البطولة الوطنية للكاراتي “تودوكاي” ببوسعادة تؤهل نخبة الأشبال للاستحقاق العربي
احتضنت مدينة بوسعادة، يومي 13 و14 جوان 2025، فعاليات البطولة الوطنية للكاراتي “تودوكاي” لفئة الأشبال، المؤهلة للبطولة العربية المقبلة، وذلك وسط أجواء رياضية حماسية وتنافسية عالية، عكست الحركية التي تعرفها هذه الرياضة القتالية بين أوساط الفئات الشبانية، ومستوى التكوين المعتمد على مستوى الأندية والمدارس الجهوية والولائية. وجاء تنظيم هذه البطولة في القاعة المتعددة الرياضات ببوسعادة …

احتضنت مدينة بوسعادة، يومي 13 و14 جوان 2025، فعاليات البطولة الوطنية للكاراتي “تودوكاي” لفئة الأشبال، المؤهلة للبطولة العربية المقبلة، وذلك وسط أجواء رياضية حماسية وتنافسية عالية، عكست الحركية التي تعرفها هذه الرياضة القتالية بين أوساط الفئات الشبانية، ومستوى التكوين المعتمد على مستوى الأندية والمدارس الجهوية والولائية.
وجاء تنظيم هذه البطولة في القاعة المتعددة الرياضات ببوسعادة بمشاركة واسعة من مختلف ولايات الوطن، حيث شهدت حضورًا مكثفًا للرياضيين والمدربين والإداريين من الأندية النشطة في الكاراتي “تودوكاي”، ما أعطى للبطولة بعدًا وطنيًا حقيقيًا، وجعل من بوسعادة مركز إشعاع رياضي خلال نهاية هذا الأسبوع.
ولاية المسيلة، التي دخلت المنافسات بوفد قوي ضم 28 التخصصات التالية “الكاتا” (7 رياضيين)، “الكوبيدو” (4 رياضيين)، و”الكوميتي” (23 رياضيًا)، كانت في الموعد وأكدت علوّ كعبها، حيث تصدّرت الترتيب العام للبطولة بعد حصولها على 15 ميدالية، منها 10 ذهبيات، 4 فضيات وبرونزية واحدة، في إنجاز لافت يعكس حجم العمل القاعدي في مدارسها الرياضية والتقنية. وجاءت ولاية البليدة في المرتبة الثانية بـ 9 ميداليات (5 ذهبية، 1 فضية، 3 برونزية)، متبوعة بولاية ميلة التي حصدت 10 ميداليات بدورها (3 ذهبية، 3 فضية، 4 برونزية).
وشكلت هذه البطولة محطة هامة لتحضير العناصر الوطنية الشابة للاستحقاقات المقبلة على المستويين العربي والدولي، كما كانت فرصة مواتية لاكتشاف طاقات واعدة في فئة الأشبال، والتي برزت من خلال نزالات قوية وأداء تقني متميز نال إعجاب الحضور، بمن فيهم المدربون الوطنيون والمتابعون. وقد سجلت البطولة انضباطًا في التنظيم من حيث مواعيد النزالات، ضبط اللوائح، وتوزيع الفئات، ما ساهم في إنجاح الحدث من بدايته حتى لحظة التتويج.
رئيس الرابطة الولائية للكاراتي “تودوكاي” بولاية المسيلة، السيد عبد الرحمان جعفر وليد، صرّح قائلاً:
❝نحن فخورون جدًا بما تحقق خلال هذه البطولة الوطنية لفئة الأشبال، التي أقيمت في مدينة بوسعادة وحققت نجاحًا تنظيميًا ورياضيًا باهرًا. لقد عملنا جاهدين، كفريق واحد، على توفير كل الظروف المناسبة لضمان السير الحسن للمنافسات، من استقبال الوفود وتنظيم الجداول، إلى توفير الطاقم التحكيمي والتقني، بالتنسيق مع الجهات المحلية. البطولة شهدت مستوى فني متميز، ونافس فيها شباب موهوبون من مختلف ولايات الوطن، مما يعكس الديناميكية المتصاعدة لرياضة الكاراتي “تودوكاي” في الجزائر. أما بالنسبة لولاية المسيلة، فقد تألقت بفضل العمل القاعدي الذي تبذله الأندية والمدارس الرياضية، وكان لتتويجها بالمرتبة الأولى في الترتيب العام طعم خاص، لأنه جاء ثمرة جهد جماعي ومثابرة طويلة.❞
من جهته، عبّر رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي “تودوكاي”، السيد بن كعكع خليفة، عن ارتياحه الكبير لنجاح الحدث، مؤكداً على أهمية إقامته في موعده قائلاً:
❝نعتبر تنظيم البطولة الوطنية لفئة الأشبال محطة أساسية في أجندتنا الرياضية، وحرصنا على إقامتها في موعدها يندرج ضمن رؤية الاتحادية لترسيخ ثقافة الانضباط وتكافؤ الفرص، وتحقيق الاستمرارية في التكوين والمنافسة لدى فئة تُعد مستقبل الكاراتي الجزائري. ما شهدناه في بوسعادة من حماس وتنافس قوي بين الأشبال يؤكد أن لدينا نخبة واعدة من الأبطال الذين سيكون لهم شأن كبير على المستويين العربي والدولي. كما أننا نراهن على هذه القاعدة لتحضير منتخب قوي ومتماسك، يمثل الجزائر في البطولة العربية المقبلة التي نعتزم تنظيمها هنا في الجزائر، ونعمل من الآن على إنجاحها فنيًا وتنظيميًا. صراحةً، أثار إعجابي المستوى العالي للتنظيم في بوسعادة، سواء من حيث تأطير المنافسات أو حسن الاستقبال والظروف التي جرت فيها البطولة، وأتوجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الموعد الوطني.❞
كما عبّر عدد من الرياضيين المشاركين عن سعادتهم بخوض منافسات هذه البطولة في أجواء وصفوها بـ”المثالية”، مشيدين بحسن التنظيم والمستوى الراقي للخصوم، مؤكدين أنها كانت فرصة لاكتساب مزيد من الخبرة والاحتكاك وتطوير الأداء. وبدورهم، اعتبر عدد من المدربين أن المنافسات كانت ناجحة على كل المستويات، وأن الأشبال قدموا عروضًا جيدة تبشّر بجيل رياضي واعد، قادر على تمثيل الجزائر بأفضل صورة في المحافل القادمة.
مرة أخرى، تثبت بوسعادة مكانتها كوجهة رياضية قادرة على احتضان بطولات وطنية كبرى، وتوفر بيئة تنافسية مثالية تساهم في الارتقاء بمستوى الرياضة الجزائرية، خاصة حين يتعلق الأمر بفئات سنية تشكل مستقبل المنافسات الدولية. وبانتهاء البطولة، تبقى الأضواء مسلطة على المسيلة، بطلتها الجديدة، التي تمكّنت من فرض نفسها كقاطرة للكاراتي الوطني، وكمخزون بشري واعد لرياضة تحتاج إلى نفس طويل وصبر.