تحريات في فوارق النتائج بين المعدلات السنوية و”البيام”
قررت وزارة التربية الوطنية، من خلال مفتشيتها العامة، التحقيق بالمؤسسات التربوية التي سجل بها “تباين” ملحوظ بين نتائج التلاميذ المحصل عليها خلال السنة الدراسية ونتائجهم في امتحان شهادة التعليم المتوسط، دورة 2025، لأجل الوقوف عن قرب على حقيقة “التقييمات الفصلية”، والتحري في ما إذا كان هناك تجاوز أو “تهاون” في ضبط العلامة المدرسية، قصد تحقيق […] The post تحريات في فوارق النتائج بين المعدلات السنوية و”البيام” appeared first on الشروق أونلاين.


قررت وزارة التربية الوطنية، من خلال مفتشيتها العامة، التحقيق بالمؤسسات التربوية التي سجل بها “تباين” ملحوظ بين نتائج التلاميذ المحصل عليها خلال السنة الدراسية ونتائجهم في امتحان شهادة التعليم المتوسط، دورة 2025، لأجل الوقوف عن قرب على حقيقة “التقييمات الفصلية”، والتحري في ما إذا كان هناك تجاوز أو “تهاون” في ضبط العلامة المدرسية، قصد تحقيق عدة أهداف من أبرزها ضمان مصداقية “التقويم” وضبط الأداء التربوي، والعمل على محاربة ما يعرف بـ”تضخيم النقاط”، إن وجد.
أفادت مصادر “الشروق”، أن نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط لدورة جوان 2025، قد كشفت عن “مفارقات تربوية”، حيث تم رصد، في حالات كثيرة، فوارق شاسعة بين ما أظهرته كشوف الامتحان الوطني وبين معدلات السنة الدراسية أي النتائج المحصل عليها من قبل التلاميذ خلال الفصول الدراسية الثلاثة، ما فتح باب الجدل على مصراعيه حول مصداقية التقييم المدرسي وجدوى التقويم المستمر في صورته الحالية.
وفي هذا الشأن، أبرزت مصادرنا بأن هذه المعيطات قد دفعت بالمفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، إلى إيفاد لجان تفتيش متخصّصة، للتحقيق بالمتوسطات التي سجل بها “تفاوت” بين نتائج التلاميذ في السنة الدراسية والمعدلات المحصل عليها في شهادة “البيام”، خاصة بعدما لوحظ في بعض المؤسسات التربوية، خاصة الواقعة بالمدن الكبرى، أن متعلمين تحصلوا طيلة السنة الدراسية على نقاط مرتفعة جدا في أغلب المواد، وتراجعوا بشكل ملفت للانتباه في الاستحقاق الوطني، أو لم يتمكّنوا حتى من اجتياز “العتبة” المطلوبة للنجاح.
هذه الوضعية، التي تم تداولها على نطاق واسع، لم تمر مرور الكرام بوزارة التربية الوطنية، بل أثارت قلقا كبيرا داخل أوساط التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، بحيث اعتبر المستشارون أن التلميذ في هذه الحالة هو ضحية ما يعرف بـ”الوهم التربوي”، حيث انهار عند أول اختبار وطني جدّي.
ومن هذا المنطلق، أكدت ذات المصادر على أن تحرك المفتشية العامة، والتي أمرت بإجراء “تحريات” في فوارق النتائج، الهدف منه هو الوقوف على حقيقة “التقييمات الفصلية”، والتحقق في ما إذا كان هناك تجاوز في ضبط العلامة المدرسية، خاصة وأن الوصاية بجميع مصالحها تسعى جاهدة لبلوغ عدة غايات من أبرزها ضمان مصداقية “التقويم” وضبط بدقة الأداء التربوي، على اعتبار أن العلامة المدرسية، لم تعد مجرد رقم يدوّن على كشف النقاط، بل معيارا حيويا في توجيه التلميذ، وفي رسم مساره العلمي والمهني لاحقا، ومرآة صادقة تعكس مستواه الحقيقي، وتؤهله لمسارات مستقبلية متناسبة مع مؤهلاته العلمية.
تضخيم النقاط.. حين تتحوّل العلامة إلى مجاملة
وفي نفس السياق، لفتت المصادر نفسها إلى أن القراءة الأولية التي قدّمتها عدة مراكز توجيه وإرشاد مدرسي ومهني، تشير إلى أن هناك بعض مؤسسات التربية والتعليم، عمومية وخاصة، قد تجاوزت الحد المقبول في “تضخيم النقاط”، ما أدى إلى خلق صورة زائفة ومغلوطة عن مستوى التلاميذ، وأربك عملية التوجيه المدرسي، والتي تعتمد على التقييمات الفصلية كمرجعية أساسية.
وفي هذا الصدد، عبّر أخصائيون نفسانيون ومستشارو توجيه مدرسي ومهني، عن امتعاضهم مما وصفوه بـ”تزييف الواقع التربوي”، حيث قال أحد المستشارين على مستوى مديرية تربية بوسط البلاد، رفض الإفصاح عن اسمه: “نعتمد في تحليلنا على سلسلة المؤشرات النفسية والبيداغوجية، أبرزها نتائج الفصول الدراسية الثلاثة، لكننا تفاجأنا بتلاميذ كان يصنّف بعضهم في خانة الامتياز، بينما هم بالكاد عبروا عتبة النجاح في امتحان شهادة المتوسط، هذا لا يمكن تفسيره إلا بوجود خلل في التقييم اليومي”.
وبخصوص مؤسسات التربية والتعليم الخاصة، أوضحت مصادرنا بأن مراكز التوجيه قد وقفت أيضا على وجود مدارس تقوم بمنح نقاط مبالغ فيها لأجل التسويق لنفسها كمؤسسات ناجحة ومتفوّقة، غير أن نتائج امتحان شهادة “البيام”، قد جاءت لتفضح هذه “الصورة الزائفة”، وتكشف ضعفا حقيقيا في مستوى التحصيل الفعلي لبعض تلامذتها.
واستناد لما سلف، حذرت مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، من الآثار النفسية لهذه الفجوة بين التقييمين، إذ قد يصاب التلميذ بخيبة أمل، قد تؤثر سلبا على مشواره الدراسي في الطور الثانوي، كما أن قرارات التوجيه المعتمدة على النقاط الفصلية قد تضعه في شعب لا تتوافق مع قدراته الحقيقية، ما يرفع من خطر الفشل والتعثر أو التسرب المدرسي لاحقا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post تحريات في فوارق النتائج بين المعدلات السنوية و”البيام” appeared first on الشروق أونلاين.