إستقبال “فرحات مهني”.. مجلس الشيوخ الفرنسي في استفزاز جديد!

يصعب في الكثير من الأحيان فهم الموقف الفرنسي إزاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وبينما يقدم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون على أنه ميال لتحسين العلاقات مع المستعمرة السابقة (الجزائر)، تنزع مؤسسة أخرى مثل مجلس الشيوخ الفرنسي (السينا)، إلى تسميم أي تقارب بين البلدين. فهم ما يصدر عن الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي، لا يتطلب الكثير من العناء، […] The post إستقبال “فرحات مهني”.. مجلس الشيوخ الفرنسي في استفزاز جديد! appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 3, 2025 - 17:08
 0
إستقبال “فرحات مهني”.. مجلس الشيوخ الفرنسي في استفزاز جديد!

يصعب في الكثير من الأحيان فهم الموقف الفرنسي إزاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وبينما يقدم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون على أنه ميال لتحسين العلاقات مع المستعمرة السابقة (الجزائر)، تنزع مؤسسة أخرى مثل مجلس الشيوخ الفرنسي (السينا)، إلى تسميم أي تقارب بين البلدين.

فهم ما يصدر عن الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي، لا يتطلب الكثير من العناء، لأن هذه المؤسسة الفرنسية السيادية توجد في قبضة اليمين الذي أصبح لا يختلف كثيرا عن اليمين المتطرف، فرئيسه جيرار لارشي، هو من حزب “الجمهوريون”، الذي يقوده المتطرف برونو روتايو، وزير الداخلية في الحكومة الحالية، بقيادة فرانسوا بايرو.

مجلس الشيوخ الفرنسي وبحد نحو شهر من استقبال زعيم منظمة “الماك” الإرهابية الفار من العدالة الجزائرية، فرحات مهني وبعض الوجوه الإرهابية التي تشتغل على أجندته، عاود الكرة مرة أخرى في الثامن والعشرين من ماي المنصرم، في تحد صارخ للأعراف والقوانين ولروح العلاقات الثنائية. ومهما كانت الانتماءات السياسية لمسؤولي هذه المؤسسة، فهي في النهاية مؤسسة تابعة للدولة الفرنسية، ومن ثم أفعالها تحاسب عليها الدولة الفرنسية أيضا.

ومن هنا جاءت إدانة مجلس الأمة الجزائري برئاسة عزوز ناصري، الثلاثاء، ما وصفه بـ”الاستفزاز المتعمد”، للدولة الجزائرية ومؤسساتها، محذرا من تداعيات مثل هذه الممارسات غير المقبولة إطلاقا، على العلاقات الثنائية، ومن تدهور و”عطب متزايد”، كما جاء في البيان الذي تم تعميمه الثلاثاء.

فقد اعتبرت الغرفة العليا للبرلمان في الجزائر الترحيب  بـ “عناصر إرهابية تابعة لكيان مصنف إرهابيا، دون مراعاة لتداعيات ذلك على حاضر ومستقبل العلاقات الثنائية”، “فضائح وسقطات متوالية” متوالية للدولة الفرنسية، التي تخرج في كل مرة على لسان وزيرها للخارجية، جون نويل بارو، أو رئيسها إيمانويل ماكرون، معبرة عن تمسكها بالعلاقات الثنائية، في مشهد صارخ يعبر عن انفصام حاد على مستوى مصادر صناعة القرار في باريس.

خيوط اللعبة أو المؤامرة إن صح التعبير تتجاوز مجرد مناورات تيار سياسي حاقد على الجزائر، إلى أطراف إقليمية تحاول الإضرار بالجزائر وبمصالحها، وهي الأطراف التي باتت معروفة للجميع، وفي مقدمتها نظام المخزن المغربي والإمارات العربية المتحدة، ومن خلفهم الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لم يهضم المواقف السيادية والشجاعة للجزائر في مواجهة غطرسته والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة الآلة العسكرية الوحشية لتل أبيب.

الإجابة على مثل هذه الاستفزازات ستكون في مستواها أو تتجاوزها، وقد أكد على ذلك بيان الغرفة العليا للبرلمان، عندما أكدت بأن الجزائر سوف “لن تقبل بأي تدخل خبيث أو ناعم، حتى وإن تم تغليفه بغطاء حقوق الإنسان أو الحريات”، كما “تحمل أولئك الذين لا يغمض لهم جفن، مسؤولية أي مضاعفات أو تدهور في صميم العلاقات الجزائرية الفرنسية“.

لا شك أن مثل هذه الاستفزازات سوف تزيد من تعقيد الأزمة ولن تحلها، رغم محاولة البعض من الأوساط توزيع القرار الفرنسي بين طرف متشدد وآخر متمسك بالعلاقات الثنائية، وهو الأمر الذي أصبح مجرد كلام لا معنى له، لأن الصانع الأول للقرار في باريس هو الرئيس، ومع ذلك يتجرأ على الجزائر وزير حكومته وهو غير قادر على ضبط مواقف حكومته.

علي. ب

The post إستقبال “فرحات مهني”.. مجلس الشيوخ الفرنسي في استفزاز جديد! appeared first on الجزائر الجديدة.