اعترافٌ مسموم!

‪ ‬‬ فرنسا كدولة استعمرت نصف القارة الإفريقية وتركت بصمات من الوحشية والفقر والاستغلال، لا يُنتظر أن يكون أي من اعترافاتها نقياً أو خالص النية. فرنسا، تلك التي لم تتطهّر بعد من ماضيها الاستعماري، والتي ما زالت تدعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، تعود اليوم في مشهد جديد، عبر تصريحات رئيسها إيمانويل ماكرون، لتعلن “نية” الاعتراف …

يوليو 27, 2025 - 21:59
 0
اعترافٌ مسموم!

‪ ‬‬
فرنسا كدولة استعمرت نصف القارة الإفريقية وتركت بصمات من الوحشية والفقر والاستغلال، لا يُنتظر أن يكون أي من اعترافاتها نقياً أو خالص النية. فرنسا، تلك التي لم تتطهّر بعد من ماضيها الاستعماري، والتي ما زالت تدعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، تعود اليوم في مشهد جديد، عبر تصريحات رئيسها إيمانويل ماكرون، لتعلن “نية” الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ظاهريًا، يبدو الموقف نبيلًا، وكأنه انتصار للحق الفلسطيني بعد عقود من النضال. لكن خلف الكلمات المُنمّقة، تتوارى النوايا الحقيقية. فباريس لا تمنح شيئًا مجانًا، واعترافها مشروط باعتراف الفلسطينيين بـ “إسرائيل”، وبقبول “دولة” فلسطينية منزوعَة السلاح، لا سيادة لها، ولا قرار.
إنها صفقة فرنسية بامتياز: دولة بلا جيش، بلا مقاومة، بلا كرامة، تكون بمثابة كيان إداري تابع للاحتلال، لا أكثر. اعتراف فرنسا، إن وقع، لن يكون خطوة في طريق التحرير، بل محاولة لتجميل وجه الاحتلال وتصفية ما تبقى من القضية فما قيمة دولة تُمنح على الورق، وتُسلَب في الواقع؟!ذلك هو “الاعتراف المسموم”.