عطاف: دبلوماسيتنا امتداد لمسار أممي نابع من مبادئ نوفمبر وروح التحرر

أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في كلمته بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، أن هذه الذكرى تأتي متزامنة مع الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، في احتفالية مزدوجة تعكس عمق العلاقة التاريخية والمميزة والخاصة التي تجمع الجزائر بالمنظمة الأممية. وأوضح عطاف أن جذور هذه العلاقة تعود إلى احتضان الأمم المتحدة للقضية …

أكتوبر 8, 2025 - 19:01
 0
عطاف: دبلوماسيتنا امتداد لمسار أممي نابع من مبادئ نوفمبر وروح التحرر

أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في كلمته بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، أن هذه الذكرى تأتي متزامنة مع الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، في احتفالية مزدوجة تعكس عمق العلاقة التاريخية والمميزة والخاصة التي تجمع الجزائر بالمنظمة الأممية.

وأوضح عطاف أن جذور هذه العلاقة تعود إلى احتضان الأمم المتحدة للقضية الجزائرية منذ تسجيلها في جدول أعمال جمعيتها العامة عام 1955 كأول قضية لتصفية الاستعمار، بفضل دعم 13 دولة شقيقة وصديقة بادرت بعد مؤتمر باندونغ لتقديم طلب إدراجها، من بينها السعودية ومصر ولبنان والعراق وسوريا وإيران والهند وغيرها. وأضاف أن الذاكرة الوطنية تحفظ لتلك الدول مواقفها النبيلة التي شكلت أول سند لنيل الجزائر استقلالها.

وأشار الوزير إلى أن العلاقة بين الجزائر والأمم المتحدة تميزت كذلك بإسهام القضية الجزائرية في ترسيخ مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، من خلال اللائحة 1514 التي أعلنت منح الاستقلال للشعوب المستعمَرة، وهي التي جاءت بعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالجزائر. كما ساهمت هذه القضية في تأسيس لجنة تصفية الاستعمار (اللجنة 24) التي تتابع تنفيذ اللائحة إلى اليوم.

وبيّن عطاف أن الجزائر اختارت أن يكون يوم دبلوماسيتها متزامناً مع تاريخ انضمامها إلى الأمم المتحدة في 8 أكتوبر 1962، عرفاناً بدور المنظمة في دعم حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.

وأكد الوزير أن هذه العلاقة المتجذرة والمتميزة صقلت هوية السياسة الخارجية للجزائر، التي تقوم على مبادئ العدالة والحق والتعاون الدولي، مشيراً إلى أن الجزائر تتألم لما تمر به الأمم المتحدة اليوم من تحديات أضعفت صوتها وغيبّت دورها، بفعل ممارسات أحادية وانتهاكات للقانون الدولي.

وشدد عطاف على أن الجزائر تؤمن بأن الخروج من حالة الاضطراب العالمي الراهنة يمر عبر إعادة الاعتبار للأمم المتحدة باعتبارها “تاج الحضارة الإنسانية”، ورمزاً للعدالة والسيادة المتساوية بين الدول، ولحق الشعوب في تقرير مصيرها وحل النزاعات سلمياً.

وأوضح أن هذه القناعة هي ذاتها التي توجه السياسة الخارجية للرئيس عبد المجيد تبون، والتي جسدتها الجزائر في عهدتها داخل مجلس الأمن كعضو غير دائم، مؤكداً أن مواقفها تستند إلى مبادئ الحق والقانون، لا إلى مصالح ضيقة أو حسابات ظرفية.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن الجزائر حافظت خلال عهدتها على التزامها بالدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، مذكراً بأن الجزائر كانت أول من اعترف بالدولة الفلسطينية سنة 1988 واحتضن إعلان قيامها، وأن الموقف الدولي اليوم يعكس المسار الذي أرسته الجزائر منذ ذلك التاريخ. كما جدد تمسك الجزائر بدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ونهائي لقضية الصحراء الغربية، مؤكداً أن أي تسوية خارج إطار الشرعية الدولية مصيرها الفشل.

وأضاف عطاف أن الجزائر واثقة بأن سياسات الأمر الواقع لا يمكنها إخماد جذوة الحقوق الشرعية للشعوب، وأن جذوة الحق قد تخبو لكنها لا تنطفئ أبداً.

وتحدث الوزير أيضاً عن الدور الإفريقي للجزائر، مبرزاً الثقة التي حظيت بها بقيادتها لمفوضية الاتحاد الإفريقي وعضويتها في مجلس السلم والأمن الإفريقي، إلى جانب احتضانها معرض التجارة البينية الإفريقية الذي أبرز مقومات التعاون الاقتصادي بين دول القارة.

واختتم عطاف كلمته بالتأكيد على أن كل هذه الجهود هي ثمرة عمل أجيال من الدبلوماسيين الذين رفعوا راية الجزائر في المحافل الدولية بإخلاص ووفاء، مترحماً على الراحل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، أحد رموز الدبلوماسية الجزائرية ووزير الخارجية الأسبق، الذي ترك إرثاً خالداً سيبقى منارة للأجيال القادمة.