حرمة الأموات وأخلاق الأحياء!
ما أقدمت عليه إحدى الممرضات في مستشفى زميرلي من تصوير لجثة متوفٍ وبثها عبر “لايف” على مواقع التواصل، بحجة تغسيلها، ليس مجرد تصرف أحمق وساذج، بل ناقوس خطر يكشف عمق الانحدار الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع، فالقضية ليست خطأ فرديًّا بقدر ما هي انعكاس لظاهرة “اللايفات” التي غزت حياتنا، حيث أصبح كل شيء مباحًا من أجل …

ما أقدمت عليه إحدى الممرضات في مستشفى زميرلي من تصوير لجثة متوفٍ وبثها عبر “لايف” على مواقع التواصل، بحجة تغسيلها، ليس مجرد تصرف أحمق وساذج، بل ناقوس خطر يكشف عمق الانحدار الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع، فالقضية ليست خطأ فرديًّا بقدر ما هي انعكاس لظاهرة “اللايفات” التي غزت حياتنا، حيث أصبح كل شيء مباحًا من أجل بضع إعجابات: عرض أطعمة، لباس نوم، ألفاظ ساقطة، وحتى انتهاك حرمة الموتى!
ما فعلته تلك الممرضة ما هو إلا تحصيل حاصل لجيل يعيش في وهم الشهرة الرقمية، ويبحث عن النجومية على أنقاض القيم. مسؤولية الردع القانوني ضرورية، لكن الأخطر أن الأسرة، والمدرسة، والمنابر الدينية غابت عن أداء دورها في غرس الأخلاق والوعي.
هذه الحادثة ليست مجرد خطأ، بل رسالة تحذير: نحن أمام انهيار يلتهم المجتمع في صمت، حيث لم يعد للقاع قاع، ولا للجرأة حدود. أيها السادة، التنافس على السقوط صار وظيفة افتراضية، والقاع بات مزدحمًا… فلننتبه قبل أن يغرق المركب بالجميع!