خطوط وذكريات

تحسب للعبد الصالح ابن عطاء الله الاسكندري – رحمه الله – قوله : “إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك”. ولا شك في أن أشرف مكان يتطلع إليه الإنسان السوي، وأجلّ عمل يقوم به هو الحياة في جو كتاب الله – عز وجل وخدمته، ونشره، لأنه أقوم كتاب ناطق بالحق وداع إليه. […] The post خطوط وذكريات appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 11, 2025 - 18:39
 0
خطوط وذكريات

تحسب للعبد الصالح ابن عطاء الله الاسكندري – رحمه الله – قوله : “إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك”. ولا شك في أن أشرف مكان يتطلع إليه الإنسان السوي، وأجلّ عمل يقوم به هو الحياة في جو كتاب الله – عز وجل وخدمته، ونشره، لأنه أقوم كتاب ناطق بالحق وداع إليه.
وممن عاشوا لخدمة كتاب الله – عز وجل- العبد الصالح – ولا نزكي على الله أحدا – الأخ الدكتور محمد بن سعيد شريفي، الذي شرفه الله – سبحانه وتعالى- فهداه إلى خير عمل وعلم في قلبه خيرا فيسره لليسرى، وأتاه خيرا، ومن هذا الخير كتابته كتاب الله عدة مرات، بخط جميل يشرح الصدر ويمتع النظر .
وفق الله الأخ محمد إلى تسجيل تجربته في الحياة، ومع كتاب الله في كتاب اختار له عنوانا هو : “خطوط وذكريات”، وبالتالي فهو يندرج في موضوع “أدب المذكرات”، لأنه يتناول حياته بطريقة فنية “غير مملة من بدايتها في 1935 إلى الآن، حيث بلغ التسعين، فكان من المشمولين بحديث من لا ينطق عن الهوى القائل: “خيركم من طال عمره وحسن عمله”.
إن هذا الحسن من أثر التربية الحسنة الصالحة في الأسرة وفي “المجتمع المسجدي”، وقديما قال شاعر : إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ومن خطإ جاد الشوك بالورد لقد تفضل الأخ محمد فأتحفني بنسخة من كتابه الجميل، الذي وفقت “دار الإمام مالك” فنشرته في حلة قشيبة تسر الناظرين، فشكرا للأخ محمد على هديته القيمة مبنى ومعنى.
لقد عرفت الأخ محمد منذ بداية الثمانينيات، أي منذ أربعين عاما ونيف، فكان كالمعدن الأصيل لم يتسنّه، فما علمت عنه – سمعا ومخالطة ظعنا وإقامة – إلا خيرا، فثبته الله على ذلك إلى أن تلتحق ورقاؤُهُ بعالمها الأسمى، وقد ترك ما يخلد اسمه في الدنيا، ويجعله في الآخرة ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه برحمة الرحمان.
إن الأخ محمد هو مجموعة من الأخلاق الحسنة يتوجها خلق التواضع العزيز بالله – عز وجل- فهو ممن يمشون على الأرض هونا، ولهذه الأخلاق النبيلة الرضية أصررت على أن يشرفني بكتابة عنوان أول كتبي القليلة، وهو: «من وحي البصائر»، فَغَطَّى بكتابته الجميلة ما اعتراه من نقص.
ومن أخلاق الدكتور الحسنة تجاوزه عن الخطأ غير المتعمد، ومن ذلك أنه استكتب ليشارك بكلمة في الكتاب التذكاري الذي بادر به ثلة من طلبتي وأحبتي، فكتب كلمة رآني فيها بعين الرضا وبقلب سليم، ولكن الشيطان غار منها فأسقطها من الكتاب فكان أبتر. ولكن الأخ محمد لم يغضب ولم يعتب، وقد أحسن إذ أعاد نشرها في كتابه هذا في الصفحة 450.
فجزاه الله خيرا على حسن ظنه بأخيه الذي يعرف أنه يحبه حبين، على مذهب رابعة العدوية، حبا خاصا به، وحبا من أجل والد الشيخ سعيد شريفي، الذي لا أنسى -ما حييت – زيارته لي على كرسي متحرك، وقد شارف القرن، عندما مسني الضر، وألزمني الفراش.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post خطوط وذكريات appeared first on الشروق أونلاين.