رِفْعَة الإمام هي صمام الأمان
الشيخ نــور الدين رزيق/ ذُو رِفْعَةٍ هو ذُو مَنْزِلَةٍ وَعُلُوّ قَدْرٍ. أن أجمل ما قيل في مهمّة الإمام قول الإمام العلامة محمد البشير الابراهيمي عليه رحمة الله: لا نرتضي إمامنا في الصفّ ما لم يكن أمامنا في الصفّ أي: إننا لا نرتضي أن يؤمنا في الصلاة إلا الذي يقودنا في معركة الحياة. فهو يؤدي مهمة …

الشيخ نــور الدين رزيق/
ذُو رِفْعَةٍ هو ذُو مَنْزِلَةٍ وَعُلُوّ قَدْرٍ.
أن أجمل ما قيل في مهمّة الإمام قول الإمام العلامة محمد البشير الابراهيمي عليه رحمة الله:
لا نرتضي إمامنا في الصفّ ما لم يكن أمامنا في الصفّ
أي: إننا لا نرتضي أن يؤمنا في الصلاة إلا الذي يقودنا في معركة الحياة.
فهو يؤدي مهمة الانبياء حولها البعض مع الأسف إلى وظيفة كسائر الوظائف الإدارية.
فالإمام هو القدوة الذي يتقدم الناس في مجابهة معترك الحياة و إلا لا يمكن أن يَؤُّتم به .
الإمامة ليست خطبا رنانة وكلمات براقة تلقى يوم الجمعة على المنبر ،إنما هي الأسوة والقدوة في الميدان، روى البخاري و مسلم في صحيحيهما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كنا إذا حمي الوطيس واشتدت المعركة اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي: نختبئ خلفه ونحتمي به.
ثم مما هو واجب على الامام التذكير والتبليغ بالنصيحة والموعظة الحسنة والهداية على الله.
هناك قدر كبير من المسؤولية يتحمله من يقوم بالإمامة والخطابة والوعظ والدعوة، وهناك ما هو واجب عليهم وليس واجباً على غيرهم من عامة الناس، فالواجب عليكم ايها الائمة أن تنشروا في مجتمعاتكم مبادئ العزة والشهامة والرحمة النبوية وحسن التعامل مع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وفق المبدأ القرآني والمنهج النبوي.
أن يكون قدوة وأسوة للمصلين وللجيران ولمن يعرفه ويصحبه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما جعل الإمام ليؤتم به .. أي يقتدى به في الصلاة، فكذلك هو محل توقير وتقدير فكان عليه أن يتحلى بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وذلك بالحرص على تكميل نفسه في خصال الخير وشعب الإيمان، سواء فيما يتعلق بعمله أو بدينه، فيحافظ على الأوقات ويواظب على الصلاة وعلى تكميلها وإتمامها كما ينبغي، ويحرص على الطمأنينة في الصلاة وعلى تحسين القراءة وإقامة الحروف، وعلى المواظبة على السنن والمندوبات ليُقتَدى به في ذلك.
كما عليه أن يقوم على من ولاه الله إياهم وجعله مسؤولا عنهم، وبالأخص أولاده الذكور وإخوته وأهل بيته، فيحرص على إحضار الأولاد معه في المسجد وعلى تأديبهم وتهذيبهم وتعليمهم ما يلزم في الصلاة وفي المسجد؛ فإن الجيران والأهالي يقتدون به في القيام على أولادهم وإحسان تربيتهم وتدريبهم على الصلاة.
وأن يتفقد أحوال المصلين حوله، ويتعاهد من عليه خلل في دينه أو يتخلف عن الجماعة أو يرتكب شيئا من المنكرات أو يصحب الأشرار وأهل الفسوق والعصيان فيأخذ على أيديهم ويحذر من فِعْل شيءٍ من الجرائم والمنكرات التي تنقص الإيمان وتَحُول بين العبد وبين رشده، ويستعين على منعهم وكفهم عن الحرام بأهل الخير من المجاورين والرفقاء والأصحاب؛ رجاء أن يصلحوا مع كثرة المنكرين عليهم.
أن حاجة المجتمع اليوم وفي كل يوم إلى الأمن الفكري هي بنفس حاجته للأمن الغذائي والصحي، وهذا دور الامام ممثل المرجعية في زمن غُيب فيه العالم الرباني وقُدِّم الجاهل الغافل المتكبر قال تبارك وتعالى {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً} (الجاثية/18)
إن الحاجة ماسة اليوم؛ لعدم ترك مفهوم المرجعية عائماً بغير تحديد أو توضيح للمعالم والمعاني، فالمطلوب هو الانتقال من مربع الوعظ والتعليم المجرد؛ إلى ترسيم الرؤية والمشروع إصلاحي شامل الذي يستهدف حفظ حقوق المستضعفين ورعاية مصالحهم، ويتطلع لاستدعاء القدرة والقادرين إلى ساحات الإعمار والبناء، والتكافل والتراحم وامتلاك زمام المبادرة، وقد عشنا ومازالت الساحة الدعوية تعيش هذا الواقع المر يخدم الخطة الاستشراقية لتفريق الأمة وجعلها تائهة بغير موجه ولا قائد رباني ومعلم واع وأم مربية.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم ارفع الغبن عن إخواننا في أرض الجهاد والاستشهاد.