ظاهرة خطف الأطفال وقتلهم …مقاربة علمية دينية اجتماعية

أعدّ الملف : أ.حسن خليفة/ (لم يكن مقتل التلميذة مروة عليها رحمات الله تعالى مجرد “حادث “عرضي، مما يمكن أن يحدث في أي مجتمع أو ووطن، إنما كان موشرا خطيرا على تحوّل في المجتمع الجزائري يكشف عن مدى “الانزلاق “ نحوالأسفل؛ حسب كثيرمن الآراء والتصريحات والتحليلات… وليس مرد الاهتمام بهذا الموضوع اللاهب ذلك الصدى الرهيب …

يوليو 21, 2025 - 13:44
 0
ظاهرة خطف الأطفال وقتلهم …مقاربة علمية دينية اجتماعية

أعدّ الملف : أ.حسن خليفة/

(لم يكن مقتل التلميذة مروة عليها رحمات الله تعالى مجرد “حادث “عرضي، مما يمكن أن يحدث في أي مجتمع أو ووطن، إنما كان موشرا خطيرا على تحوّل في المجتمع الجزائري يكشف عن مدى “الانزلاق “ نحوالأسفل؛ حسب كثيرمن الآراء والتصريحات والتحليلات…
وليس مرد الاهتمام بهذا الموضوع اللاهب ذلك الصدى الرهيب الذي لقيته حادثة الاختطاف والقتل المروّع بعد ذلك؛ حتى إنها أخذت أبعادا عابرة للأوطان، من خلال وسائل الإعلام عامة، ووسائط التواصل الاجتماعي خاصة، بل حجم التناقض الصارخ في الآراء والتصريحات إلى حدّ يجعل الإنسان لا يقتدر على بلورة رأي صحيح صريح.
والأخطر من ذلك “المتابعة “ التي لا تتوقف عبر المنصات (يوتيوب خاصة) وظهور العشرات من “الإعلاميين“ أو من يحسبون أنفسهم كذلك، كل يدلي بدلوه وينادي بأعلى صوته: “هنا تجدون الحقائق كاملة“. وقد تشعبت خيوط القضية وتداخلت المعطيات التي يرويها كل فريق إلى درجة أحدث بلبلة في الرأي العام الوطني وحتى خارج الوطن.
تبدو اللوحة لمن يتابع ويهتم ويحاول رسم صورة معقولة لفهم ما يجري، تبدو الصورة شديدة السواد والقتامة؛ تترك انطباعات بالخوف على الأولاد، بل والخوف من المستقبل كله، والضياع، والشك، وعدم القدرة على الفهم.. وكل هذه المشاعر ترجمها البعض بالقول: هل نحن في غابة؟
وكل هذه أمور سيئة شديدة الوطء على المخيال المجتمعي، لا تمنحه ما يجب أن يكون عليه من الاطمئنان والسكينة، والأمل، والشعور بقدر ولو يسير من السعادة؛ فإذا أضفنا إليه الكثير من التراكمات الأخرى العاطفية والنفسية، والمشكلات الاجتماعية اليومية، والغلاء، والاعتداءات والحروب بين الشبان في الأحياء، وافتقاد أماكن الراحة، ومعاناة الأحداث والمراهقين، وغياب الحوار في الأسر والبيوت الجزائرية، والذي يحتاج ـ وحده ـ إلى ندوات وملفات وليس ندوة واحدة. ثم ضف إلى ذلك، ضغوط الحياة المختلفة، والأخبار السيئة والبرامج المنحرفة المائعة التي تبثها وسائل الإعلام، وسيطرة الهواتف الذكية على حياة الشباب واليافعين .. كل هذا مع عدم وجود مراكز متخصصة لمتابعة أصحاب السوابق والمرضى النفسيين ـ وما أكثرهم ـ وعدم الاعتبار من حوادث سابقة مماثلة …
النتيجة هي زحف مثل هذا النوع من الجريمة وانزراعه في تربة المجتمع، وانتشاره رويدا رويدا.
وقد تكون هنالك أمور لا نعلمها، لها ـ هي أيضا ـ دور فيما حدث مع التلميذة مروة ومع جرائم مثيلة سابقة روّعت المجتمع الجزائري.
لذلك ارتأينا أن تكون مساهمتنا في “البصائر” كوسيلة إعلام وطنية مساهمة علمية متعددة الأوجه، فتوجهنا بسؤال إلى عدد من الأساتذة والخبراء والأكاديميين نستقريء رأيهم ورؤيتهم في هذا الأمر الجلل ونحاول تقديم مقاربة تتضمن آراء تندرج في باب “المعالجة“ حيث لا ينبغي الاكتفاء بطرح الأسئلة بل ينبغي ـ أيضا ـ البحث عن الإجابات الممكنة والناجعة. وكان سؤالنا: كيف تنظرون إلى هذا النوع من الجرائم في المجتمع الجزائري ـ خطف ومقتل التلميذة مروة بوغاشيش ـ وماذا تقترحون كنخبة عالمة، لها خبرة ومعرفة وعلم لعلاج مثل هذه الظواهر الحطيرة؟ والجواب هو ما تتضمنه هذه الندوة/ الملف من آراء نعرضها فيما يلي، شاكرين للأساتذة والأستاذات تفاعلهم واهتمامهم.