الجزائر تُوصي بإعلام عربي يحفظ اللسان ويواكب العصر

  خلصت أشغال الملتقى العربي الأول “الضاد في وسائل الإعلام”، الذي احتضنته فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائر يومي 22 و 23 جويلية 2025، إلى جملة من التوصيات التي عكست انشغال المشاركين بمكانة اللغة العربية في الفضاء الإعلامي المعاصر، والسعي إلى بلورة رؤى مشتركة تدفع نحو إعلام عربي يزاوج بين الأصالة والحداثة. وقد جاء هذا الملتقى بتنظيم […] The post الجزائر تُوصي بإعلام عربي يحفظ اللسان ويواكب العصر appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 24, 2025 - 21:44
 0
الجزائر تُوصي بإعلام عربي يحفظ اللسان ويواكب العصر

 

خلصت أشغال الملتقى العربي الأول “الضاد في وسائل الإعلام”، الذي احتضنته فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائر يومي 22 و 23 جويلية 2025، إلى جملة من التوصيات التي عكست انشغال المشاركين بمكانة اللغة العربية في الفضاء الإعلامي المعاصر، والسعي إلى بلورة رؤى مشتركة تدفع نحو إعلام عربي يزاوج بين الأصالة والحداثة. وقد جاء هذا الملتقى بتنظيم من جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، وتحت رعاية كريمة من وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، وشارك فيه إعلاميون وأكاديميون ومثقفون من الجزائر ومختلف الدول العربية، اجتمعوا على مدار يومين في جلسات علمية ونقاشات مثمرة تطرقت إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية في وسائل الإعلام.
ويهدف هذا الملتقى، في طبعته الأولى–حسب منظميه– إلى “تحفيز النقاش المهني حول موقع اللغة العربية في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية وتعزيز دورها في صناعة الوعي العربي، خاصة في ظل تحديات العولمة والتكنولوجيا”.
ودعا المشاركون إلى ضرورة تعزيز حضور العربية الفصحى في مختلف الفضاءات الإعلامية، لاسيما في النشرات والبرامج الحوارية والثقافية، والعمل على تطوير المصطلح الإعلامي ليتلاءم مع متغيرات المشهد الرقمي والتكنولوجي من خلال لجان متخصصة، مع التركيز على دعم المحتوى العربي الهادف عبر المنصات الرقمية. كما أوصوا بإدماج تكوين لغوي متين لطلبة الإعلام في الجامعات والمعاهد بالتنسيق مع أقسام اللغة العربية، واعتماد سياسة لغوية موحدة على المستوى العربي تراعي خصوصية اللغة ومقتضيات العصر. وتم التأكيد على أهمية دور المجامع اللغوية في توحيد المصطلحات وتعريب المحتويات التقنية والعلمية، إلى جانب اقتراح إنشاء مرصد عربي يُعنى بمتابعة واقع اللغة في الإعلام وتقويمه بشكل علمي. وشملت التوصيات كذلك تنظيم دورات متخصصة في سلامة اللغة والتحرير والتدقيق، وإطلاق جوائز سنوية تحفز على التميز في الإعلام العربي المكتوب والمسموع والمرئي والرقمي، فضلًا عن تشجيع الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والجامعات لإنتاج بحوث تطبيقية تخدم العلاقة بين اللغة والإعلام. واختتم المشاركون أشغالهم بتوجيه عبارات الامتنان والتقدير لوزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، عرفانًا بما قدمته الجزائر من حسن استقبال وكرم ضيافة، في تظاهرة جسدت روح الوحدة الثقافية والإعلامية العربية.

 

ملتقى الضاد يسدل ستاره بمشهد تكريمي احتفالي في الجزائر

أسدل الستار مساء الأربعاء 23 جويلية 2025 على فعاليات الملتقى العربي “الضاد في وسائل الإعلام”، الذي احتضنه فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائرية على مدى يومين، بتنظيم من جمعية الكلمة للثقافة والإعلام وبرعاية من وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين، الإعلاميين، المدققين اللغويين، والخطاطين، من الجزائر وعدة دول عربية. وقد جاءت الجلسة الختامية التي احتضنتها قاعة “مواقف” لتجمع بين لحظات التقييم والتكريم، حيث تم عرض ملخص مصوّر لأبرز محطات الملتقى، تلاه استعراض التوصيات النهائية الصادرة عن اللجان العلمية، والتي ركزت على ضرورة تعزيز مكانة اللغة العربية في الإعلام ومواكبتها للتطورات التكنولوجية المعاصرة.

وتقديراً للجهود المبذولة في خدمة لغة الضاد، تم تكريم ثلاث شخصيات جزائرية ساهمت بتميز في هذا المجال، وهم المدقق اللغوي حمّة بدري، الخطاط علي حكّار، والمدققة اللغوية شهيرة عنّان. وقد شهد الملتقى مشاركة فعالة من الإعلامية الجزائرية آمال عراب التي قدّمت ورشة متخصصة ضمن برنامج “الماستر كلاس” بعنوان “لغة تُرى وتُسمع، مهارات الإلقاء الإعلامي بلغة الضاد”، والتي استهدفت صقل مهارات المشاركين في الأداء الصوتي باللغة العربية. كما قدم الأستاذ محمود عبد الرازق جمعة من مصر جلسة تدريبية بعنوان “من الخطأ إلى الصواب”، تناول فيها تقنيات التدقيق اللغوي داخل المؤسسات الصحفية، في حين شهدت الجلسات النقاشية في اليوم الثاني مداخلات نوعية من شخصيات مرموقة على غرار الكاتب أكرم القصاص من مصر، الذي ناقش تحديات الإعلام العربي في العصر الرقمي، والأستاذ محمد حسين طلبي من الجزائر الذي استعرض تجربة الإعلام العلمي بلغة الضاد، إلى جانب مساهمات كل من عماد محمد بابكر من السودان وسعدى علوه من لبنان، وذلك ضمن جلسة أدارتها الكاتبة فضيلة الفاروق.

وقد عبّر المشاركون عن تقديرهم الكبير لهذا الحدث العلمي والثقافي، الذي شكّل منصة حقيقية للحوار والتفاعل وتبادل الخبرات حول سبل تطوير اللغة العربية في المشهد الإعلامي العربي، كما عبّرت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام عن امتنانها لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى، من مسؤولين وخبراء ومدرّبين ومشاركين، مؤكدة أن هذه المبادرة ستكون خطوة أولى نحو استمرارية مشاريع فكرية جادة تخدم اللغة وتدافع عن حضورها في مختلف الفضاءات المعاصرة.

خليل عدة

 

 

 

The post الجزائر تُوصي بإعلام عربي يحفظ اللسان ويواكب العصر appeared first on الجزائر الجديدة.