رشيد بوجدرة “للوطنية تيفي”: تبون مثقف ومواقف الجزائر مشرفة

أبدى المُجاهد والكاتب والروائي الكبير رشيد بوجدرة، فخره واعتزازه بـ “مواقف الجزائر المشرفة من القضايا التحررية في العالم وخص بالذكر القضية الفلسطينية”، ووصف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدى نُزوله ضيفًا على بـ “الرجل المثقف الذي يحترم الأدباء والمثقفين”، وعاد بوجدرة لدى نزوله ضيفًا على قناة “الوطنية تي في” للحديث عن طفولته ودراسته في مدرسة […] The post رشيد بوجدرة “للوطنية تيفي”: تبون مثقف ومواقف الجزائر مشرفة appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 29, 2025 - 17:07
 0
رشيد بوجدرة “للوطنية تيفي”: تبون مثقف ومواقف الجزائر مشرفة

أبدى المُجاهد والكاتب والروائي الكبير رشيد بوجدرة، فخره واعتزازه بـ “مواقف الجزائر المشرفة من القضايا التحررية في العالم وخص بالذكر القضية الفلسطينية”، ووصف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدى نُزوله ضيفًا على بـ “الرجل المثقف الذي يحترم الأدباء والمثقفين”، وعاد بوجدرة لدى نزوله ضيفًا على قناة “الوطنية تي في” للحديث عن طفولته ودراسته في مدرسة الصادقية وقصة نضاله مع جبهة التحرير الوطني، وقال إنه “كان يقتني السلاح من برشلونة ويوصله إلى الجزائر من أجل استعماله في النضال المسلح”.

 

ما هو السر وراء بقاءك شاب ومشاكس مثلما كان وهذه المشاكسة تخفي بين طياتها الحكمة والبصيرة؟

في الحقيقة سؤال صعب، لكن هذا السر يعود إلى طبيعتي ومزاجي وأنا مشاكس منذ صغري وترعرعت في أكناف حرب التحرير الجزائرية وقد صقلت شخصيتي، لكن أظن أن هناك أمرًا لعب دورًا كبيرًا هو دراستي في المدرسة الصادقية في تونس وهي مدرسة عظيمة وأكبر المدارس في المغرب العربي إذ كانت تضم طلبة من الجزائر وتونس والمغرب، فيها تعلمنا الكثير من الأمور لأنها كانت عبارة عن مدرسة ازدواجية (العربية والفرنسية) وحتى الرياضة كنا ندرسها باللغة العربية والفرنسية.

أنت ولدت في مدينة عين البيضاء كم مكثت فيها؟

في الحقيقة لم أمكث فيها طويلا، ثم انتقلت إلى ولاية قسنطينة حيث درست فيها مرحلة التعليم الابتدائي.

ما هي الصورة التي لازلت تحتفظ بها على مدينة قسنطينة؟

في الحقيقة مدينة قسنطينة هي أجمل مدن العالم، كنت أعيش في قصبة قسنطينة وهو حي شعبي كبير يضم مختلف الأجناس المسلمين واليهود والمسيحين.

في بعض أعمالك كنت تعود دائما إلى صورة الوالد كيف كانت العلاقة معه؟

كانت علاقتي مع والدي واقعية جدًا وأكن له احتراما كبيرا وأنا منبهر به لأنه كاش شخص مثقف إذ كان يُزاول دروسه في حلقة ابن باديس، وكان وطنيا وغيورا على وطنه أمه وعُرف بكثرة السفر.

لماذا قررت متابعة دراستك في مدرسة الصادقية مثلا ولم تختر مدرسة الزيتونة مثلا؟

في الحقيقة مدرسة الزيتونة كان يقصدها الطلبة الجزائريين الفقراء وأنا في لم أكن فقيرا والدي كان تاجرًا ثريًا، والولوج إلى مدرسة الصادقية كان أمر صعب للغاية.

كم مكثت في تونس؟

مكثت فيها 7 سنوات أي إلى غاية اجتيازي لشهادة البكالوريا أي أنني اجتزتها في سنة 1959.

كيف كانت بداية تشكل الوعي الوطني لديك؟

كان والدي شخصًا مهوسًا بالسياسة ويقرأ الكثير من الجرائد ويتداول على الأحزاب الوطنية وهمه الوحيد استقلال البلاد.

خلال تلك الفترة كيف تشكلت قصتك مع الثورة الجزائرية؟

عندما كنا في مدرسة الصادقية كنا ملزمين بالدخول إلى خلايا جبهة التحرير الوطني وبعد اجتيازي لشهادة البكالوريا كان يطلب من الطلبة الجزائريين الحائزين على الشهادة الاختيار بين هذين الخيارين: استكمال المسار الجامعي في إحدى الجامعات أو الالتحاق بالثورة، وأنا قررت الالتحاق بالثورة وحينها تعرضت لإصابة على مستوى الرجل بمنطقة تُسمى “عين السبالة” تقعُ بالقرب من الحدود الشرقية مع تونس ثم انتقلت إلى العلاج في موسكو لأن الجرح كان خطير جدًا إذ أن الأطباء كانوا يفكرون في بتر ساقي.

وبعد إقامتي في روسيا لمدة 6 أشهر، عينت كممثل لشباب جبهة التحرير الوطني في بكين ومكثت فيها تقريبا لمدة سنة تقريبا وكنت حينها مكلف بالدعاية للثورة، وقد حظيت مرارا وتكرارًا باستقبال من طرف ماو تسي تونغ وكان شخصية قاسية وصريحًا للغاية.

ومن الشخصيات الجزائرية التي التقيتها كريم بلقاسم كان يأتي إلى بكين، ومن الذين تحدثت معهم فرانز فانون كان بمثابة الأب بالنسبة لنا وأيضا رضا مالك الذي كانت تربطني به علاقة متينة.

ما الذي لازالت تحتفظ به عن فرانز فانون؟

فرانز فانون دائما سيبقى دائمًا راسخًا في ذاكرتي لأنه قال أشياء مفيدة عن للثورة الجزائرية أو الاستعمار والامبريالية.

وهناك أيضًا شخصية أخرى وهُو رضا مالك ما قولك فيه؟

رضا مالك تعرفتُ عليه لأول مرة في بكين والتقيت به أيضا في الاتحاد السوفياتي، وبعد الاستقلال شغل منصب سفير في كثير من البلدان مثل باريس وواشنطن، وأتذكر أنني كنت في رحلة إلى واشنطن وهو حينها كان سفيرا هناك فصعد إلى الطائرة واستقبلني شخصيا عكس السفراء الآخرين.

بالإضافة إلى فرانز فانون الذي اشتهر بدوره في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، من هم المثقفون الوطنيون الذين لعبوا نفس الدور؟

يمكن الإشارة إلى مُصطفى الأشرف، وبالنسبة لمالك بن نبي صراحة لم تكن تربطني علاقة به لأن اتجاهه السياسي مختلف لكنه كان رجعيا ومتدنيا.

يوم الاستقلال أين كان رشيد بوجدرة مُتواجدًا؟

كنت متواجدًا في برشلونة من أجل اقتناء السلاح وايصاله إلى الجزائر وكنت أتعامل مع أشخاص مخفيين في جبهة التحرير وجيش التحرير لكن ما كنت أعلمه أن هذه المجموعة كانت تابعة لعبد الحفيظ بوصوف، ولدى عودتي إلى الجزائر اتجهت نحو مسقط رأسي مدينة عين البيضاء حيث كانت مُتواجدة والدتي التي لم أرها منذ عشرة سنوات تقريبا، وقد كانت رائعة، جميلة وشقراء وكانت طيبة مقهورة لأن والدي تزوج عليها عدة مرات وتتقن الحديث باللغة العربية والأمازيغية وأتذكر أنني أنا من علمتها الكتابة.

بالعودة إلى فترة الاستقلال، هل بإمكانك أن تعطيني شهادة مُقتضبة على الأزمة السياسية التي كانت قائمة أنذاك بين الولايات وجيش الحدود؟

في تلك الفترة أتذكر أنني كنت في غيبوبة الممزوجة بالفرح بالاستقلال وهذه الأمور صراحة كانت خارج نطاق اهتمامنا لكنها بعدها وعندما اتسعت رُقعتها اهتممنا بها مثلا عارضنا انقلاب 19 جوان 1965 كنا ضده.

وما يميز تلك الفترة التي أعقبت الاستقلال هي الحرية المطلقة، وفي تلك الفترة أتذكر أنني كنت منخرطا في اتحاد الطلبة الجزائريين الذي لعب دورا كبيرا وأتذكر أيضا أنه تبنى موقف نقدي بعد أحداث جوان 1965 وهناك ممن زُج بهم في السجن من بينهم أنا، وبعد خروجنا تم تعييني في إحدى مدارس البليدة (بنات) درست الفلسفة والرياضيات كنت أدرسها للأطفال الصغار المبتدئين، وفي سنة 1968 غادرت الجزائر نحو فرنسا لعدة أسباب من بينها تهميش اليسار أما السبب الثاني فكان لغرض الدراسة من أجل الحصول على الدكتوراة.

رواية “الانكار” هي أول عمل فني لك، كيف كانت الظروف التي دفعتك للكتابة؟

بدأت في الحقيقة بالشعر ككل الكتاب، وكان أول ديوان شعري لي بعنوان “من أجل إغلاق نوافذ النوم” صدر عام 1965 كتبته باللغة الفرنسية رغم أنني كنت متحفظ من الشعر وأقرأ الروايات كثيرا، والكتابة هو حلم راودني منذ الطفولة لأنني في الحقيقة عشت طفولة سيئة للغاية فأبي كان إنسان متغطرس وقاسي جدًا إلى درجة أنني كنت أفر دائما من ضربه المستمر لي، فقط كان يمتلك عكازًا رأسه مشكل من الذهب فقد كان يضربني به وعشت أيضا تفاصيل القهر الذي عاشته أمي.

ولقد كتبت روايتي “الانكار” دفعة واحدة وفي فترة قصيرة جدًا لم تتجاوز أسبوعين لكنني كنت أكتب ليل نهار دون توقف رفقة زوجتي المختصة في الرياضيات، وأتذكر أنها نُشرت في غضون يومين فقط من طرف دار النشر “غاليمار“، والمهم أن جميع الروايات التي كتبتها وعددها 6 حررتها بمزاجي الشخصي بعيدًا عن أية ضُغوطات ما عدا مرتين وفي المرة الأخيرة ولأنهم رفضوا تمرير ما أردته غيرت دار النشر.

بعد صدور روايتك هل منعت من الدخول إلى الجزائر؟

كنت أظن أنني سأمنع ولكنني كنت مخطئ، وأتذكر أنني كنت أعيش خلال تلك الفترة في الرباط وجاء لرؤيتي المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة حتى أكتب له سيناريو “وقائع سنين الجمر” أبلغته أنني أخشى الدخول إلى الجزائر لكنه رد بالعكس وقال إنه “لا وجود لمشاكل تُذكر” وفعلا دخلنا إلى الأراضي الجزائرية، وذهلت بالاحترام الذي يكنه لي مسؤولون جزائريون على غرار الشادلي بن جديد الذي كان يستقبلني بحفاوة، ومن خلال لخضر حمينة التقيت بالرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان يتقن اللغة الفرنسية.

بالنسبة لحقبة بومدين كيف تقرأ التناقض الذي كان سائدًا أنذاك، ففي الوقت الذي كان فيه حزب واحد كانت هناك أصوات متعددة مثل كاتب ياسين وعبد القادر علولة؟

أنا أظن أنه وانطلاقا من الرئيس الراحل هواري بومدين والشادلي ومن تبعهم كانوا جميعهم يحترمون الأدباء والفنانين وكان هناك انبهار بهم.

نفترض أنه كان سيجمعك لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ما الذي كنت ستمرر له من رسائل؟

ما أود قوله في البداية أن للجزائر مواقف مشرفة سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو قضايا تحررية أخرى، والرئيس تبون رجل مثقف.

كتب الحوار: فؤاد ق

The post رشيد بوجدرة “للوطنية تيفي”: تبون مثقف ومواقف الجزائر مشرفة appeared first on الجزائر الجديدة.