في زمن التكنولوجيا والتبريد الصناعي : القلة و القطران يستهويان السياح

صيفيات: رغم التطور السريع في التكنولوجيا ووفرة البدائل الصناعية في كل جوانب الحياة، لا تزال بعض المنتجات التقليدية تحافظ على مكانتها، بل وتعود تدريجيًا إلى واجهة الاهتمام من بين هذه المنتجات التي وجدت طريقها مجددًا إلى بيوت الجزائريين القُلة، الوعاء الفخاري التقليدي لحفظ المياه، والقطران، المادة الطبيعية المستخرجة من شجر الصنوبر والعرعار. بركان يوسف، صاحب محل لبيع التوابل والأواني الفخارية بولاية وهران، يتحدث أن الأواني المصنوعة من الطين تشهد إقبالًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد وعي المستهلك بمخاطر البلاستيك، والرغبة في العودة إلى حلول طبيعية وصحية. ومنه القُلة ليست فقط إناءً لحفظ الماء، بل هي نظام تبريد طبيعي، خالٍ من الكهرباء والإضافات الكيميائية. الطين ينقّي الماء ويمنحه طعمًا نقيًا ومنعشًا لا توفره القوارير البلاستيكية أو الزجاجية. والأهم من ذلك، أن استعمال القُلة سنة نبوية شريفة، علينا إحياؤها. وأشار إلى أن القُلة تُصنع يدويًا من طين جزائري محلي، دون أي تدخل صناعي، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا للباحثين عن نمط حياة صحي وطبيعي، بدون مواد كيمائية. وبالانتقال إلى منتج آخر لا يقل أهمية، ألا وهو القطران، الذي يُستخرج بطرق تقليدية من شجر الصنوبر والعرعار، ويُستخدم في علاج العديد من المشاكل الجلدية، تقوية الشعر، وتعطير المنازل بطريقة طبيعية. وأوضح القطران الأصلي له خصائص علاجية مذهلة، ويُعد بديلًا صحيًا وآمنًا للمواد الكيميائية. كثير من الزبائن اليوم يفضلونه خاصة عندما يُمزج مع الماء . في ظل سيطرة المنتجات الصناعية على الأسواق، يجد كل من القُلة والقطران صعوبة في منافسة الحملات الإعلانية الضخمة للمواد الحديثة، لكن الإقبال المتزايد على المنتجات التقليدية يُثبت أن المواطن الجزائري بدأ يُعيد النظر في اختياراته الاستهلاكية، بحثًا عن الأصالة، الجودة، والارتباط بالهوية ، نفس الشيء لزوار وهران الذين فضلوا ريحة زمان المجسّدة في القلة والقطران

أغسطس 4, 2025 - 14:30
 0
في زمن التكنولوجيا والتبريد الصناعي : القلة و القطران يستهويان السياح
صيفيات:
رغم التطور السريع في التكنولوجيا ووفرة البدائل الصناعية في كل جوانب الحياة، لا تزال بعض المنتجات التقليدية تحافظ على مكانتها، بل وتعود تدريجيًا إلى واجهة الاهتمام من بين هذه المنتجات التي وجدت طريقها مجددًا إلى بيوت الجزائريين القُلة، الوعاء الفخاري التقليدي لحفظ المياه، والقطران، المادة الطبيعية المستخرجة من شجر الصنوبر والعرعار. بركان يوسف، صاحب محل لبيع التوابل والأواني الفخارية بولاية وهران، يتحدث أن الأواني المصنوعة من الطين تشهد إقبالًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد وعي المستهلك بمخاطر البلاستيك، والرغبة في العودة إلى حلول طبيعية وصحية. ومنه القُلة ليست فقط إناءً لحفظ الماء، بل هي نظام تبريد طبيعي، خالٍ من الكهرباء والإضافات الكيميائية. الطين ينقّي الماء ويمنحه طعمًا نقيًا ومنعشًا لا توفره القوارير البلاستيكية أو الزجاجية. والأهم من ذلك، أن استعمال القُلة سنة نبوية شريفة، علينا إحياؤها. وأشار إلى أن القُلة تُصنع يدويًا من طين جزائري محلي، دون أي تدخل صناعي، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا للباحثين عن نمط حياة صحي وطبيعي، بدون مواد كيمائية. وبالانتقال إلى منتج آخر لا يقل أهمية، ألا وهو القطران، الذي يُستخرج بطرق تقليدية من شجر الصنوبر والعرعار، ويُستخدم في علاج العديد من المشاكل الجلدية، تقوية الشعر، وتعطير المنازل بطريقة طبيعية. وأوضح القطران الأصلي له خصائص علاجية مذهلة، ويُعد بديلًا صحيًا وآمنًا للمواد الكيميائية. كثير من الزبائن اليوم يفضلونه خاصة عندما يُمزج مع الماء . في ظل سيطرة المنتجات الصناعية على الأسواق، يجد كل من القُلة والقطران صعوبة في منافسة الحملات الإعلانية الضخمة للمواد الحديثة، لكن الإقبال المتزايد على المنتجات التقليدية يُثبت أن المواطن الجزائري بدأ يُعيد النظر في اختياراته الاستهلاكية، بحثًا عن الأصالة، الجودة، والارتباط بالهوية ، نفس الشيء لزوار وهران الذين فضلوا ريحة زمان المجسّدة في القلة والقطران
في زمن التكنولوجيا والتبريد الصناعي : القلة و القطران يستهويان السياح