رشيد بوجدرة لـ “الوطنية تي في”: مخاطر عديدة تُحدق بالجزائر بسبب مواقها المُشرفة

يُؤكد الروائي الجزائري رشيد بوجدرة الجزء الثاني من حواره مع “الوطنية تي في” أن “الجزائر تحدق بها العديد من الأخطار بسبب مواقفها المُشرفة والقوية اتجاه القضايا التحررية على رأسها القضية الأم وهي القضية الفلسطينية”، وعرج بالمقابل للحديث عن المُواجهة العسكرية بين ايران والكيان الصهيوني، وقال إن “انتصار طهران كان مُبهرًا في وقت أبانت بعض الأنظمة […] The post رشيد بوجدرة لـ “الوطنية تي في”: مخاطر عديدة تُحدق بالجزائر بسبب مواقها المُشرفة appeared first on الجزائر الجديدة.

أغسطس 5, 2025 - 15:05
 0
رشيد بوجدرة لـ “الوطنية تي في”: مخاطر عديدة تُحدق بالجزائر بسبب مواقها المُشرفة

يُؤكد الروائي الجزائري رشيد بوجدرة الجزء الثاني من حواره مع “الوطنية تي في” أن “الجزائر تحدق بها العديد من الأخطار بسبب مواقفها المُشرفة والقوية اتجاه القضايا التحررية على رأسها القضية الأم وهي القضية الفلسطينية”، وعرج بالمقابل للحديث عن المُواجهة العسكرية بين ايران والكيان الصهيوني، وقال إن “انتصار طهران كان مُبهرًا في وقت أبانت بعض الأنظمة العربية عن عجزها على غرار مصر التي انتهت تمامًا رُغم أن الشعب المصري كان دائمًا في المُقدمة حتى أنه حارب الصهاينة”.

كيف تلقيت خبر الإفراج عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله الذي حُكم عليه عام 1987 في قضية اغتيال دبلوماسي صهيوني وآخر أميركي في باريس ويعتبر من اقدم السجناء في أوروبا؟

طبعا بكل فرح وسرور، لأننا كنا ننتظر هذا الأمر منذ سنوات لأنه تقريبا قضى 41 سنة في السجن، وهو بطل وإنسان شريف وهو صاحب عقيدة ونية صافية، حتى أنه اتسم ببرودة الدم في اللحظات الأولى التي أعقبت خُروجه من السجن وهو من الأشخاص النادرين في العالم.

شكلت القضية الفلسطينية نُقطة مركزية في بداياتك في عالم الكتابة.. هل بإمكانك أن تشرح لنا هذا؟

نعم كانت القضية الفلسطينية شغلي الشاغل، لأنني قضيت في فلسطين عامًا كاملاً حتي في الأماكن التي يقيم فيها الفلسطينيين كلبنان وسوريا والعراق، والقضية الفلسطينية ستبقى موجودة ومطروحة وهي اليوم القضية العالمية الوحيدة التي لها قيمة نفسية ونضالية.

ما نلمسه اليوم غياب التفاف النخبة في العالم العربي حول هذه القضية، لماذا برأيك؟

ما ألاحظه اليوم أنها تمرُ بفترات ضعف ولكنها موجودة وهناك نماذج شابة ناضلت لأجل القضية مثل إبراهيم عبد الله، فهم يذهبون تارة ثم يعودون لكنهم يبقون نماذج حية.

هل بإمكانك أن تقدم لنا نبذة عن كتابك الجديد الذي سيصدر في الدخول الاجتماعي المقبل؟

الكتاب كُتب كالعادة باللغتين العربية والفرنسية وسيصدر في الجزائر دون دول أوروبي وعربية أخرى بالنظر إلى الرقابة السياسية الموجودة في الغرب لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية، وهناك مثال سأستحضره في هذا السياق: طلبت مني جريدة سويدية تحرير مقال عن الروائي والفيلسوف ألبير كامو في الذكرى المئوية لميلاده وكتبت مقالا وفق منظوري غير أنه لم ينشر لأن المقال كان بالنسبة لهم سلبين لكن اللافت أن الرفض كان قاسيًا جدًا رغُم أنهم قدموا لي مكافأة في حدود 500 أورو غير أنني رفضتها، فالغرب لا يحبذ الثورات والتغيير وهو يفرض رقابة صارمة علينا.

كمثقف وأمام هذه العنجهية، ما الذي يمكن أن يقوم به المثقفون في العالم العربي حتى يُشكلون سلطة تفرض نفسها بقوة على هذا التيار الامبراطوري؟

المثقف سلاحه الوحيد هو القلم، أي ممارسة ضغط فعلي بالكتابة وهذا ينطبق على القضية الفلسطينية التي أصبحت مهملة لدى الكتاب العرب.

ما هو تقييمك لوضع اليسار العربي وماهي الحلول المطروحة أمامه للخروج من المأزق الموجود فيه حاليا؟

هذا الوضع لا ينطبق على اليسار العربي فقط وإنما ينطبق أيضًا على اليسار العالمي وهو اليوم في فترة انحطاط وسقوط واضح للعيان، بينما التيار الرأسمالي يزداد قوة وهيمنة وأعتقد أنها فترة وستمر.

إيران تُعتبر الدولة الوحيدة التي نجحت في الوصول إلى قلب تل أبيب وكانت أكثر صدقية في الانتقال لفلسطين مقارنة بالدول العربية ما قولك في هذا؟

ايران انتصرت للقضية بطريقة مبهرة رغم الانتصار الوهمي الذي تروج له الصحافة والمسؤولين السياسيين الغربيين والدليل على ذلك الصواريخ التي كانت تصل إلى قلب تل أبيب ونجحت في اكتساب مواقف مشرفة وشجاعة.

ماهي الأسباب الحقيقية التي جعلت إيران تتميز عن بقية الدول العربية؟

صحيح لقد ظهرت قوة ايران السياسية ووجودها العسكري مقارنة بالعديد من الدول العربية على غرار مصر التي انتهت تماما رغم أن الشعب المصري كان دائمًا في المقدمة حتى أنهم حاربوا الصهاينة، والعراق وسوريا أيضا سقطا لأسباب معروفة، والسبب وراء انتصار ايران هي الأيديولوجيا الدينية.

ماهي أسباب سقوط بقية الأنظمة العربية مثل سوريا والعراق؟

أظن أن معظم الأنظمة مُرتشية وضعيفة ولا تُريد إلى شيء واحد وهو البقاء ثم البقاء، وأيضا هناك سبب آخر وهو المال الذي تقدمه أمريكا وليست وحدها بل حتى أوروبا فهي تقدم أموالا للدول العربية الضعيفة.

بخصوص الصراع القائم حول الهويات هل تعتقد أن الإسلام قادر على لعب الدور المنوط به؟

معلوم بإمكان الإسلام أن يلعب دورًا إيجابيا وهُنا يُمكن الإشارة إلى إيران التي لعبت دورًا ايجابيًا، وهناك عامل مهم تمكنه من لعب الدور المنوط به وهي الغيرة المحمودة في الإسلام سواء على دينه أو حضارته.

بالعودة للحديث عن الجزائر، على ما يبدو أنها شكلت اليوم قلعة لرفض التطبيع وهذا يعود إلى تاريخها، لكن في رايك كيف بإمكانها أن تتبنى سياسة هجومية أكثر منها دفاعية؟

حقيقة ما يجبُ قوله أن السياسة الخارجية الجزائرية مُشرفة ورائعة وقوية ومنضبطة وهي اليوم محيطة بمجموعة من الأخطار وهي وحيدة.

في رأيك، كيف يمكن للجزائر أن توظف القوة الناعمة في تفكيك محاولات عزلها وتطويقها؟

تحافظ على موقفها وتسير في نفس المنهج الذي تبنته منذ الاستقلال.

المغرب الكبير يعيشُ حالة تأزم كبيرة وهنا يمكن استحضار العلاقات التي تربط نظام المخزن بالكيان الصهيوني، كيف اليوم تجاوز هذا الركود الذي طال أمده؟

هذه البلدان كانت تتمتعُ بقوة اقتصادية كبيرة ولها زعماء لكن كل هذه الأمور قد انهارت.

ما هو مصير القضية الفلسطينية وحتى الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أساليب التجويع والإبادة في غزة؟  

أظن أنه لم يسبق للشعب الفلسطيني وأن قام بثورة حقيقية مثل هذه وهذا كله بفضل المقاومة المنظمة والتي لا تشمل فقط حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” مثلما تروج له أمريكا والكيان الصهيوني والغرب عموما، والدليل على ذلك أن الكيان وأصدقائه عجز عن إخراج الرهائن فالمقاومة أصبحت وطنية.

كيف تقرأ العلاقة المتشنجة بين الجزائر وفرنسا ماكرون؟

اظن ان الخطر الحالي لا يأتي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإنما من اليمين المتطرف الذي بقي يحمل خطاب مرضي مجنون خارج الخطاب السياسي وهو ما نلاحظه ونلمسه في بعض القنوات الفرنسية فبعض الصحافيين نسوا انهم مجبرون على التحلي بالموضوعية وهم يشتمون الجزائر بكلمات سخيفة

The post رشيد بوجدرة لـ “الوطنية تي في”: مخاطر عديدة تُحدق بالجزائر بسبب مواقها المُشرفة appeared first on الجزائر الجديدة.