التقارب الجزائري الموريتاني يقض مضاجع نظام المخزن

بدأ نظام المخزن المغربي يستشعر مخاطر فقدان نفوذه الاقتصادي في موريتانيا لصالح الجارة الغريمة الجزائر، وهو ما جعله يكثف من زيارات مسؤوليه إلى هذا البلد الواعد والذي يعتبر بوابة لا مناص عنها، من أجل الصول إلى دول غرب القارة الإفريقية.

ومن غرائب الصدف، أن تشهد نواكشوط نشاطين متوازيين، الأول تقوده الجزائر، وتمثل في اجتماع سفير الجزائر هناك، أمين صيد، مع محمد زين العابدين الشيخ أحمد، رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين. أما النشاط الثاني فهو انطلاق ما يسمى المنتدى البرلماني الاقتصادي الأول بين موريتانيا ونظام المخزن المغربي.

وشهد اللقاء بين الدبلوماسي الجزائري ورئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، التباحث بشأن التحضيرات الجارية لمعرض المنتجات الجزائرية السنوي في نواكشوط، المقرر في الفترة من 22 إلى 28 ماي، بالإضافة إلى زيارة وفد من رجال الأعمال الجزائريين إلى موريتانيا، والمتوقعة في نهاية جوان المقبل”، على حد ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الموريتانية.

اللقاء شكل أيضا فرصة لبحث القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية والفرص المتاحة للمستثمرين الجزائريين، وكذلك الحوافز والامتيازات التي ينص عليها قانون الاستثمارات الجديد، وفق المصدر ذاته، وهي التطورات التي يراقبها نظام المخزن المغربي عن كثب، خوفا من ضياع مصالحه هناك وتحول الجزائر إلى الشريك الأول لهذا البلد الصحراوي الفقير من حيث الموارد والإمكانيات.

ويعيش نظام المخزن المغربي حالة من الذعر منذ إعلان الجزائر وموريتانيا عن فتح معبر أزويرات بين البلدين فضلا عن فتح خط بحري بين مينائي الجزائر ونواكشوط، لا سيما وأن هذا التقارب قد انعكس سلبا على التقارب المغربي الموريتاني، فقد فرضت هذه الأخيرة السنة المنصرمة رسوم جمركية جد عالية على المنتجات المغربية فاقت في بعض الحالات الـ 500 بالمائة.

وقد رد نظام المخزن المغربي على تلك الإجراءات بوقف تصدير بعض السلع المغربية واسعة الاستهلاك في موريتانيا، على غرار البصل والطماطم، في إجراء وصف بأنه عقابي ضد نواكشوط من قبل نظام المخزن المغربي، الأمر الذي دفع الجزائر إلى الدخول على الخط، والقيام بتصدير شحنات من البصل إلى موريتانيا لتعويض النقص.

وينظر المسؤولون في كل من الجزائر ونواكشوط نظرة بعين الريبة إلى نظام المخزن المغربي، بسبب أحلامه التوسعية والتي غالبا ما عبر عنها مسؤولون في النظام العلوي أو سياسيين يدون في فلك القصر، فبعد عقود من استقلال البلدان الثلاثة عن الاستعمار، إلا أن الرباط لا تزال تحلم باقتطاع أجزاء من الجزائر وابتلاع موريتانيا، تحت مزاعم بالية من قبيل أن تلك الأراضي كانت تابعة في أوقات سابقة للنظام العلوي.

وكثيرا ما تسببت النوايا التوسعية للنظام العلوي في الرباط، في مشاكل مع جيرانها في الجزائر وموريتانيا، ووصلت حد قطع العلاقات الدبلوماسية وفرض عقوبات عليها، كما حصل في صائفة 2021، مع الجزائر، كما لا يستبعد أن يصل الأمر بنواكشوط إلى هذا المستوى من التصعيد، إذا قرر نظام المخزن الاستمرار في استفزازاته تجاهها. 

علي. ب

The post التقارب الجزائري الموريتاني يقض مضاجع نظام المخزن appeared first on الجزائر الجديدة.