خطر الإسراف والتبذير على إيمان المؤمن وعلى المجتمع

الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:758 الســــــــــــؤال قال السائل: مما نراه في رمضان وفي غير رمضان، ولكن في رمضان أكثر، بعض الناس يرمون أنواعا من الأطعمة الزائدة، ويضعون بعض الخبز بقرب الأبواب، وبعضهم مع الأسف، يرمي فتات الخبز مع القمامة؟!!! وسؤالي: ما هو واجبنا نحو الحد من هذه الظاهرة السلبية التي لا تليق بمجتمع …

يونيو 17, 2025 - 16:48
 0
خطر الإسراف والتبذير على إيمان المؤمن وعلى المجتمع

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/

الفتوى رقم:758

الســــــــــــؤال
قال السائل: مما نراه في رمضان وفي غير رمضان، ولكن في رمضان أكثر، بعض الناس يرمون أنواعا من الأطعمة الزائدة، ويضعون بعض الخبز بقرب الأبواب، وبعضهم مع الأسف، يرمي فتات الخبز مع القمامة؟!!! وسؤالي: ما هو واجبنا نحو الحد من هذه الظاهرة السلبية التي لا تليق بمجتمع المسلمين، (فإنني قال السائل) أشعر بتأنيب الضمير عندما أرى ذلك، قال: يعني يحاسبني الله عن هذا السلوك؟.

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: شكرا للأخ السائل، شكرا له على هذا الإحساس والشعور الإيماني: فإن المناظر التي ذكرها في سؤاله لا تليق بأن تكون في مجتمع المسلمين، ليس من أخلاق المسلمين: الإسراف، والتبذير، فإن خطر هذا السلوك السيء يعود على المجتمع بنتائج سلبية مذمومة ومُضِرَّة ومُهلكة، والتبذير خطر مهلك على الأخلاق، والتربية، والاقتصاد، وخطر على الصحة والثقافة. كيف لا؟ والتبذير من أعمال الشياطين. قال الله تعالى:
﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا.﴾ (الإسراء: 26،27) والتبذير هو: الإِنفاق في غير حق. قال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله كلَّه في الحق، (فيما فيه نفع) لم يكن مبذّراً، ولو أنفق مُدّاً في غير حق كان مبذّراً. وقال قتادة: التبذير النفقة في معصية الله تعالى، وفي غير الحق والفساد. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ هذا تعليل للنهي وهو غاية في الذم والتقبيح والمعنى: إن المبذرين كانوا أمثال الشياطين وأشباههم في الإِفساد، لأنهم ينفقون في الباطل، وينفقون في الشر والمعصية، فهم أمثالهم، والأصل أن الشيطان مُبَالِغٌ في كفران نعمة الله لا يؤدي حقَّ النعمة، كذلك إخوانه المبذرون لا يؤدون حق النعمة، وحقُّها أن ينفقوها في الطاعات، والحقوق، غير متجاوزين ولا مبذرين. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: واجبنا نحو الظواهر السلبية، والآفات الاجتماعية: قال السائل: (وسؤالي: ما هو واجبنا نحو الحد من هذه الظاهرة السلبية التي لا تليق بمجتمع المسلمين) يتلخص واجبنا نحو هذه الظاهرة السلبية في أربعة واجبات:
أولا: أن نبدأ بأنفسنا بأن نكون قدوة حسنة لغيرنا. تكفينا خبزة، لماذا نشتري خبزتين مثلا.
ثانيا: من يستطع أنه إن رأى بباب أحدهم خبزا يأخذ معه قطعة من الورق الفضي الصحي، ويجمع قطع الخبز، ويأخذه إلى مكان نظيف. ثالثا: النصيحة بالنسبة لمن يستطيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا بالنسبة لمن يملك الحكمة. رابعا: نرفع دعوة، في بيان رجاء، لكل البلديات، أن تقوم مصالحها الاجتماعية بواجب التوجيه ونشر الوعي بالتعاون الرسمي مع مؤسسات النظافة والبيئة، والمؤسسات الأخرى. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: دور المساجد والمدارس والثانويات: بأن يخصصوا دروسا وندوات تحسيسية تثقيفية عن طريق هذه المؤسسات، وأن تكون دورية منتظمة تخص توجيه المواطنين نحو الفعل الحضاري، لتعليم الناس السلوك الاقتصادي. والسلوك الأدبي. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا: دور الإعلام، في نشر الوعي وعرض برامج تربوية واقتصادية: ويمكن للإعلام أن يقوم بدور رائد فعال في هذا المجال.
والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.