟ وما هي شروط الاعتكاف؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان: حكم قيام الليل في رمضان كله، وفي غير رمضان، نافلة، أي: سنة مستحبة. والعشر الأواخر لها فضل على غيرها من الأيام الأُخر من رمضان، لأن فيها ليلة القدر. فليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر. وليلة القدر لها فضل عظيم هي ليلة نزول القرآن، وأجر العمل فيها خير من ألف شهر. قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ ومن يُقِم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. وفي مسند الإمام أحمد. عن عيينة، قال: حدثني أبي، قال: ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال: ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ خَمْسٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ ثَلَاثٍ يَبْقَيْنَ، أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ] (أحمد: 20404) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد اكثر في العشر الأواخر: فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. [إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، (الأواخر) أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ] (مسلم:1174) ومعنى (شد المئزر) كناية عن الاجتهاد في العبادات، زيادة على عادته صلى الله عليه وسلم. في غيره. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: حكم الاعتكاف في رمضان وفي غير رمضان: أنه سنة مستحبة. فقد اعتكف رسول في رمضان، وفي شوال. ولكنه يستحب في العشر الأواخر من رمضان. ولو كان في غيرها صح. ففي الموطأ في كتاب الاعتكاف. الفقرة:697. ورد فيه: {سئل مالك: عن رجل دخل المسجد لعكوف في العشر الأواخر من رمضان. فأقام يوما أو يومين. ثم مرض فخرج من المسجد. أيجب عليه أن يعتكف ما بقي من العشر، إذا صح أم لا يجب ذلك عليه؟ وفي أي شهر يعتكف إن وجب عليه ذلك؟ فقال مالك: [يقضي ما وجب عليه من عكوف إذا صح في رمضان أو غيره، وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد العكوف في رمضان، ثم رجع فلم يعتكف حتى إذا ذهب رمضان اعتكف عشرا من شوال] (الموطأ. كتاب الاعتكاف، الفصل: قضاء الاعتكاف.ص:215 في: م. خ ) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا: شروط صحة الاعتكاف: علمتم أن مفهوم الاعتكاف. لغة: من العكوف على الشيء ولزومه، وحبس النفس عن التصرفات العادية من غير الفرائض، وشرعا: اللبث في المسجد مدة على صفة مخصوصة بنية حبس النفس لله تعبدا. وحكمه التكليفي، أنه سنة، وفي لغة الفقه عند المالكية أنه: مندوب. ولا يلزم إلا بالنذر. ويصح الاعتكاف من الرجل والمرأة والصبي المميز، وشروط الصحة: {الإسلام، والتمييز، والعقل، والطهارة الكبرى، والنية، والصوم، وفي الموسوعة الفقهية الكويتية قال المصنف: {ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه لا يشترط الصوم للاعتكاف مطلقا، سواء أكان واجبا أم مندوبا، فالصوم ليس شرطا للاعتكاف عندهم ولا ركنا فيه. وبه قال الحسن البصري وأبو ثور وداود وابن المنذر، وهو مروي عن علي وابن مسعود. إلا أنهم صرحوا بأن الاعتكاف مع الصوم أفضل من الاعتكاف بدونه} (الموسوعة الفقهية:5/214) والمسجد فلا يصح الاعتكاف إلا في مسجد، لقوله تعالى: ﴿وأنتم عاكفون في المساجد﴾ وكذلك لاتباع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يعتكف إلا في المسجد. وأجمع العلماء على أن المساجد الثلاثة أفضل من غيرها، المسجد الحرام أفضل، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى. ثم أي مسجد تقام فيه الجماعة باستمرار وله إمام،. وزمن الاعتكاف أقله يوم وليلة، أقله أربع وعشرون ساعة. ويدخل المعتكف قبل غروب شمس ذلك اليوم، ويخرج بعد الغروب من آخر يوم. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.