حديقة النباتات بمسقط, مشروع رائد للمحافظة على الثروة النباتية و ترقية السياحة بالسلطنة

مسقط - يعتبر مشروع حديقة النباتات العمانية, و هو عبارة عن محمية طبيعية حقيقية توشك على فتح ابوابها أمام الجمهور, مشروعا رائدا للمحافظة على الثروة النباتية و البيئة الى جانب ترقية السياحة و التعريف بتراث هذا البلد. وتقدم وزارة السياحة و التراث بصفتها صاحبة هذا المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدرب430 هكتارا بمنطقة الخوض على سفوح الجبال الحجرية غربي العاصمة مسقط, على أنها تجربة فريدة من نوعها على المستوى العالمي, لاختصاص الحديقة "حصرا" في جمع النباتات العمانية من مختلف بيئات البلاد و غرسها بالحديقة, مما يعطي للمشروع أبعادا سياحية وعلمية وتراثية, حسب مدير المشروع محمد الزجالي. وخلال زيارة لهذا الصرح البيئي, كشف القائمون على المشروع أن الحديقة تهدف اساسا إلى الحفاظ على النباتات المحلية و الاشجار المثمرة المستقدمة من مختلف البيئات بالسلطنة وعرضها في  تصميم يعكس البيئات الملائمة لاستزراعها على غرار الصحاري الرملية, المرتفعات الجبلية وغابات الضباب الموسمية. وعمل مصممو هذه المحمية الطبيعية, التي لها طاقة استيعاب اجمالية تقدر ب5000 زائرا يوميا, نهاية السنة الجارية, على توفير المناخ الملائم لكل نبتة باستعمال تقنيات عصرية متطورة وتخضع دوريا لمراقبة هيئات عالمية مختصة في الحياة البرية و الحدائق, حسب توضيحات مدير المشروع. وقال المدير في هذا السياق أن المؤشرات الاولى لنجاح هذا المشروع النهضوي يتجلى في تمكن فريق البحث من احصاء 1457 نبتة عمانية استقدمت من سبعة بيئات مختلفة بالسلطنة و إعادة غرسها و تثمينها و اكتشاف 100 صنف منها نادرة لا تنمو الا في سلطنة عمان, معتبرا الحديقة النباتية انجازا بيئيا بامتياز يسمح بمقاومة اندثار النباتات النادرة. ويرفع اصحاب المشروع الذي انطلق سنة 2006 بتوجيهات السلطان الراحل قابوس بن سعيد و يلقى دعما "قويا" من قبل السلطان الحالي للبلاد, هيثم بن طارق, تحدي جعل هذه الحديقة من بين الاكبر على المستوى العالمي و الاكثر تطورا و الأكبر في العالم العربي, حسب نفس المصدر. وإضافة إلى كونها خزانا للنباتات, تكمن أهمية الحديقة في احتوائها على عدة هياكل منها مركزا للأبحاث في علم النباتات و مركزا للدراسات الميدانية, ومشتلة و بيئات خارجية و مركزا للبيئات الخارجية فضلا عن بيوت عملاقة شفافة و مغلقة بمساحة 34 الف متر مربع لكل واحدة منها, تمثل كل من بيئة الجبال الشمالية وبيئة الجبال الجنوبية بتقنيات متطورة تسمح بنمو نباتات تلك البيئات بدرجات معينة من التكييف والرطوبة و أشعة الشمس. ويمكن للزوار أيضا الاستفادة من مركز خاص بهم وحديقة تعليمية للاطفال و اماكن للراحة و الترفيه وفقا للثقافة و العادات العمانية إلى جانب فنادق. ولقد استعان القائمون على المشروع بخبرات اجنبية عالية المستوى لتصميم المباني الشفافة التي تسمح بتوفير المناخ الملائم لكل أصناف النباتات خاصة الفريدة من نوعها, حسب بيئتها, باستعمال الطاقات البديلة, إذ تتوفر الحديقة على 11 ألف لوحة شمسية لتزويد هذه المحمية الطبيعية بنسبة 20 بالمائة من حاجياتها الاجمالية للطاقة الكهربائية, حسب السيد الزجالي. ويعد هذا المشروع البيئي الضخم من المشاريع التي تعول عليها سلطنة عمان في سياستها لحماية البيئة و المحافظة على التنوع النباتي و غرس ثقافة حب الطبيعة لدى النشء بفلسفة تمزج بين الاصالة و العصرنة للحفاظ على هويتها في هذا المجال. ويستلهم اصحاب المشروع "غير التجاري" حرصهم و اهتمامهم بمسالة الهوية الثقافية من خلال العمل على تثمين النباتات المحلية و المحافظة عليها انطلاقا من الإستراتيجية التي انتهجتها السلطنة في سبعينات القرن الماضي مع تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد مقاليد الحكم او ما يسمى في عمان ب"عصر النهضة" التي اتخذت أدوات عصرية و إستمدت مقوماتها من تراث و حضارة العمانيين الأصيلة, كما خلص بالقول السيد الزجالي.  

مايو 7, 2025 - 19:36
 0
حديقة النباتات بمسقط, مشروع رائد للمحافظة على الثروة النباتية و ترقية السياحة بالسلطنة
حديقة النباتات بمسقط, مشروع رائد للمحافظة على الثروة النباتية و ترقية السياحة بالسلطنة

مسقط - يعتبر مشروع حديقة النباتات العمانية, و هو عبارة عن محمية طبيعية حقيقية توشك على فتح ابوابها أمام الجمهور, مشروعا رائدا للمحافظة على الثروة النباتية و البيئة الى جانب ترقية السياحة و التعريف بتراث هذا البلد.

وتقدم وزارة السياحة و التراث بصفتها صاحبة هذا المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدرب430 هكتارا بمنطقة الخوض على سفوح الجبال الحجرية غربي العاصمة مسقط, على أنها تجربة فريدة من نوعها على المستوى العالمي, لاختصاص الحديقة "حصرا" في جمع النباتات العمانية من مختلف بيئات البلاد و غرسها بالحديقة, مما يعطي للمشروع أبعادا سياحية وعلمية وتراثية, حسب مدير المشروع محمد الزجالي.

وخلال زيارة لهذا الصرح البيئي, كشف القائمون على المشروع أن الحديقة تهدف اساسا إلى الحفاظ على النباتات المحلية و الاشجار المثمرة المستقدمة من مختلف البيئات بالسلطنة وعرضها في  تصميم يعكس البيئات الملائمة لاستزراعها على غرار الصحاري الرملية, المرتفعات الجبلية وغابات الضباب الموسمية.

وعمل مصممو هذه المحمية الطبيعية, التي لها طاقة استيعاب اجمالية تقدر ب5000 زائرا يوميا, نهاية السنة الجارية, على توفير المناخ الملائم لكل نبتة باستعمال تقنيات عصرية متطورة وتخضع دوريا لمراقبة هيئات عالمية مختصة في الحياة البرية و الحدائق, حسب توضيحات مدير المشروع.

وقال المدير في هذا السياق أن المؤشرات الاولى لنجاح هذا المشروع النهضوي يتجلى في تمكن فريق البحث من احصاء 1457 نبتة عمانية استقدمت من سبعة بيئات مختلفة بالسلطنة و إعادة غرسها و تثمينها و اكتشاف 100 صنف منها نادرة لا تنمو الا في سلطنة عمان, معتبرا الحديقة النباتية انجازا بيئيا بامتياز يسمح بمقاومة اندثار النباتات النادرة.

ويرفع اصحاب المشروع الذي انطلق سنة 2006 بتوجيهات السلطان الراحل قابوس بن سعيد و يلقى دعما "قويا" من قبل السلطان الحالي للبلاد, هيثم بن طارق, تحدي جعل هذه الحديقة من بين الاكبر على المستوى العالمي و الاكثر تطورا و الأكبر في العالم العربي, حسب نفس المصدر.

وإضافة إلى كونها خزانا للنباتات, تكمن أهمية الحديقة في احتوائها على عدة هياكل منها مركزا للأبحاث في علم النباتات و مركزا للدراسات الميدانية, ومشتلة و بيئات خارجية و مركزا للبيئات الخارجية فضلا عن بيوت عملاقة شفافة و مغلقة بمساحة 34 الف متر مربع لكل واحدة منها, تمثل كل من بيئة الجبال الشمالية وبيئة الجبال الجنوبية بتقنيات متطورة تسمح بنمو نباتات تلك البيئات بدرجات معينة من التكييف والرطوبة و أشعة الشمس.

ويمكن للزوار أيضا الاستفادة من مركز خاص بهم وحديقة تعليمية للاطفال و اماكن للراحة و الترفيه وفقا للثقافة و العادات العمانية إلى جانب فنادق.

ولقد استعان القائمون على المشروع بخبرات اجنبية عالية المستوى لتصميم المباني الشفافة التي تسمح بتوفير المناخ الملائم لكل أصناف النباتات خاصة الفريدة من نوعها, حسب بيئتها, باستعمال الطاقات البديلة, إذ تتوفر الحديقة على 11 ألف لوحة شمسية لتزويد هذه المحمية الطبيعية بنسبة 20 بالمائة من حاجياتها الاجمالية للطاقة الكهربائية, حسب السيد الزجالي.

ويعد هذا المشروع البيئي الضخم من المشاريع التي تعول عليها سلطنة عمان في سياستها لحماية البيئة و المحافظة على التنوع النباتي و غرس ثقافة حب الطبيعة لدى النشء بفلسفة تمزج بين الاصالة و العصرنة للحفاظ على هويتها في هذا المجال.

ويستلهم اصحاب المشروع "غير التجاري" حرصهم و اهتمامهم بمسالة الهوية الثقافية من خلال العمل على تثمين النباتات المحلية و المحافظة عليها انطلاقا من الإستراتيجية التي انتهجتها السلطنة في سبعينات القرن الماضي مع تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد مقاليد الحكم او ما يسمى في عمان ب"عصر النهضة" التي اتخذت أدوات عصرية و إستمدت مقوماتها من تراث و حضارة العمانيين الأصيلة, كما خلص بالقول السيد الزجالي.