روتايو يتنقل صاغرا إلى مسجد باريس تحت الضغط
نزل أخيرا وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، ضيفا على مسجد باريس الكبير، بعد أسابيع من الجدل رافق عدم تجاوبه مع الدعوة التي وجهها إليه عميد المسجد، شمس الدين حفيز، شهر رمضان المنصرم من أجل حضور إفطار، باعتباره وزيرا للأديان أيضا. ونشر عميد مسجد باريس فيديو لوزير الداخلية وهو يتجول في باحة المسجد وأروقته، أين تلقى […] The post روتايو يتنقل صاغرا إلى مسجد باريس تحت الضغط appeared first on الشروق أونلاين.


نزل أخيرا وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، ضيفا على مسجد باريس الكبير، بعد أسابيع من الجدل رافق عدم تجاوبه مع الدعوة التي وجهها إليه عميد المسجد، شمس الدين حفيز، شهر رمضان المنصرم من أجل حضور إفطار، باعتباره وزيرا للأديان أيضا.
ونشر عميد مسجد باريس فيديو لوزير الداخلية وهو يتجول في باحة المسجد وأروقته، أين تلقى شروحات من قبل شمس الدين حفيز، حول بعض اللوحات المعبرة، المعلقة بجدران المسجد، فيما بدا الحرج وقد اعتلى تقاسيم وجهه، بسبب التصريحات التي صدرت عنه قبل نحو شهر بينما كان بصدد تبرير عدم تلبيته دعوة الإفطار التي وجهت إليه من قبل عمادة المسجد.
وسئل يومها روتايو عن سبب عدم مرافقته لزميله في الحكومة، وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جون نويل بارو، لحضور الإفطار، فلم يجد ما يرد به سوى قوله إن النشاط لم يكن رسميا وهو ما دفعه إلى عدم تلبية الدعوة، عكس زميله في الحكومة، غير أن هذا المبرر لم يمر من دون أن يخلف انتقادات من قبل أوساط سياسية وإعلامية في فرنسا.
وتبين لاحقا أن المبررات التي ساقها وزير الداخلية المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام، كانت زائفة، حيث تم تداول فيديو يظهره إلى جانب رجل دين في كنيسة، كما زار أيضا كنيسا يهوديا، فضلا عن فيديو آخر وهو يقول فيه إن كان هناك من مسجد أزوره، فهو مسجد “سان صوفي” في إسطنبول، في إشارة إلى مسجد أيا صوفيا، الذي كان في الأصل كنيسة أرثوذوكسية بيزنطية، قبل فتح المدينة من قبل محمد الفاتح في سنة 1453م، وقد قال هذا مازحا، ومع ذلك فقد فهمها المراقبون على الطائر، كما يقول المثل الجزائري.
وجاء تنقل وزير الداخلية الفرنسي إلى مسجد باريس تحت ضغط شديد من قبل الجالية المسلمة في فرنسا ومعها أطراف سياسية غير يمينية، بسبب سوء تصرفه مع الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب المسلم، أبو بكر سيسي، في أحد المساجد على يد شاب يميني متطرف، حيث لم يتنقل إلى مكان الجريمة إلا بعد يومين، وهو ما خلف حالة من الغضب بين أبناء الجالية المسلمة باعتباره وزيرا للأديان.
وكان تصرف روتايو فاضحا بشأن تلك الجريمة، حيث نال انتقادات شديدة حتى من المنابر الإعلامية اليمينية المتطرفة، وعلى رأسها قناة “سي نيوز”، التي هاجمه أحد صحفييها في حوار، عندما قال له: “هل كنت ستتصرف بتلك الطريقة لو كانت الجريمة وقعت بإحدى الكنائس أو بأحد المعابد اليهودية (الكنيس)؟
وفي السياق ذاته، كان من المقرر أن يلتقي الوزير روتايو وفدا يضم أفراد عائلة الشاب المسلم الذي قتل في المسجد، إلا أن اللقاء لم يتم، بسبب غضب عائلة الضحية ومعها الجالية المسلمة، من الكيفية التي تعاطى بها الوزير الفرنسي مع الجريمة، علما أن محامي العائلة نصحها بعدم مقابلة روتايو، وهو ما حصل، حيث تم رفض لقاء الوزير، الذي كان من المفترض أن يتم الإثنين 5 ماي 2025، وفق ما أوردته قناة “بي آف آم تي في” الفرنسية، ما دفع وزير الداخلية إلى الاكتفاء بلقاء بعض أفراد الجالية المالية بفرنسا.
وقالت أميناتا كوناتي- بون، المتحدثة باسم عائلة أبو بكر سيسي، لوكالة “فرانس برس”، معلقة على اللقاء: “يبدو أنه (روتايو) على اتصال ببعض ممثلي الجالية المالية، ولكن ليس بالعائلة”، فيما تعاظم غضب أبناء الجالية المسلمة من موقف برونو روتايو من الجريمة.
أما عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيز، فقال في التأبينية: “نحن، مسلمو فرنسا، نتوقع أكثر من مجرد تصريحات. هذه الجريمة ليست حدثا عابرا، بل هي عمل كراهية وعنف شديد، تتخلله شتائم معادية للإسلام (…) إنها هجوم معاد للإسلام، وجريمة إرهابية”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post روتايو يتنقل صاغرا إلى مسجد باريس تحت الضغط appeared first on الشروق أونلاين.