ذكريات بحجم عظمة ثورة!
لا يملك شرف الحديث عن الجغرافيا المقدّسة إلا شعب خطّ تاريخه بالدماء، ووشمه ببطولات تفيض بالتضحيات. فالأوطان لا تُقاس بحدودها الترابية، بل بما تحمله ذاكرتها من ملاحم صنعت وجودها ورسّخت مكانتها بين الأمم. في مثل هذا اليوم العظيم، 20 أوت 1956، اجتمعت إرادة الرجال في ملحمة مضاعفة: انتفاضة الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام. يومها، أراد الاستعمار …

لا يملك شرف الحديث عن الجغرافيا المقدّسة إلا شعب خطّ تاريخه بالدماء، ووشمه ببطولات تفيض بالتضحيات. فالأوطان لا تُقاس بحدودها الترابية، بل بما تحمله ذاكرتها من ملاحم صنعت وجودها ورسّخت مكانتها بين الأمم.
في مثل هذا اليوم العظيم، 20 أوت 1956، اجتمعت إرادة الرجال في ملحمة مضاعفة: انتفاضة الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام. يومها، أراد الاستعمار أن يخنق أنفاس الثورة، فإذا بالجزائر تنتفض لتؤكد أن ثورة المليون ونصف المليون شهيد ليست صرخة إقليم ضيّق، بل صوت أمة بأكملها. من الشمال القسنطيني ارتفع النداء، ومن الصومام تكرّست وحدة الثورة وتنظيمها، لتغدو الجزائر مثالًا خالدًا على أن الشعوب الحيّة تولد دومًا من رحم التضحيات.
واليوم، وفي الذكرى المزدوجة، تستعيد الجزائر مجدها لتذكّر العالم أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بدماء الشهداء وصمود الرجال. وفي رسالته إلى الشعب الجزائري، جدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التأكيد على أن جزائر اليوم خير خلف لخير سلف، وأننا على عهد الشهداء باقون، أوفياء لمسيرة التحرير، ماضون على درب البناء.
ففي ذاكرة 20 أوت، تتجدّد جذوة الثورة، ويتجدّد معها الإيمان بأن الجزائر وطن لا يموت، لأنه كُتب بمداد الدماء وصُنع من صلابة الرجال.