“زيارة ذات مساء” عرض مشترك ليبي جزائري ضمن الأيام العربية للمسرح

  احتضنت دار الثقافة هواري بومدين بسطيف ضمن فعاليات الأيام العربية للمسرح في سهرته الأخيرة العرض المشترك الليبي الجزائري “زيارة ذات مساء”، وهو مونودرام من إنتاج الجمعية الليبية “دار البيضاء”، أخرجها الفنان الليبي أكرم عبد السميع وأدتها الممثلة الجزائرية فضيلة العموري. وقد جاء ثمرة تجربة غير تقليدية بدأت عبر وسائط التواصل الاجتماعي قبل أن تتجسد […] The post “زيارة ذات مساء” عرض مشترك ليبي جزائري ضمن الأيام العربية للمسرح appeared first on الجزائر الجديدة.

أكتوبر 1, 2025 - 04:10
 0
“زيارة ذات مساء” عرض مشترك ليبي جزائري ضمن الأيام العربية للمسرح

 

احتضنت دار الثقافة هواري بومدين بسطيف ضمن فعاليات الأيام العربية للمسرح في سهرته الأخيرة العرض المشترك الليبي الجزائري “زيارة ذات مساء”، وهو مونودرام من إنتاج الجمعية الليبية “دار البيضاء”، أخرجها الفنان الليبي أكرم عبد السميع وأدتها الممثلة الجزائرية فضيلة العموري.
وقد جاء ثمرة تجربة غير تقليدية بدأت عبر وسائط التواصل الاجتماعي قبل أن تتجسد لأول مرة على الخشبة، ليحمل معه خصوصية التعاون العابر للحدود. تدور الفكرة حول امرأة تعود بعد عقد من الغياب لتقف أمام قبر زوجها الغائب، محملة بخلافات قديمة وجراح لم تلتئم، فتدخل البطلة في مواجهة صامتة مع الموت، محاولة أن تفك عقدة الذاكرة وتطلب الصفح وتواجه ذاتها بما لم تستطع قوله في حياته.

هنا يتحول القبر إلى مساحة اعتراف إنساني مفتوح، تتقاطع فيه ثنائية الفقد والمصالحة بوصفهما لب التجربة الإنسانية. النص كُتب بلغة اعترافية أقرب إلى البوح المسرحي، حيث يتأرجح بين الحميمي الفردي والإنساني العام، لكن ترجمته إلى الخشبة لم تبلغ تماماً مستوى شحنة الفكرة. فقد اتسم الأداء بإيقاع متذبذب افتقر أحياناً إلى التوتر الدرامي الضروري لبناء المونودراما، ما جعل بعض المقاطع تفقد تأثيرها العاطفي.

وجاء الإخراج مقتصداً إلى حد التبسيط، مكتفياً بفضاء ركحي يحاكي المقبرة بشكل مباشر، من دون أن يفتح مساحات رمزية أو جمالية جديدة. رغم ذلك، فإن التجربة تحمل فرادة خاصة في كونها وُلدت من تمرين عن بُعد بين المخرج في ليبيا والممثلة في الجزائر، حيث تبادل الطرفان النصوص والتسجيلات عبر تطبيقات التواصل، ليُبنى العرض بالتدريج حتى لحظة لقائهما الأول.

فضيلة العموري، التي بدأت مسارها من المسرح الجامعي قبل أن تنتقل إلى الاحتراف، حملت على عاتقها مسؤولية تجسيد النص عبر حضور منفرد على الخشبة، بينما حاول المخرج أن يوازن بين بساطة السينوغرافيا وثقل الموضوع. والعمل في نسخته الجديدة قلّب أدوار العمل الأصلي الذي سبق أن قدّمه المخرج نفسه، حيث كان هو من جسّد شخصية رجل يزور قبر زوجته، بينما أُسنِدت المهمة هذه المرة لامرأة تقف على قبر زوجها، في إعادة صياغة للعلاقة بين الحاضر والغائب.

“زيارة ذات مساء” يترك انطباعاً بكونه بحثاً عن لحظة خلاص عبر المسرح، عملاً يطرح بإلحاح كيف يمكن للكلمة أن تحرر الذاكرة، وكيف يصبح المسرح فضاءً للمصالحة المؤجلة، يفتح للحياة والموت معاً حواراً آخر لم يكتمل في زمنه الأول، في حكاية إنسانية تبحث عن غفران قد يأتي متأخراً، لكنه يبقى ضرورياً للقلب الذي ظل يحمل أسئلته سنوات طويلة.

خليل عدة

The post “زيارة ذات مساء” عرض مشترك ليبي جزائري ضمن الأيام العربية للمسرح appeared first on الجزائر الجديدة.