الجزائر تعزز دورها كقوة رائدة في إفريقيا

يسدل الستار نهار غد الأربعاء، عن الحدث السياسي والاقتصادي الذي تحتضنه الجزائر بعنوان، الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الافريقية، معرض حقق مشاركة قياسية افريقية غير متوقعة من قبل العارضين والوفود الرسمية ممثلة في رؤساء دول ووزراء من مختلف دول القارة السمراء.

مكن معرض التجارة البينية الإفريقية في طبعته الرابعة الذي تحتضنه الجزائر منذ الرابع من الشهر الجاري، في طبعته الرابعة التي تختتم يوم غد، بعد أسبوع كامل من الترويج لمختلف المنتوجات الإفريقية وتسويقها، وإبرام عقود واتفاقيات بالجملة بين الجزائر ممثلة في مسؤولي مختلف المؤسسات الوطنية، والعديد من الشركات الإفريقية الاقتصادية، الصناعية والتجارية.

وفي شقه السياسي تمكنت الجزائر من تجميع الزعماء الأفارقة، وقادة دول اتحاد المغربي باستثناء المملكة المغربية، حيث ناقش كل من الرئيس تبون، ونظيره التونسي، قيس سعيد، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد بشير المنفي، الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وأخيرا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، إبراهيم غالي، سبل تعزيز العلاقات بين دول الاتحاد والمضي بها قدما بما يخدم المصالح المشتركة للدول الخمس لاتحاد المغرب العربي وكذا الدفع بوتيرة التكتل المغاربي الجديد الذي تأسس العام الماضي.

اجتماع قادة التكتل المغاربي بالجزائر بمناسبة تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الافريقية الذي تحتضن الجزائر فعالياته منذ الخميس الماضي، يعد إنجازا في حد ذاته بصرف النظر عن نجاح المعرض أو إخفاقه، حيث تراهن الجزائر  على الإبقاء على ريادتها في القارة السمراء سياسيا واقتصاديا من جهة، وتعزيز دورها المحوري والإقليمي في المنطقة الافريقية وخاصة بالمنطقة المغاربية، ويكمن هذا الرهان الذي تشتغل عليه الجزائر في ضمان استقرار أمنها القومي وحمايته، خاصة في ظل حالة اللا استقرار والتوترات الحاصلة بأغلب الدول المتاخمة للشريط الحدودي للجزائر خاصة بالجهتين الغربية والجنوبية، موازاة مع ما تتعرض له الجزائر من تهديدات ومؤامرات من دول معادية وأخرى مأجورة تسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر بالوكالة.

وفي هذا الصدد، فإن المعرض الإفريقي للتجارة البينية في جانبه السياسي قد حقق أهدافه من حيث المشاركة القوية لقادة الدول الإفريقية وما تمخض عن اجتماعاتهم بالرئيس تبون، سواء تعلق الأمر بتعزيز العلاقات بين دول المشاركة في المعرض المشار إليه فيما بينها وبين الجزائر، أو بالتعاون والتنسيق الجماعي الذي يقود إلى إفشال أي مخطط قد يستهدف أمن واستقرار الدول الإفريقية خاصة منها الجزائر

ومن الانعكاسات السياسية الإيجابية التي كانت من مخرجات اجتماع قادة الدول الإفريقية المشاركة في المعرض الإفريقي للتجارة البينية، قيام دولة تشاد بغلق سفارتها بتل ابيب الصهيونية مباشرة بعد عودة الرئيس محمد ادريس ذيبي من الجزائر بعد مشاركته في المعرض السالف ذكره، وربط ادريس بيبي قرار غلق سفارة بلده بالكيان الصهيوني بأسباب وظروف مالية، فيما احتمال اعتماد هذا القرار سياسيا يبقى واردا.

المعرض التجاري البيني الإفريقي الرابع في شقه الاقتصادي، ونظرا لأهميته بالنسبة للجزائر في استقطاب استثمارات إفريقية، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الوطني واحداث نقلة نوعية للتنمية المستدامة التي تشتغل الجزائر من أجل تحقيقها من جهة، وإحداث تنمية تكاملية إفريقية من جهة أخرى، وكذا الترويج لفرص الاستثمار المتاحة بالجزائر للأفارقة من رجال الأعمال والشركات، خاصة في ظل التحفيزات والتسهيلات التي تضمنها قانون الاستثمار الجديد، وكذا توجهها نحو اكتساح السوق الإفريقية بمختلف المنتوجات المحلية، وبالنظر للعقود والاتفاقيات المبرمة بين الجزائر والدول الإفريقية المشاركة في هذا المعرض الاقتصادي، يمكن القول، بأن هذا المعرض الإفريقي قد حقق نجاحا باهرا، وسيكون بمثابة الدافع الأساسي لمحرك التنمية الإفريقية عموما والجزائر بشكل خاص.

محمد . ب

The post الجزائر تعزز دورها كقوة رائدة في إفريقيا appeared first on الجزائر الجديدة.