النّماذج لا تُستورد

عبد اللطيف سيفاوي/

في مقاله الأخير بجريدة الشروق بعنوان «من أجل مستقبل الجمهورية.. رؤية 2062 (1)»، استند الأستاذ سيف الدين قداش إلى كتاب دانييل بيل «نموذج الصين.. الجدارة السياسية وحدود الديمقراطية» ليطرح فكرة الجدارة السياسية كبديل عن الديمقراطية التي يرى أنها لم تجلب للجزائر سوى الويلات. وهو طرح يواصل خط كتاباته السابقة حول تجارب تنموية مثل سنغافورة وتايوان وفيتنام وإندونيسيا.
هذه الأمثلة غالباً ما تُستحضر لإثبات أن التنمية ممكنة خارج النموذج الديمقراطي الغربي. وهذا في ذاته لا اعتراض عليه، إذ حتى الديمقراطية الليبرالية لها ما لها وعليها ما عليها. لكن الإشكال يكمن في النظر إلى تلك التجارب وكأنها سلع معروضة في السوق العالمية، يكفي أن نحسن الاختيار بينها لنظفر بالنجاح. الحقيقة أن كل تجربة تنموية ثمرة سياق تاريخي وحضاري لا يمكن نسخه.
فالمثال الصيني استثناء، نتج عن خصوصيات حضارية واقتصادية لا تتكرر. أما معظم الأنظمة السلطوية المشابهة، فظلت غارقة في الفساد والعجز.
لذلك، لا يكمن الحل في استيراد «وصفة جاهزة»، بل في ابتكار مسار أصيل يعبّر عن واقع الجزائر ويستفيد من تجارب الآخرين دون أن يستنسخها.