ركن يوهمونك إذ يقولون (2)

أ.د. بلخير عمراني/

أوهمونا أن المسرح والتمثيل يرتكزان على رسالة وما أفهمونا ما الرسالة وما غايات الرسالة، فميعوا المصطلحات واحتكروا فهمها، وادخلوا فيها كل فساد ورذيلة بدعوى أنهم يؤدون رسالة الفن، وقالوا عن حركات غريبة لا معنى لها في المسرح رسالة، وقالوا عن التميع والفساد رسالة، وليتهم فهموا الرسالة من فلم الرسالة وكفونا الكلام.
أوهمونا أن التطرق إلى قضايا تمس بالأخلاق وبالحياء هو جزء من علاج مشكلات المجتمع فزادوا الطين بلة، وأوهمونا أنه يستحيل أن تخرج فلما ليس فيه امرأة وأثبت سادتهم (الغرب) عكس ذلك فأبدعوا بعض الأفلام التي ندر أن ترى فيها امرأة، وأوهمونا أنه يستحيل أن تخرج فلما وتراعي فيه الخلق والفضيلة لأنها تحد من الإبداع وأثبتت أفلام غربية وعربية عكس ما ادعوه.
سلاح السينما سلاح قوي جدا يمكن له أن يبني كما يمكن له أن يهدم، ولا زلنا نرى أننا لا نعيره اهتماما من حيث التوجيه ومن حيث الفتاوى الخاصة به، ولا أدل على ذلك من أن فلم الرسالة لاقى من فتاوى التحريم ما لاقاه فجهلوا أن مصطفى العقاد ربما خدم الإسلام أكثر مما خدموه هم، فلله دره من حامل رسالة. فكم يا ترى سنطوي من العقود كي ندرك ما ضيعناه وسبقنا فيه الغرب.