بنسبة 1.5 مليون زائر.. الجزائريون في صدارة السياح الوافدين إلى تونس
البروفيسور ساري نصرالدين: مكانة تونس المتقدمة سبب إقبال السياح الجزائرين الخبير السياحي محمد هلال :الأسعار المناسبة سبب في إختيار الأشقاء لتونس تعرف الشقيقة تونس إنتعاشا في السياحة ،وذلك بالدور المحوري الذي يلعبه السائح الجزائري، الذي بات يعد ركيزة أساسية في الحركة السياحية،فحسب معطيات كشفها الديوان التونسي للسياحة فإن عدد الجزائريين الذين دخلوا إلى تونس خلال …

البروفيسور ساري نصرالدين: مكانة تونس المتقدمة سبب إقبال السياح الجزائرين
الخبير السياحي محمد هلال :الأسعار المناسبة سبب في إختيار الأشقاء لتونس
تعرف الشقيقة تونس إنتعاشا في السياحة ،وذلك بالدور المحوري الذي يلعبه السائح الجزائري، الذي بات يعد ركيزة أساسية في الحركة السياحية،فحسب معطيات كشفها الديوان التونسي للسياحة فإن عدد الجزائريين الذين دخلوا إلى تونس خلال النصف الأول من سنة 2025 بلغ ما يقارب 1.5 مليون زائر، وهو رقم يؤكد المكانة الاقتصادية للسوق الجزائرية، وقدرة المواطن الجزائري على تحريك السياحة في الدولة الجارة.
في هذا الشأن أكد ساري نصر الدين الأمين العام للمركز الجزائري للدراسات الإقتصادية و البحث في قضايا التنمية المحلية ،في تصريح خص به يومية «الوسط»، أن الأرقام المعلنة من قبل الديوان التونسي للسياحة، تعكس المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها تونس في خيارات السائح الجزائري، وتبرز في ذاته قوة الطلب الداخلي على الخدمات السياحية ذات الجودة والسعر المناسب.
و أفاد رئيس فريق البحث في الإستثمار بسطيف، أن هذا الإقبال الكبير يعكس ديناميكية اجتماعية واقتصادية واضحة، حيث أصبح السائح الجزائري يبحث عن خدمات تتسم بالتنظيم، والبنية التحتية الجيدة، والأسعار التنافسية في تونس، مشيرا إلى التقاليد الراسخة في المجال السياحي، ومن قربها الجغرافي والثقافي من الجزائر.
و أضاف البروفيسور ساري ، أن سهولة التنقل عبر المعابر الحدودية البرية وتوفر العروض المتنوعة التي تشمل العائلات والطبقات المتوسطة، ساهمت في جعل تونس وجهة مفضلة صيفا وشتاء
و كشف ذات المتحدث ، أنه من الناحية الاقتصادية قدر متوسط الإنفاق الفردي للسائح الجزائري في تونس ما بين 250 إلى 600 يورو، أي ما يعادل إجمالا ما بين 300 إلى 800 مليون أورو خلال الستة أشهر الأولى من 2025 ، حيث حافظ هذا النسق على استمراريته.
وواصل في ذات السياق ،أن الإنفاق السنوي قد يتضاعف، والكتلة المالية المعتبرة تؤكد أن السياحة أضحت اليوم أحد الروافد الفعلية للتدفقات النقدية الخارجة من الجزائر.
و أفاد ذات المتحدث ، أنه في ظل هذه المؤشرات، تبدو إمكانية تحويل هذا التوجه إلى أداة فعالة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الجزائر وتونس خيارا واقعيا ومثمرا و ذلك من خلال توسيع الشراكات في قطاع السياحة، التي تعمل على تطوير اامشاريع الإستثمارية المشتركة التي تشمل الوكالات السياحية والنقل والفندقة، فضلا عن تنشيط المناطق الحدودية عبر إنشاء مناطق سياحية مدمجة تستفيد من كثافة الحركة بين البلدين
و أضاف أن ربط القطاع السياحي بأنشطة اقتصادية موازية، مثل الصناعات التقليدية والمنتجات الفلاحية، فتح آفاقا للتكامل، حيث أصبح البعد السياحي نحو بناء نسيج اقتصادي متكامل.
وقال ساري نصرالدين، أنه مع دخول اتفاقية منطقة التبادل الحر الإفريقية حيز التنفيذ، أصبح من الممكن توسيع المبادلات الخدماتية، وتعزيز تدفق الاستثمارات الثنائية، ما يجعل من السياحة بوابة فعلية لانطلاقة اقتصادية مغاربية واسعة النطاق.
وأشار ذات المتحدث، أن واقع السياحة في الجزائر كان و لا يزال في مرحلة البناء، إلا أنه يظهر مؤشرات مشجعة على الصعيدين الساحلي والصحراوي والبيئي ، غير أن التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، والتكوين المتخصص، وجودة الخدمات، لا تزال تؤثر في جاذبية القطاع السياحي الجزائري.
و أضاف أن عدد الفنادق المصنفة لا يتجاوز 1500 على المستوى الوطني، ومساهمة السياحة في الناتج الداخلي الخام تبقى في حدود 1.5% فقط، مقارنة بـ14% في تونس و19% في بعض الدول المغاربية والافريقية الأخرى.
وإقترح المتحدث حلولا من أجل تجاوز هذه الوضعية وتحقيق قفزة نوعية، والتي تتمثل في بناء رؤية استراتيجية متكاملة ترتكز على تطوير شبكة النقل، وتحديث المنظومة الفندقية، وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين المحليين والدوليين، إلى جانب تفعيل الترويج الخارجي للوجهات السياحية الجزائرية، خاصة السياحة الساحلية صيفا والصحراوية شتاءا وكذلك السياحة الثقافية والعلاجية، لما لها من ميزات تنافسية عالية.
وقال في ذات السياق أن تحفيز السياحة الداخلية يمكن أن يكون بوابة لبناء ثقافة سياحية محلية تدعم الاستدامة وتقلل من النزيف المالي الخارجي.
و بين البروفيسور ساري نصرالدين ،أن التجربة التونسية في إستثمار السياحة لا يقاس بعدد الفنادق فقط، بل بمدى قدرة الدولة على تحويل الطلب الاجتماعي إلى فرصة اقتصادية.
و أشار أن الجزائر تمتلك كل المقومات و الإمكانات الطبيعية والثقافية والبشرية، التي تسمح لها بتطوير قطاعها السياحي بحيث يصبح رافدا حقيقيا للنمو والتشغيل والتنمية المستدامة.
ومن جهته أكد محمد هلال أستاذ بجامعة سوسة و خبير في السياحة، أن إقبال السياح الجزائرين يعود إلى الخصوصية التي تتمتع بها الثقافة التونسية بالإضافة إلى جاذبية عروض الأسعار التي تتوافق مع قدرة السياح ، وتمتع الدولة الخدمات المناسبة مشيرا إلى أن السياحة تمثل 8% من الدخل الداخلي الخام في الاقتصاد التونسي
و كشف الخبير السياحي أن في الحقيقة الرقم الذي تم الكشف عليها تعتبر تعداد السياح في النزل ولم يتم تعداد السياح الذين يقبلون على كراء المنازل ، مشيرا إلى أن السنة الماضية تم تعداد ما يقارب 3 ملايين سائح جزائري زار تونس.
بلحاج ضحى