دي كابريو يُشاهد “معركة الجزائر”..
استعاد المخرج الأميركي بول توماس أندرسون في فيلمه الجديد “One Battle After Another” (2025) روح المقاومة الجزائرية من خلال توظيفه لفيلم “معركة الجزائر” (La Bataille d’Alger) ضمن مشهد محوري جمع بطل العمل ليوناردو دي كابريو أمام شاشة تلفاز يشاهد فيها الفيلم التاريخي الشهير. المشهد لم يكن عابرًا، بل شكّل نقطة تحول رمزية في السرد، إذ …
استعاد المخرج الأميركي بول توماس أندرسون في فيلمه الجديد “One Battle After Another” (2025) روح المقاومة الجزائرية من خلال توظيفه لفيلم “معركة الجزائر” (La Bataille d’Alger) ضمن مشهد محوري جمع بطل العمل ليوناردو دي كابريو أمام شاشة تلفاز يشاهد فيها الفيلم التاريخي الشهير.
المشهد لم يكن عابرًا، بل شكّل نقطة تحول رمزية في السرد، إذ يتقاطع عرض الفيلم داخل القصة مع اقتحام الجيش الأميركي منزل دي كابريو، في مقارنة بصرية ذكية تربط بين القمع الاستعماري الفرنسي في الماضي وآليات العنف الحديثة.
الفيلم الذي حقق أكثر من 48.5 مليون دولار في أسبوعه الأول، قدّم رؤية نقدية جريئة للحرية والعنف، وجعل من تحفة بونتيكورفو الإيطالية مرآة تكشف تشابه الأنظمة التي تبرر القمع باسم النظام أو الحرية.
من خلال سينماتوغرافيا غنية وكادرات رمزية، استطاع أندرسون أن يمزج بين الدراما والإثارة مع لمسات كوميدية خفيفة خففت من حدة التوتر، فيما جسّد دي كابريو شخصية تعيش صراعات داخلية في مجتمع متناقض يرفع شعار الحرية ويمارس العنف.
بهذا التوظيف اللافت، منح المخرج الأميركي الفيلم الجزائري الكلاسيكي حياة جديدة داخل سينما هوليوود، مؤكداً أن “المعركة” لا تزال قائمة، لكن ساحتها اليوم هي الوعي والذاكرة.