ندوة العلاقات الثقافية بين الجزائر ولبنان

أ د. عمار طالبي/ دعاني سعادة سفير الجزائر بلبنان إلى المشاركة في ندوة تتعلق بالعلاقات الثقافية بين الجزائر ولبنان، كما دعا الأستاذ يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين. نظم هذه الندوة سعادة سفير الجزائر الأستاذ كمال بوشامة بالاشتراك مع اتحاد الكتاب اللبنانيين الأستاذ أحمد النزال، وهو أستاذ اللغة العربية بالجامعة اللبنانية. افتتحت الندوة في قاعة …

أكتوبر 6, 2025 - 12:48
 0
ندوة العلاقات الثقافية بين الجزائر ولبنان

أ د. عمار طالبي/

دعاني سعادة سفير الجزائر بلبنان إلى المشاركة في ندوة تتعلق بالعلاقات الثقافية بين الجزائر ولبنان، كما دعا الأستاذ يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين.
نظم هذه الندوة سعادة سفير الجزائر الأستاذ كمال بوشامة بالاشتراك مع اتحاد الكتاب اللبنانيين الأستاذ أحمد النزال، وهو أستاذ اللغة العربية بالجامعة اللبنانية.
افتتحت الندوة في قاعة الجمعية التخصصية والتوجيه العلمي، حضرها عدد من النواب والكتاب والوزراء، ومنهم ممثلو دولة الرئيس نبيه بري وغيره من أعضاء مؤسسات الدولة، وبعد كلمات الافتتاح ألقى سعادة سفير الجزائر محاضرة قيمة عن الأمير عبد القادر الجزائري وجهوده في إنقاذ المسيحيين، في هجوم عليهم كاسح لولاه وجماعته وحمايته لهم في منزله لقتلوا، فكان إنسانيا أخلاقيا، كما صدّ هجوما صليبيا على لبنان بدعوى حماية المسيحيين وهو هجوم صليبي، فانسحب وخاب سعيه، كما أشار إلى حمل جثمانه من قبره إلى الجزائر، وكان بجانب قبر محي الدين بن عربي الصوفي الكبير، الذي اتخذه شيخا له وقدوة، ولذلك من أراد أن يفهم كتابه: «الفتوحات المكية» و»فصوص الحكم» فعليه بكتاب الأمير: «المواقف الروحانية» الذي حُقق في الجزائر باستعمال النسخة التي صححها الأمير بخطه، بشهادة أبنائه، وعدد الصفحات التي وقع فيها بعض الكلمات وأرقامها.
وأفاد أنه لما كشف عن قبره مفتي دمشق مع أحد أبناء الأمير، أغمي على الشيخ المفتي باندهاشه لما رأى جثمان الأمير كاملا لم يندثر، وهذه كرامة إلهية لهذا المجاهد الصالح فهو مجاهد وولي من أولياء الله.
وربما تنشر هذه المحاضرة بما فيها من تفاصيل كثيرة.
وألقى رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين محاضرة في هذا الموضوع عن العلاقات الثقافية بين الجزائر ولبنان، كما تحدث عدد من الكتّاب اللبنانيين عن الثقافة في الجزائر، ومن ذلك «أدب الأطفال في الجزائر» وخاصة الأناشيد المدرسية التي أنشأها أدباء الجزائر للأطفال أمثال العابد الجلالي السماتي، ومحمد العيد آل خليفة، ومفدي زكريا، والشيخ أحمد سحنون، وقد جمعت هذه الأناشيد المدرسية ونشرتها بالجزائر، وقام بهذا البحث الأستاذ عبد المجيد زراقط، وألقى الأستاذ يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين كلمة عن العلاقة الثقافية بين الجزائر ولبنان كما علق على محاضرة سعادة السفير حول الأمير عبد القادر الجزائري أيضا وأهدينا الأعمال الكاملة لمالك بن نبي إلى الجامعة اللبنانية ومؤلفات أخرى إلى اتحاد الكتاب.
ومن الذين حضروا الندوة سعادة سفير لبنان بالجزائر الدكتور محمد حسن، سفير فوق العادة مطلق الصلاحية، والأستاذ الدكتور علي يوسف نور الدين أستاذ بكلية الآداب بالجامعة اللبنانية وهو شاعر وباحث في التراث، والبشير جابر الله، الرئيس المساعد برابطة «برلمانيون لأجل القدس».
ومن الذين تولوا رئاسة المؤتمر القومي العربي والأستاذ الكبير الوسطى معن بشّور، كان منزله منزلا للعرب، والعلاقات الطيبة مع كل الاتجاهات الوطنية مع اختلاف إيديولوجيتها الذي أقام لنا مأدبة عشاء لبنانية رحبت بنا زوجته المناضلة التي رافقته طول حياته في مناشطه وكفاحه منذ شبابه وشاركت في حصة تليفزيونية حول ابن باديس وجهاده في سبيل الحفاظ على هوية الجزائر مواجها لسياسة فرنسا الاستعمارية وطغيانها….
كما ألقيت كلمة عن الجهاد مشيرا إلى رسالة الجهاد التي أرسلها الشيخ عبد الرحمن الثعالبي إلى بجاية، يحثّ أهلها على الاستعداد للجهاد، حينما شعر بتهديد اسبانيا والبرتغال وإيطاليا للسواحل المغاربية، وأمرهم بصناعة الأسلحة وموادها، والدروع من خشب الصفصاف، ومن أهم ما ذكره: إن على المسلم أن يستشعر الجهاد في نفسه كل يوم، ولو كان وحده، وذكر أن حكام عصره لا همّ لهم إلا جمع المال، وفرض الضرائب على الناس.
واتجه إلى الشعب في مواجهة الأعداء ولم يتجه إلى الحكام لأنه رأى أنهم غير مؤهلين لذلك… وحاولنا الاتصال بالأستاذ الدكتور عمر مسقاوي صاحب مالك بن نبي الذي ألف بحثه، ووصيته في طبع كتبه في لبنان من أجل دعوته لحضور ذكرى مالك بن نبي، التي ستقام إن شاء الله في أكتوبر المقبل، ولكن لم نظفر بالاتصال به هاتفيا، وفي النهاية نشكر سعادة سفيرنا بلبنان على عقده لهذه الندوة الجيدة.