الشعب المغربي ينفجر

هددت الاحتجاجات في المغرب نظام المخزن بشكل جدي، وعبّرت الاحتجاجات التي انطلقت في كامل المناطق المغربية أن الشعب المغربي فاض به الكيل، وقرّر حسم مصيره بنفسه، بعد تراكم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والفقر المدقع والتفاوت الطبقي.

وانطلقت الشرارة التي تحولت إلى لهب بعد وفاة 8 نساء في أحد المستشفيات، بسبب سوء التكفل بهن والمال ونقص وسائل العمل، وهو ما جعل الشعب المغربي ينتفض ضد النظام كله وليس فقط ضد وزارة الصحة.

وخلفت الاحتجاجات مئات الجرحى، وتوجد أنباء عن سقوط قتلى، وخسائر كبيرة بفعل إضرام النار في الممتلكات تقريبا في كل مكان.

وجاء في بيانات رسمية أن 263 عون أمن أصيبوا في الاحتجاجات، إصابات بعضهم خطيرة جدا، وإلحاق أضرار جسيمة بـ142 عربة تابعة لقوات الأمن و20 سيارة للخواص.

ويعاني المغرب من فقر مدقع، يعاني منه 95 في المائة على الأقل من أفراد الشعب المغربي، في حين يتمتع رموز المخزن بمستوى عيش جيد، وهو ما أثار سخط وغضب عموم الناس وجعلهم ينتفضون ضد النظام برمّته، وليس كما كانوا يفعلون من قبل عندما ينتفضون ضد الحكومات وليس ضد العرش الملكي.

وتعبّر الشعارات المرفوعة في المظاهرات والاحتجاجات عن غضب كبير مما يحدث في البلاد، سواء من حيث الفقر وسوء الخدمات الصحية وانخفاض مستوى المعيشة وتزايد عدد الفقراء وانعدام العدالة الاجتماعية، وسقوط البلاد في أيدي الصهاينة بسبب التطبيع.

واشتعل اللهب في ظل صمت تام للمخزن وغياب الملك محمد السادس المريض، حيث تدهورت صحته بشكل كبير وأصبح عاجزًا تقريبًا عن الحركة ويمشي متكئًا على عكاز، ويسود داخل القصور الملكية جوّ من الشك والريبة بفعل الصدامات المتكررة بين ولي العهد مولاي الحسن (20 سنة) وشقيق الملك مولاي رشيد، وهو ما ينذر باضطرابات كبيرة في حالة وفاة الملك.

وقامت وزارة الداخلية أمس بقمع المتظاهرين بقسوة ودون أي اعتبار لحقوق المتظاهرين، كما دهست سيارات الشرطة المئات من المتظاهرين وأصابت عددًا كبيرًا منهم بجروح خطيرة، وتتحدث بعض الأنباء عن سقوط قتلى، وهو ما ينذر بأن الاحتجاجات لن تخمد، وإن همدت ستشتعل من جديد بسبب عمق الأزمة داخل المجتمع وفي هياكل الدولة المغربية، وهو ما يشير إلى أن الغضب الذي أنتج هذا اللهب قد يحرق المخزن بشكل كبير وغير مسبوق.

ظهرت المقالة الشعب المغربي ينفجر أولاً على الحياة.