أزمة أضاح في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا

أظهرت جولة قادت “الشروق” إلى أحياء تتميز بتواجد لافت للمغتربين الجزائريين بمدينة ليون الفرنسية، الجالية المقيمة بهذا البلد الأوروبي تعيش أزمة أضاح فعلية بسبب الأسعار، بعد أن بلغت قيمة الكباش مستويات قياسية جدا، وصلت في بعض الأحيان 700 يورو للأضحية الواحدة، ما دفع العديد منهم إلى العزوف عن شرائها، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم […] The post أزمة أضاح في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 26, 2025 - 20:32
 0
أزمة أضاح في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا

أظهرت جولة قادت “الشروق” إلى أحياء تتميز بتواجد لافت للمغتربين الجزائريين بمدينة ليون الفرنسية، الجالية المقيمة بهذا البلد الأوروبي تعيش أزمة أضاح فعلية بسبب الأسعار، بعد أن بلغت قيمة الكباش مستويات قياسية جدا، وصلت في بعض الأحيان 700 يورو للأضحية الواحدة، ما دفع العديد منهم إلى العزوف عن شرائها، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم المستمرين منذ سنوات.
وفي حديث لـ”الشروق” مع عديد أبناء الجالية بساحة “غيوتيار”، قرب مقهى الجزائر، تبين أن الكثير منهم قد عزفوا هذه السنة عن إحياء شعيرة عيد الأضحى لعدة أسباب، لا تتعلق في الغالب بالأسعار ولكن أيضا بسبب عوامل لوجيستية أيضا.
وبالنظر لأزمة الأسعار في فرنسا وأيضا لأسباب لوجستية، صار الكثير من أبناء الجالية الجزائرية في ليون يقومون بإرسال أموال إلى الجزائر لشراء أضاح ومنحها للفقراء، وفق ما عبر عنه الكثيرون في لقاء معهم بساحة “غيوتيار”.
وما شد انتباهنا في قصابة غير بعيدة عن ساحة “غيوتيار” تبيع المنتجات الحلال من لحوم حمراء وبيضاء، وجود لافتة خارج المحل مكتوبة بخط عربي واضح، ورد فيها “احجزوا من الآن الخروف لعيد الأضحى… من هنا”.
وعند اقترابنا من القصابة وسؤالنا عن هذه اللافتة، رد صاحبها، وهو جزائري تونسي، ينحدر والده من مدينة القالة بولاية الطارف، بأن اللافتة تعود إلى العام الماضي، حين نظمت القصابة عملية ذبح وتوزيع الأضاحي على أبناء الجالية بليون والمناطق القريبة منها.
وأضاف حسين مهدي أن المبادرة غابت هذا العام ولم يتم تكرارها بسبب أزمة الأسعار التي بلغت مستويات قياسية، على حد تأكيده، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع بدأ خلال أزمة كورونا الصحية (كوفيد-19)، ثمّ تفاقم الوضع أكثر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما نجم عنه ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف أيضا ومنها الخرفان.
ويشرح المتحدث أن سعر الخروف مذبوح ومسلوخ يسلم إلى صاحبه بعد صلاة العيد كان بـ200 يورو وصولا إلى 280 يورو، يضاف لها الأحشاء الداخلية (الكبد والكرشة والأمعاء وغيرها).
وحسبه، فإنه بالنظر للظروف الحالية، قفز سعر الأضحية مذبوحة ومسلوخة من أحشائها الداخلية إلى 500 و600 يورو، حسب الوزن، بل تصل أحيانا إلى 700 يورو.
وعلق بالقول “حاليا الخروف الفرنسي ندفع ثمن كيلوغرام لحمه في المسلخ بـ13 يورو للكيلوغرام من دون احتساب الرسوم، وفي القصابة يقارب 22 يورو، بينما كان قبل سنوات 16 إلى 17 يورو”.
وأضاف “هذه الأسعار تتعلق بالخروف الفرنسي الذي يقصده أبناء الجالية كثيرا بالنظر لنوعية لحمه وطعمه”.
وحسب محدثنا، فإن القصابة كانت سابقا تبيع حتى 300 خروف في العيد، لكن بالنظر للأزمة الحالية والأسعار تقرر توقيف العملية.
وقال في هذا الصدد “أنا أتفهم تماما الناس الذين عزفوا على شراء الأضحية خصوصا للعائلة التي تضم 6 أو 7 أفراد، ورب العائلة ليس له عمل قارّ”.
ويكشف صاحب القصابة عن عامل لوجستي ساهم أيضا في عزوف أبناء الجالية عن شراء الأضاحي يتعلق بنقل المسلخ من مدينة ليون، رغم ما تضمه من أعداد كبيرة جدا من أبناء الجالية المسلمة، إلى مدينة سانت ايتيان على بعد نحو 100 كيلومتر.
وأشار حسين مهدي إلى أن العملية سابقا كانت تنطلق بعد صلاة العيد بكل سلاسة بالنظر لوجود المسلخ بمدينة ليون، لكن حاليا وبعد نقله إلى سانت إيتيان، فإن المغترب يتحمل تكاليف إضافية يدفعها في الثمن النهائي للأضحية، ولذلك قررنا عدم تنظيم العملية في القصابة هذا العام.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post أزمة أضاح في أوساط الجالية الجزائرية بفرنسا appeared first on الشروق أونلاين.