“رُكن الأمل”.. تجربة واقعية للتكفل بأطفال التوحد

أطلقت عليها صاحبتها تسمية “ركن الأمل”.. هدفها إنشاء بيئة تعليمية دامجة وحاضنة، مخصصة لأطفال التوحد داخل الروضات الجزائرية. هذه المبادرة ليست مجرد مشروع مؤسساتي، بل هي ثمرة ألم وأمل لأمّ جزائرية، خاضت تجربة صعبة مع ابنها المصاب بالتوحد، فاختارت أن تحوّل معاناتها إلى رسالة، وتمنح غيرها من الأمهات والمربيات ما كانت تتمنى لو توفر لها […] The post “رُكن الأمل”.. تجربة واقعية للتكفل بأطفال التوحد appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 1, 2025 - 16:52
 0
“رُكن الأمل”.. تجربة واقعية للتكفل بأطفال التوحد

أطلقت عليها صاحبتها تسمية “ركن الأمل”.. هدفها إنشاء بيئة تعليمية دامجة وحاضنة، مخصصة لأطفال التوحد داخل الروضات الجزائرية. هذه المبادرة ليست مجرد مشروع مؤسساتي، بل هي ثمرة ألم وأمل لأمّ جزائرية، خاضت تجربة صعبة مع ابنها المصاب بالتوحد، فاختارت أن تحوّل معاناتها إلى رسالة، وتمنح غيرها من الأمهات والمربيات ما كانت تتمنى لو توفر لها سابقا، فأمدّت خبرتها لكثير من روضات الأطفال عبر الوطن.
التعامل مع أطفال التوحد، فيه من المشقة والمعاناة الكثير، لدرجة أن كثيرا من الأمهات، وبعدما خضن التجربة مع أطفالهن، تحولن لاحقا إلى كاتبات ومؤلفات، وأخريات اخترن طريق تقديم التدريب والاستشارات، وهو حال ابتسام جعطي من الجزائر العاصمة، التي عايشت عن قرب تجربة تربية طفل يعاني من اضطراب التوحد.
التقينا ابتسام خلال معرض لروضات الأطفال والمتعاملين معهم بمشاركة استشاريين ومراكز تدريب ومؤسسات صحية في الجزائر العاصمة، التي أكدت في لقاء مع “الشروق”، بأنها عانت الأمرين خلال تربية طفلها المصاب بمرض التوحد، حيث تفرغت له كليا، ما جعلها تملك خبرة في المجال، بعدما لاحظت تحسّنا في سلوكات ابنها. البداية كانت بإنشائها صفحة AIDE AUTISTE، لتقديم نصائح للأمّهات التي يحضنّ أطفالا مُتوحّدين، وتأليف كتب لتدريب المربيات حول السلوكات الصحيحة لتعليم وإدماج أطفال التوحد.
بعدها اختارت مُحدثتنا، طريق التوعية عبر روضات الأطفال عبر برنامج أطلقت عليه تسمية ” ركن الأمل”، تتولى فيه مهمة توعية مربيات الروضات وتكوينهن حول طرق إدماج الأطفال المتوحدين في بيئة تضمن لهم الأمان والتطور، مع تقديم أدوات ملموسة لهن، من بطاقات بيكس، جداول روتين، نصائح يومية.

طفل التوحد يحب الرّوتين والهدوء
وفي هذا تقول المتحدثة: “يُعتبر تكوين مربيات الروضات، أهم عامل للتعامل مع أطفال التوحد، لأنه لا يمكن أن نوصل ما لا نفهمه، لأن أطفال التوحد لديهم أنماط تواصل وسلوك معين، ولديهم احتياجات نفسية وحسية، وكل معلومة صحيحة تنقذ موقفًا وتبني علاقة”.
وعن التدريب الذي تقدمه ابتسام جعطي للمشرفين على روضات الأطفال والمربيات الذين يتعاملون مع أطفال التوحد، فهو يتعلق بدورات في صناعة بطاقات البيكس والبطاقات التعليمية لتحسين التواصل، دورات للمربيات حول التوحد وتعديل السلوك والتأقلم، وصناعة الروتينات اليومية.
ومن أهم النصائح التي تقدمها محدثتنا لروضات الأطفال، هي الحفاظ على روتين معين وثابت بعيدا عن الفوضى، لأن طفل التوحد لا يحب المفاجآت ولا التغيير في البيئة التي يتعود عليها. ويحتاج أيضا للتعلم عبر جدول بصري واضح، وبحسبها “الروتين ليس تكرارًا مملًا، بل طوق نجاة لطفل التوحد”.
وتشدد محدثتنا، على ضرورة التواصل البصري والبدائل الذكية، لأنه عدم تحدث طفل التوحد، لا يعني أنه لا يريد التواصل، ولذلك يمكن للروضات أن تعتمد على التواصل عبر الصور (PECS)، الإشارات البديلة، كلمات واضحة ومكررة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “رُكن الأمل”.. تجربة واقعية للتكفل بأطفال التوحد appeared first on الشروق أونلاين.