الجمعية …وترسيخ الخط العلمي الدعوي
أ. حسن خليفة/ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي هذه الخيمة الوارفة الظلال الواسعة العطاء، الخصيبة الثمار، المشرقة الأعمال كانت وماتزال ـ وستبقى بحول الله ـ في عملها الإصلاحي التهذيبي الدعوي المكين والمتين. والذي يبهج المتابع المحبّ لهذه الجمعية العريقة أن يرى اجتهاد قياداتها منصبّا أكثر فأكثر على مجال ترسيخ الخط العلمي الدعوي، من خلال التركيز …

أ. حسن خليفة/
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي هذه الخيمة الوارفة الظلال الواسعة العطاء، الخصيبة الثمار، المشرقة الأعمال كانت وماتزال ـ وستبقى بحول الله ـ في عملها الإصلاحي التهذيبي الدعوي المكين والمتين.
والذي يبهج المتابع المحبّ لهذه الجمعية العريقة أن يرى اجتهاد قياداتها منصبّا أكثر فأكثر على مجال ترسيخ الخط العلمي الدعوي، من خلال التركيز ـ أوسع فأوسع، وأجمل فأجمل ـ على الجوانب العلمية ـ التربوية، الدعوية، الإصلاحية ، التي تمثل أكثر من ثمانين في المائة من حقول عملها الإصلاحي.
وما أريد أن أقوله في هذه السطور القليلة من «شعاع» إنما أريد به لفت نظر المجاميع الكثيرة من العلماء، في مختلف التخصصات، والخبراء، والأساتذة والباحثين ـ من الرجال والنساء ـ وما أكثرهم، في جامعاتنا، وهيئاتنا ومخابرنا ومراكزنا البحثية العلمية، وهم على استعداد للبذل من أجل دينهم ووطنهم ومجتمعهم.. لفت نظرهم إلى هذه الخيمة الكريمة الوسيعة، لينخرطوا فعليا في العمل الطيب المثمر النافع للمجتمع بتوجيه جهودهم العلمية والبحثية والتربوية في مجالات العمل في عدد من المسارات المفتوحة على مصاريعها في الجمعية، من خلال:
1ـ الجهد العلمي البحثي، بالكتابة وإنجاز الأبحاث والمقالات؛
2ـ بالإسهام المقدور في: الملتقيات العلمية النوعية، دولية ووطنية؛
3ـ بالتكوين في مجالات تغطي احتياجات طلبة العلم في جامعاتنا؛
4ـ بالانخراط في مختلف الفضاءات التي تفتحها الجمعية في كل هذه المجالات
في شكل مراكز وأقسام بحث وإنجاز:
أـ مخبر البيان: وهو فضاء علمي، في شكل فريق بحث متخصص في الدراسة التاريخية: تاريخ الجزائر والثورة التحريرية، وتاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ يرحب بكل الباحثين والباحثات ممن لديهم شغف التاريخ الوطني.
ب-مركز «تحصين»: وهو أيضا فضاء معرفي – بحثي يسعى، من خلال أعمال الباحثين والباحثات في مختلف المجالات ذات العلاقة بـ «التحصين»، ويهم خاصة الباحثين والباحثات في مجال مقارنة الأديان، والفكر الإسلامي، ومحاربة الإلحاد ـ بأنواعه ـ والرد على الشبهات والأباطيل التي تمس عقائد الجزائريين المسلمين، وصدّ التيارات والمذاهب المنحرفة والمحرّفة ..الخ
ج ـ مركز «مناهج» ويخص هذا الفضاء البحث والدراسة في مجال اللغة العربية والحضارة الإسلامية، ويعتز بانتساب وانخراط كل من يحمل همّ صيانة الثوابت الوطنية، والدفاع عنها، والعمل على تطوير الأداء في مجال خدمة العربية، وتراث الإسلام في قيّمه ومبادئه الحضارية الإنسانية الكبرى؛
د ـ فضاء آخر مهم جدا وينضوي تحت مسمى «الملاحظ الاجتماعي» ويهتم بصورة أساسية بكل ما له علاقة بالمجتمع في حركته، وتطوّره، وما يطرأ عليه من تغيّرات وتحوّلات، يبحثها ويقدم فيها خلاصات مهمة كمساهمة في الإصلاح بمعناه الدقيق.
ينبغي التأكيد هنا أن هذه الأعمال مجتمعة يضبطها ضابط التعاون الوطيد بين الجمعية وبين مختلف الهيئات والمؤسسات كالجامعات، ومراكز البحث، والوزارات، والمخابر التابعة لمختلف الهيئات الوطنية؛ وذلك تحقيقا لتصوّر الجمعية العام في أنها مكوّن في خدمة المجتمع الجزائري برمته، يعمل على تحقيق الصلاح ورفع منسوب التهذيب، ومحاربة كل الأمراض والآفات الاجتماعية والأخلاقية، وأيضا محاربة الغزو الفكري والثقافي قدر المستطاع.
ودون ريب فهذا مما يجب أن تجتمع عليه كلمة النُخَب العالمة ذات الغيرة على الوطن والدين والمجتمع، والعاملة على تحقيق الرسوخ الأخلاقي، والنهوض العلمي، والنهضة الحضارية الشاملة، خروجا من «منطقة الراحة» وتجاوزا لـ «منطق اللامبالاة» وانخراطا علميا وعمليا في تحقيق واجب الاستنهاض وزراعة الوعي الإيجابي بما يرضي الله تعالى ويحقق مفهوم التنمية الشاملة فعلا في بلادنا .
لعلي قصّرتُ في بيان ما أردتُ إلفات النظر إليه، ولكن ستكون هناك ـ بعون الله ـ مناسبات علمية وثقافية كالملتقيات والندوات والأيام التكوينية، والمحاضرات والأيام الدراسية التي تشرح كل ذلك وتبين عن هذا النهج الكريم في ترسيخ الخط العلمي الدعوي الإصلاحي في جمعية هي أعرق الجمعيات في وطننا… والتي مايزال رجالها ونساؤها على نفس نهج الماهدين المؤسسين، في خدمة الدين والوطن، وحراسة القيم والمباديء، ونشر الخير والعلم والفضل في كل الربوع. نسأل الله أن يسدد ويتقبل جهود العاملين والعاملات.