إيران أمام اختبار بقاء بعد 13 يومًا من الحرب مع دولة الاحتلال

يرى مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط أن إيران تجد نفسها اليوم على أعتاب تحوّل استراتيجي عميق بعد ثلاثة عشر يومًا من الحرب مع الكيان الصهيوني، زادتها تعقيدًا الغارات الأميركية على منشآتها النووية، لتواجه مشهدًا استراتيجيًا يعيد ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية في المنطقة. ففي تقدير المركز أعدته الباحثة نيكول غرايفسكي، تكبّدت إيران خسائر جسيمة […] The post إيران أمام اختبار بقاء بعد 13 يومًا من الحرب مع دولة الاحتلال appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 13, 2025 - 18:29
 0
إيران أمام اختبار بقاء بعد 13 يومًا من الحرب مع دولة الاحتلال

يرى مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط أن إيران تجد نفسها اليوم على أعتاب تحوّل استراتيجي عميق بعد ثلاثة عشر يومًا من الحرب مع الكيان الصهيوني، زادتها تعقيدًا الغارات الأميركية على منشآتها النووية، لتواجه مشهدًا استراتيجيًا يعيد ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية في المنطقة.
ففي تقدير المركز أعدته الباحثة نيكول غرايفسكي، تكبّدت إيران خسائر جسيمة في ترسانتها الصاروخية وبرنامجها النووي، الذي لطالما اعتُبر الركيزة الخفية لاستراتيجيتها الرادعة، بينما انكشفت أجهزتها الأمنية أمام اختراقات استخباراتية إسرائيلية متعمّقة، وباتت قيادتها في عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة، فيما يواجه الشعب الإيراني شبح تشديد القبضة الأمنية تحت ذريعة حالة الطوارئ.
ويرى التحليل أن الحرب كشفت مكامن ضعف النظام الإيراني، ودحضت اعتقاده بأن مزيج الرد الصاروخي وحرب الوكلاء كفيل بردع أي هجوم واسع النطاق. وها هي طهران اليوم أمام خيار مصيري: إما الاستمرار في سياسات المواجهة التي عمّقت عزلتها، أو التكيّف مع واقع جديد باتت فيه قوتها الرادعة عرضة للاختراق، ولم يعد بقاؤها مضمونًا بالمعادلات القديمة.
يشير المركز إلى أن النقاش بدأ بالفعل داخل أروقة السلطة الإيرانية، وسط غياب واضح للمرشد الأعلى علي خامنئي عن المشهد العام، إذ تبحث القيادة خيارات التعافي وإعادة بناء بنيتها العسكرية تحت رقابة دولية صارمة وظروف اقتصادية خانقة. أما برنامجها النووي، فقد بات مطروحًا للمراجعة سواء للإبقاء على غموضه أو التحوّل إلى سياسة نووية معلنة.
وبينما تبنّت المؤسسة المتشددة في طهران خطاب “النصر الاستراتيجي” رغم الانتكاسات العسكرية لتثبيت شرعية النظام ورفع معنويات القوات المسلحة، صدرت أصوات وسطية وإصلاحية تدعو إلى تقييم واقعي لنقاط الضعف التي كشفتها الحرب. ولفتت صحيفة “اعتماد” إلى ضرورة “تقييم شجاع” للثغرات الأمنية والعسكرية، بينما شدّد الرئيس الأسبق حسن روحاني على أن “إعادة بناء الثقة الشعبية لا تقل أهمية عن الاستعداد العسكري”، معتبرًا أن “وقف إطلاق النار ليس نهاية التهديد”.
ويشير التقرير إلى بروز توافق نادر في الخطاب الداخلي الإيراني، حتى داخل الأوساط المحافظة، على أن بقاء النظام يتطلب تعزيز الشرعية الداخلية والقدرة على الصمود الاقتصادي، وليس فقط القوة الصاروخية. ورأى محللون إيرانيون أن “التماسك الوطني” كان أبرز عوامل الصمود، داعين إلى استثمار فترة الهدوء النسبي لإصلاح الأنظمة الدفاعية وتخفيف الأعباء الاقتصادية.
ويستعرض المركز أربعة مسارات محتملة أمام إيران بعد الحرب، اولها مواصلة النهج التصادمي من خلال تطوير برنامج الصواريخ وربما إعادة تفعيل “محور المقاومة”، رغم التكاليف العالية وضعف الجدوى الإستراتيجية، والثاني هو الانكفاء الدفاعي إقليميًا والتركيز على حماية القيادة والاستقرار الداخلي، أما الثالث تعزيز العسكرة الداخلية وتشديد الرقابة بحجة اليقظة الأمنية، والأخير الربط بين الأمن القومي والتعافي الاقتصادي والإصلاح السياسي، وهو خيار بعيد لكنه قد يصبح مطروحًا.
ويرى مركز مالكوم كير أن الملف النووي بات يحتل حيزًا أكبر في النقاشات الأمنية الإيرانية بعد الحرب، إذ تحوّل في الخطاب الرسمي من كونه “حقًا سياديًا” إلى كونه “ركيزة دفاعية وطنية”، مع تهديدات بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ بعيدة المدى ردًا على الضغوط الغربية.
وأخيرًا، يخلص المركز إلى أن الحرب لم تحدد المسار الاستراتيجي لإيران، لكنها كشفت عن مخاوف جدية تتعلق بالإنهاك الاقتصادي، والاختراقات الاستخباراتية الإسرائيلية، وتآكل عنصر المفاجأة الإستراتيجية، لتطرح سؤالًا وجوديًا: هل لا يزال الردع الإيراني قابلًا للاستمرار، أم أن أساساته أصبحت بحاجة إلى إعادة بناء في ظل واقع إقليمي ودولي أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى؟.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post إيران أمام اختبار بقاء بعد 13 يومًا من الحرب مع دولة الاحتلال appeared first on الشروق أونلاين.