أنريكو ماسياس بين روتايو ونتانياهو

كما يطلّ باستمرار نتنياهو، في الأيام الأخيرة، هناك في تل أبيب، ويطلّ أيضا هناك من باريس، برونو روتايو، يطلّ أيضا وباستمرار، وعلى إيقاعهما، الفنان الفرنسي الهوى الصهيوني الهوية، أنريكو ماسياس، الذي يكاد يمثل التيارين اللذين شغلا الجزائر في الفترة الأخيرة، بين آلة أحقاد تصبُّ النار على أبناء غزة، وآلة عنصرية تريد أن تعيد مسامير جحا […] The post أنريكو ماسياس بين روتايو ونتانياهو appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 22, 2025 - 20:23
 0
أنريكو ماسياس بين روتايو ونتانياهو

كما يطلّ باستمرار نتنياهو، في الأيام الأخيرة، هناك في تل أبيب، ويطلّ أيضا هناك من باريس، برونو روتايو، يطلّ أيضا وباستمرار، وعلى إيقاعهما، الفنان الفرنسي الهوى الصهيوني الهوية، أنريكو ماسياس، الذي يكاد يمثل التيارين اللذين شغلا الجزائر في الفترة الأخيرة، بين آلة أحقاد تصبُّ النار على أبناء غزة، وآلة عنصرية تريد أن تعيد مسامير جحا الفرنسي إلى الديار الجزائرية.
ماسياس عاد هذا الأسبوع ليتحدث من دون مناسبة كالعادة، ويقول ما قاله وسمعه كل الناس، منذ أكثر من ستين سنة، عن حلمه بزيارة الجزائر، وعن علاقته غير العدائية مع الشعب الجزائري، وككل إطلالة يقدِّم خبرا لا أحد يصدِّقه، ولكنه رسالة من روتايو ونتنياهو حيث الهوى والهوية.
الفنان الذي لم يُنجز ألبوم فنٍّ، منذ سنوات، قال إن أسامة بن لادن كان يمتلك ألبوماته، وقال في الوقت ذاته إن فرصته في العودة إلى الجزائر تتقلص، ولكنه سيبقى متمسِّكا بالأمل في رؤية قسنطينة إلى آخر العمر.
إعلاميًّا، لا نظن أنّ ماسياس لديه جديد يقوله؛ فالحوارات معه تتكرَّر وأحيانا تتلوّن، وكل فناني جيله من الفرنسيين ومن الذين غنَّوا باللغة الفرنسية وحتى من يقلّون عنه سنًّا اعتزلوا الفن والصحافة أيضا، فلا نكاد نسمع خبرا لفناني السبعينيات الذائعي الصيت ميشال ساردو أو الفنانة شيلا أو حتى خوليو إيغليسياس، بينما يسافر ماسياس صاحب السبع والثمانين سنة، من موقع إلى محطة تليفزيون، ومن راديو إلى “لايفات”، بل إنه يظهر إعلاميًّا أكثر من فناني الزمن الحالي.
في الجزائر، هناك حدثان أزعجا الجزائريين وأغضباهم، ما يحدث منذ سنتين في غزة من تقتيل وتشريد وإبادة وتجويع، وللصهيونية العالمية يد وقلب وعقل فيه، وما يحدث في فرنسا من استفزاز ومناورات منها من التطرُّف والعنصرية العالمية يد وروح وجسد فيه.
وبين هذا وذاك، وضع ماسياس ما تبقى من عمره في خدمة هواه الفرنسي وهويته الصهيونية، ومزجهما بحلمه في أن يزور يوما ما مسقط رأسه.
يعلم الرجل الذي غنّى وأنهى مشواره الفني منذ نصف قرن، بأن الواقع الحالي لا يُمكّنه من زيارة الجزائر حتى في أحلامه، فما تقوم به الصهيونية في غزة وما يقوم به اليمين المتطرِّف في فرنسا يجعلان حلمه ضربا من الخبل، ومع ذلك يحل ضيفا هنا وهناك، ليقول وفقط، كما يقول المثل الروسي: “الضيف الذي يأتي من دون دعوة، هو حتما يهودي”.
من “راديو فرنسا” إلى “20 دقيقة”، ومن “بي. آف. آم. تيفي” إلى “لوبوان” يبدو الإعلام الفرنسي في مجمله، جزءا من اهتمامات روتايو ووحي نتنياهو، مغردا خارج السرب الإعلامي، فماسياس ربما يمثل جزءا من الفن الفرنسي، ولكن لا يمثل الحدث، ومع ذلك يظهر ليقول ثم يعود ليقول ما قاله أمس، وسيبقى يقول، ما قال روتايو ونتنياهو.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post أنريكو ماسياس بين روتايو ونتانياهو appeared first on الشروق أونلاين.