تحوّل لافت: بيرس مورغان من مهاجمة حماس إلى مهاجمة الكيان الصهيوني

أثارت مقابلة الإعلامي البريطاني بيرس مورغان مع سفيرة إسرائيل في المملكة المتحدة، تسيبي حوطوبيلي، جدلاً واسعًا داخل الأوساط الإعلامية والسياسية، بعدما وجّه لها سؤالًا مباشرًا حول عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة، ما أدى إلى ردود فعل متباينة داخل إسرائيل وخارجها.

وخلال اللقاء الذي بُثّ على الهواء مباشرة عبر قناة “TalkTV”، طرح مورغان سؤالًا قال فيه: “كم طفلاً قتلتم في غزة؟“، وهو ما أثار توتراً في أجواء المقابلة، خصوصًا بعد محاولة السفيرة تجنّب الإجابة بالتأكيد أن “إسرائيل لا تقتل الأطفال”. وردّ مورغان قائلاً: “بل تقتلون الأطفال كل يوم، لماذا تتظاهرين بغير ذلك؟“، مضيفًا أن إسرائيل “تعرف عدد قتلى حماس بدقة، لكنها لا تعرف عدد الأطفال الذين قتلوا، وهذا نفاق“، حسب تعبيره.

وتُعد هذه المقابلة تحوّلًا لافتًا في نبرة الإعلامي البريطاني، الذي كان يُعرف بمواقفه الداعية إلى إدانة حماس في معظم حواراته السابقة، خاصة مع الضيوف العرب والمسلمين.

غير أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، دفع مورغان إلى إعادة النظر في مواقفه، وتبنّي خطاب أكثر انتقادًا للسياسات الإسرائيلية.

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت المقابلة بـ”الاستثنائية وغير المسبوقة”. وكتب الصحفي عراد نير في القناة 12 الإسرائيلية أن بيرس مورغان “أعاد التفكير في كل شيء بعدما شاهد الصور القادمة من غزة”،

فيما اعتبر الكاتب أوري مسغاف في صحيفة “هآرتس” أن المقابلة كانت لحظة مؤلمة للرأي العام الغربي، قائلاً إن مورغان “ظهر غاضبًا ومنفعلاً، مقابل أداء بارد من السفيرة الإسرائيلية

ويأتي هذا التغيير في موقف مورغان ضمن سياق أوسع يشهد تنامي أصوات إعلامية وشخصيات عامة في الغرب باتت تطرح أسئلة أكثر صراحة حول العمليات العسكرية الإسرائيلية، وحقوق المدنيين الفلسطينيين.

وكانت مقابلات سابقة مع ضيوف عرب ومسلمين قد شهدت رفضًا لما وصفو بـ”الازدواجية في الخطاب الإعلامي”، حيث رفض العديد منهم الإدانة الانتقائية، وأصرّوا على تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين

ويُنظر إلى هذه التحولات على أنها جزء من موجة وعي متزايدة في المجتمعات الغربية، تُطالب بمزيد من التوازن في التغطية الإعلامية، وبمواقف واضحة تجاه حماية المدنيين ورفض استهدافهم في مناطق النزاع.

بقلم محمد هواشم

ظهرت المقالة تحوّل لافت: بيرس مورغان من مهاجمة حماس إلى مهاجمة الكيان الصهيوني أولاً على الحياة.