“هذا ما دار بيننا و بين رئيس الجمهورية”
· نتوقع صناعة أول سيارة كهربائية أفاق 2030 · حققت 1700 براءة ابتكار.. تم تفعيل63 في تطبيقات عملية · الإسراع في التوجه للسيارات الكهربائية.. خيار استراتيجي · آفاق واعدة لتطوير شعبة الليثيوم في الجزائر تطرق الباحث والعالم الجزائري البروفيسور كريم زغيب، في حوار خاص لجريدة “الوسط”، إلى الخطوط العريضة للقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد …

· نتوقع صناعة أول سيارة كهربائية أفاق 2030
· حققت 1700 براءة ابتكار.. تم تفعيل63 في تطبيقات عملية
· الإسراع في التوجه للسيارات الكهربائية.. خيار استراتيجي
· آفاق واعدة لتطوير شعبة الليثيوم في الجزائر
تطرق الباحث والعالم الجزائري البروفيسور كريم زغيب، في حوار خاص لجريدة “الوسط”، إلى الخطوط العريضة للقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حول موضوع صناعة بطاريات الليثيوم ومناجم الليثيوم، الحديد والفوسفات، مشيرا إلى أنه يعمل بالتنسيق مع المصالح المختصة وبدعم من رئيس الجمهورية لوضع الجزائر في موقع رائد في إنتاج بطاريات الليثيوم المستعملة في تكنولوجيات وصناعات كثيرة عبر العالم.
وأشاد محدثنا بالإرادة السياسية القوية للدولة الجزائرية لتجسيد انتقال طاقوي قائم على أسس علمية وتكنولوجية متينة، مجددا التزامه بمرافقة هذا المسعى الطموح من خلال الاستناد إلى خبرته العلمية والتقنية الطويلة في مجالات تخزين الطاقة، وتطوير البطاريات خاصة من نوع ليثيوم – حديد – فوسفات وصناعة الخلايا الكهروضوئية، وتثمين المعادن الاستراتيجية.
· بداية، هل يمكن أن تطلعنا على فحوى اللقاء الذي دار بينكم وبين رئيس الجمهورية خلال الاستقبال الرسمي؟
عقب استقبالنا من طرف الرئيس عبد المجيد تبون، ناقشنا العديد من الملفات مع الرئيس، و في مقدمتها المشاريع لإنتاج بطاريات الليثيوم، وهذا بمساهمة وزارة الطاقة، تحدثنا مع الرئيس حول إنتاج هذه البطاريات كما تحدثنا حول مناجم الليتيوم والحديد والفوسفات، أول خطوة في هذه الشعبة هي انتاج حمض الفسفوريك، تليها إنتاج الكاثود، لتتحول بعدها لإنتاج هذه البطاريات ثم السيارات الكهربائية، و هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الشعبة يمكن لها خلق أكثر من 50 ألف منصب شغل مباشر و100 منصب شغل غير مباشر، الجزائر تملك ما يكفي من الإمكانيات لنجاح هذه الشعبة، من يد عاملة ومعادن و1200 كيلومترا من الساحل، إضافة إلى الجامعات والمدارس التي يمكنها إنتاج الإطارات والمهندسين لتطوير صناعة هذه البطاريات، كما لابد أن نشيد بالاهتمام المتزايد الذي توليه الجزائر ، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لكفاءتها المقيمة في الخارج، و ثقتها في قدرتهم على إحداث الطفرة المنشودة في مختلف المجالات، و نثمن التسهيلات المقدمة لهم لتمكينهم من الإسهام في التنمية الوطنية من خلال ما يمتلكونه من معرفة وخبرة وإبداع.
· ما هي مساهمتكم في هذه الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بالليثيوم والبطاريات؟
تسعى الجزائر إلى الخروج من النموذج الاقتصادي القائم على تصدير المواد الخام، من خلال الاستثمار المكثف في التكنولوجيا الخضراء، و التي توجد في قلب هذا التحول من إنتاج البطاريات، وفي نهاية المطاف، تصنيع السيارات الكهربائية محليا. جمعتنا في هذا الصدد، العديد من اللقاءات من بينها اللقاء الذي جمعنا بوزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، حيث بحثنا معه سبل تعزيز التعاون العلمي والتقني في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، تمحور حول سبل تعزيز التعاون العلمي والتقني، خصوصا في مجالات الطاقات الجديدة والمتجددة وتخزين الطاقة بما يعزز استراتيجية الجزائر لتحقيق الانتقال الطاقوي.
كما تمحورت المباحثات أيضا حول عدد من المواضيع الاستراتيجية التي تهدف إلى دعم الانتقال الطاقوي في الجزائر وتعزيز الاقتصاد الوطني،
و ناقشنا كذلك أهمية رسم خارطة للمعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والكوبالت والجرافيت وغيرها، ودورها في دعم الصناعات المتعلقة بالانتقال الطاقوي, أين تم التركيز على ضرورة تطوير الصناعات التحويلية وتصنيع المعدات والتجهيزات الضرورية في مجال الطاقات المتجددة.
كما تناولت النقاشات سبل تعزيز إنتاج الطاقات المتجددة ودمجها في الشبكة الوطنية للكهرباء من خلال تطبيق تقنيات الشبكات الذكية، إلى جانب توفير الظروف الملائمة لتطوير النقل الكهربائي وتكنولوجيا تخزين الطاقة، كما تم التطرق أيضا إلى أهمية دعم الإدماج الوطني من خلال تشجيع إنشاء صناعة محلية لتجهيزات الانتقال الطاقوي على غرار الألواح الشمسية والبطاريات الكهربائية بهدف تحقيق أهداف الجزائر في هذا المجال الحيوي، لأن الهدف المتوخى هو نقل تجربتي العلمية و العملية في مجال صناعة البطاريات و السيارات الكهربائية لتوطنيها في الجزائر.
· هل من الممكن حقا بناء سلسلة صناعية كاملة اعتمادا على الموارد المحلية؟
نعم، الجزائر تمتلك جميع المقومات اللازمة، من مواد أولية، طاقة، موقع جغرافي استراتيجي، وإرادة سياسية، كما تمتلك إمكانات هائلة، خاصة في الليثيوم، الفوسفات، الحديد، الفكرة هي التوقف عن تصدير هذه الموارد خاما، والعمل على تحويلها محليا،لأننا نهدف إلى إنشاء سلسلة إنتاج كاملة، من المناجم إلى تصنيع البطاريات، الجزائر تمتلك إرادة قوية لتحقيق الانتقال الطاقوي، وذلك من خلال تطوير الطاقات النظيفة والمتجددة، وعلى رأسها شعبة الليثيوم، هناك إرادة سياسية نحو هذا التوجه. الجزائر تمتلك كل مقومات الانتقال الطاقوي لإنتاج البطاريات محليا مائة بالمائة محليا، ذلك لأن مستقبل شعبة الليثيوم في الجزائر واعد،
النظر لما تزخر به البلاد من ثروات باطنية تدخل في تطوير هذه الشعبة، كالليثيوم، والحديد، والفوسفات، الرفع من وتيرة الاهتمام بهذه الشعبة سيساهم بشكل فعال في تحقيق الأمن الطاقوي، الذي يعود لاستخدامات الليثيوم في العديد من القطاعات الحيوية، و كلها صناعة واعدة من شأنها أن تخلق آلاف مناصب الشغل مستقبلا.
· ماهي انجازاتكم المحققة ومشاريعكم المستقبلية؟
حققت 1700 براءة ابتكار 63 منها تم تفعيلها في تطبيقات عملية كالهواتف النقالة و الحواسيب، لدي أكثر من 40 سنة خبرة، تمكنت خلالها من إنشاء نظام بيئي في كندا، شاركنا في هيكلة قطاع البطاريات في “كيبيك”، كما استثمرت في “كيبيك” مبكرا في الابتكار، التكوين، والحوكمة الصناعية. مقاطعة كيبيك الكندية أصبحت نموذجا عالميا بعد بلوغ المركبات الكهربائية نسبة 50 % من الأسطول هناك، وبذلك يمكن للجزائر أن تستفيد من خبرتي، خاصة في بناء منظومات متكاملة تجمع بين البحث و الصناعة، والتكوين، و لابد من التنسيق بين الرؤية السياسية، التمويل، والاستراتيجية التكنولوجية.
· في نظركم، ما هي التحديات التي يجب أخذها بالاعتبار لتحقيق الهدف في الجزائر ؟
التحدي الأساسي ليس تقنيا بل بشريا، لأنه يجب تكوين يد عاملة مؤهلة في وقت قصير، قادرة على العمل في مصانع البطاريات والمعدات المستقبلية، ثم تأتي التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، والتنظيم، وبناء النظام الصناعي، و بها يمكن مجابهة هذه التحديات بوضع استراتيجية واضحة وحوكمة فعالة.
· فيما سبق كنتم قد اقترحتم إنشاء “مدرسة للبطاريات”، ما هو مضمون هذا المشروع؟
اقترحت إنشاء مدرسة وطنية للبطاريات، تقوم بتكوين تقنيين ومهندسين في أقل من سنة. دور المدرسة هو الربط بين الجامعات والعالم الصناعي، وتدعم البحث التطبيقي، وهي ضرورية لمواكبة نمو مصانع “الجيغا” المستقبلية في الجزائر، حيث تلعب هذه المدرسة دورا محوريا في الاقتصاد الأخضر، كما ستعد المدرسة مركز مهم للتكوين، وأداة فعالة لتنظيم الصناعة الخضراء في الجزائر، بتكوين آلاف الأشخاص للعمل في خطوط الإنتاج، والبحث، ومراقبة الجودة وغيرها من الأمور المرتبطة بالمجال، كما ستساهم في خلق ثقافة صناعية مستدامة أساسها البطاريات، الطاقات المتجددة، والتنقل النظيف.
· هل يمكن للجزائر أن تعتمد على شراكات دولية؟
بالتأكيد، ولكن بشروط، دول ككندا و الصين ودول أخرى منفتحة على التعاون، إلا أنه من الضروري ضمان نقل حقيقي للتكنولوجيا، وليس مجرد استثمارات لا تترك أثرا محليا. على الجزائر أن تحافظ على سيادتها، برؤية وطنية ومستدامة.
· هل من الواقعي أن تُنتج الجزائر سيارة كهربائية خلال عام 2030؟
يمكن للجزائر أن تصبح فاعلا إقليميا في مجال التنقل الكهربائي، كما من الممكن إنتاج أول سيارة كهربائية جزائرية 100% قبل عام 2030، وندعو في هذا الصدد، إلى الإسراع في تبني السيارات الكهربائية كخيار استراتيجي للجزائر مما يعزز أمنها الطاقوي، و بتبني مخطط استراتيجي لتصنيع البطاريات محليا، ستكون الجزائر قادرة على استغلال طاقتها الشمسية الكبيرة وتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا، كما أن استراتيجية تعميم السيارات الكهربائية في الجزائر يجب أن تنطلق من أعلى هرم في الدولة، لأنه من الضروري أن يمتلك رئيس الجمهورية نفسه سيارة كهربائية، قبل تعميمها لتمتد إلى سيارات الأجرة والحافلات.
حاورته: إيمان لواس