ة بالسعفة الذهبية في
مهرجان كان السينمائي، عن رائعته التي أرّخت للمقاومة الجزائرية “وقائع سنين الجمر”. وجمعت هذه الأمسية، التي انسابت بكل وقار، نخبة من الفاعلين في الحقلين السياسي والثقافي، من بينهم رئيس مجلس الأمة، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، ووزير الصناعة، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمفوّضة الوطنية لحماية الطفولة، إلى جانب ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وسفراء، ومثقفين، ومخرجين، وفنانين، وأفراد من عائلة الفقيد ومحبّيه.
واستُهل اللقاء بعرض وثائقي شفاف، تضمن محطات من المسيرة الفنية الثرية للمخرج الراحل، لتتلوه كلمة الوزير التي لم تكن مجرّد تأبين، بل شهادة حية في حقّ مبدع جسّد فكرة النضال عبر الكاميرا، ودوّن الجزائر في ذاكرة السينما العالمية من بوابة الفن الملتزم. ووصفه الوزير بـ”المجاهد بالفن”، مؤكّدًا على مكانته كأستاذ ومؤطر وملهم، حمل همّ الصورة بصدق، واستطاع أن يجعل من السينما أداة مقاومة وتوثيق في آن. ولم تغب الرمزية عن اللحظة، حين جدّد الوزير التذكير بأن إطلاق اسم “محمد لخضر حمينة” على المعهد الوطني العالي للسينما بالقليعة، جاء بتوجيه من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليكون تكريمًا له في حياته، وتعبيرًا عن وفاء الدولة لرجل أهدى الجزائر لحظة خلود في صرح الفن العالمي، وليبقى اسمه حارسًا للذاكرة البصرية الجزائرية.
استحداث جائزة سنوية تحمل اسم “محمد لخضر حمينة للإبداع السينمائي
وفي بادرة تنمّ عن وعي مؤسساتي بضرورة تحويل الرمزية إلى فعل، أعلن الوزير عن استحداث جائزة سنوية تحمل اسم “محمد لخضر حمينة للإبداع السينمائي”، تُمنح لأفضل ما يُنتَج في مجالات الإخراج، والتمثيل، والسيناريو، والتصوير، في خطوة تؤكد رغبة الدولة في تشجيع الطاقات السينمائية الشابة، واستثمار إرث الكبار لبناء مستقبل متجدد للفن السابع.
كما تخللت الأمسية لوحات فنية مفعمة بالإحساس، قادها الفنانان
حسان كشاش ومحمد محبوب، إلى جانب لحظة رسم مباشرة للفنان التشكيلي محمد بشير علوي، الذي جسّد على القماش روح الراحل بلغة اللون والظل. وبلغت السهرة ذروتها بعرض خاص للفيلم المرمم “وقائع سنين الجمر”، في نسخة أعادت للحواس دهشتها، وللذاكرة قوتها، حيث تابع الجمهور الشريط بصمت منبهر، ليقابله بتصفيق طويلٍ كأنّه اعتذار عن كل تأخير في تكريم الكبار.
كانت تلك الليلة أكثر من احتفاء، كانت فعل وفاء ودرسًا في كيف تصون الأوطان وجوهها المضيئة، حين تخلّد المبدعين لا في التماثيل فقط، بل في المنجز وفي الرؤية وفي مشاريع الغد.
خليل عدة
The post إحياءً الذكرى الـ50 لتتويج حمينة بالسعفة الذهبية في مهرجان كان appeared first on الجزائر الجديدة.