رؤية 2030

الجزائر، وهي في قلب الأحداث والمتغيرات الجارية قاريا وعالميا، تعرف وتواجه التحولات الحالية والمستقبلية بإدراك على أن “الفوضى الخلاقة” للعالم لم تعد قائمة كما كانت عليه قبل 2005، لأن هذه التحولات الداخلية والخارجية بدأت تدب حتى في أوصال القوى التي أوصلت القوى المستضعَفة إلى هذا الحد من قبول التغيير من الخارج لتفجِّر الضغط الداخلي لشعوب […] The post رؤية 2030 appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 14, 2025 - 16:14
 0
رؤية 2030

الجزائر، وهي في قلب الأحداث والمتغيرات الجارية قاريا وعالميا، تعرف وتواجه التحولات الحالية والمستقبلية بإدراك على أن “الفوضى الخلاقة” للعالم لم تعد قائمة كما كانت عليه قبل 2005، لأن هذه التحولات الداخلية والخارجية بدأت تدب حتى في أوصال القوى التي أوصلت القوى المستضعَفة إلى هذا الحد من قبول التغيير من الخارج لتفجِّر الضغط الداخلي لشعوب منهكة اقتصاديا وسياسيا بفعل أفاعيل الطغم الحاكمة والفساد المستشري في أوصال الأنظمة ومؤسساتها.
الجزائر تريد أن تعبُر معبر الجيل الثاني لثورة التحرير، جيل 1954، نحو الجيل الثالث بأريحية، تصورا وعملا، كون ما ضيِّع من وقت ومقدرات ومكتسبات سنوات الإرهاب والتدمير الذاتي عبر الفساد ونهب الأوليغارشيات المالية السياسية لمقدرات الشعب والخزينة العمومية، لا يمكن تعويضه إلا بعمل جديد، جدي وقوي ودءوب، وهذا ما تحاول السلطة الحالية القيام به، من دون أن يعني ذاك أن ذلك يسير على بساط الريح، لما يوجد من كوابح وعراقيل ومعوقات مستدامة لا يمكن الإجهاز عليها إلا بصبر وعمل متأن ودائم وطويل.
الجزائر الحالية، تدرك طابع التحديات التي تواجهها، أمنيا واقتصاديا، عبر حدودها مترامية الأطراف وعبر مواقفها المستقلة غير المنحازة، وطريقها السياسي السيادي، وهي تعرف أن مستقبل العالم ليس للضعفاء قطعا، وأن الأمن الوطني كل متكامل، يبدأ من الاستقلال السياسي والسيادة الوطنية على الإقليم والحدود وربوع التراب الوطني، وينتهي بالاستقلال الاقتصادي والمالي والغذائي، وهذا ما تعكف عليه بقوة رغم المنغصات الدولية والفرامل التي يجابهها البلد على كل الصعد، بما فيها الأصعدة السياسية، لاسيما مع جبهة لوبيهات الاقتصاد السياسية المرتبطة عضويا وبنيويًّا بمستعمِر الأمس، وتحالفاته المظلمة مع قوى الظلام الشامتة الطامعة والطامحة في رؤية البلد ينهار كما حدث قبل 30 سنة، سنوات الدم والنار والحصار.
الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والإبادة في غزة، والعدوان على إيران وسورية واليمن ولبنان، وأطماع الكيان في التوسُّع على حساب الجيران، رغم الضعف الهيكلي الذي ينخر جسده المتآكل داخليا، الواقف صوريًّا كنمر من ورق، بفعل الدعم السخي الأمريكي، كل ذلك، تبني عليه الجزائر استراتيجية 2030، التي تضمن الخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي، والولوج بسرعة إلى عالم الدول النامية، بشراكة قوية مع الاقتصادات النامية الدولية والإقليمية بدءا من آسيان مرورا بتكتلات اقتصادية بديلة عن تكتُّل الهيمنة الغربي، الأوروبي والأمريكي. هذا التوجُّه وهذا التحدي، قد نرى بداية نتائجه خلال السنوات الثلاث المقبلة، وقد تكون سنة 2030، سنة كل التحولات في كل بلدان العالم، بدءا من شمال افريقيا وصولا إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط وشرق المتوسط، مما يعني أن حركة التغير قد بدأت تتسارع مع دخول عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، مرحلة نهاية الجيل الثاني ودخول الجيل الثالث، التي تعني الدخول في هزات اجتماعية وسياسية واضطرابات، تبدأ في المناطق الأكثر استقرارا على مدار 80 سنة، ومن بينها كيان دولة الاحتلال، ودول أخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومن بينها الجزائر.
الجزائر الواقفة اليوم على أرضية صلبة لا تخلو من اهتزازات تحتية يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها بفعل ترشيد العمل الاقتصادي والسياسي وتقوية اللحمة الاجتماعية، فيما قد نرى خللا بنيويا واضحا في دول الجوار جنوبا وغربا وشرقا، يمكن أن تتحكم في سد فراغات ذاك وفقط من خلال عمل مغاربي وقاري وجواري وطني، بعيدا عن الحسابات الضيقة النرجسية العقيمة التآمرية، التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من تفكك الروابط وتعطيل مسار التنمية العربي والإفريقي والإقليمي بشكل عامّ.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post رؤية 2030 appeared first on الشروق أونلاين.