زروقي يكشف عن أسباب فشل مسابقة بريد الجزائر
خيار الرقمنة سيبقى مسارا استراتيجيا لا رجعة فيه أماط وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي، اللثام عن تفاصيل وتوضيحات هامة ودقيقة بخصوص الخلل التقني الذي حدث على مستوى المنصة الرقمية المخصصة لإجراء مسابقة توظيف بريد الجزائر والتي كانت مبرمجة في 31 ماي الفارط. اتخاذ جملة من الإجراءات …

خيار الرقمنة سيبقى مسارا استراتيجيا لا رجعة فيه
أماط وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي، اللثام عن تفاصيل وتوضيحات هامة ودقيقة بخصوص الخلل التقني الذي حدث على مستوى المنصة الرقمية المخصصة لإجراء مسابقة توظيف بريد الجزائر والتي كانت مبرمجة في 31 ماي الفارط.
اتخاذ جملة من الإجراءات التحفظية
وفي أول توضيح رسمي وبعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول الحادثة بعد فشل تنظيمها، كشف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، في ردّ عن سؤال كتابي للنائب البرلماني عبد الوهاب يعقوبي، بخصوص “الاختلالات” التي شهدتها المسابقة الأخيرة، مطالباً بتوضيحات حول الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والعدالة في التوظيف داخل مؤسسة بريد الجزائر، أن المسابقة كان من المقرر تنظيمها بطريقة رقمية بالكامل بهدف اعتماد آليات عصرية وشفافة وترسيخ معايير حديثة في التوظيف، غير أن عطلاً تقنياً طرأ أثناء فترة الامتحان حال دون السير العادي للعملية، مما حال دون استكمال العملية بشكل طبيعي.
وأضاف الوزير أن هذا الخلل أدى إلى اتخاذ إجراءات تحفظية من قبل الوزارة، من بينها فتح تحقيق دقيق لتحديد أسباب العطب وتحديد المسؤوليات بكل شفافية، بالإضافة إلى تأجيل المسابقة إلى موعد لاحق، موضحا أن هذا النوع من الإخفاقات التقنية ليس سابقة، مذكرا بأن دولاً متقدمة واجهت حالات مماثلة خلال اعتمادها لنظم التوظيف الرقمي، لكنه بالمقابل شدد على أن خيار الرقمنة سيبقى مساراً استراتيجياً لا رجعة فيه، معتبراً أن الحادثة يجب أن تكون دافعاً لتحسين الأداء وتطوير المنصات الرقمية، وليس سبباً للتراجع أو التخلي عنها.
وأردف أن “الوزارة تعاملت مع الحادثة بسرعة ومسؤولية من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات التحفظية، أبرزها فتح تحقيق معمّق لتحديد أسباب الخلل وتحديد المسؤوليات بكل شفافية، إضافة إلى تأجيل المسابقة إلى موعد لاحق يُعلن عنه بعد التأكد من الجاهزية التقنية الكاملة”.
وبحسب ذات الرد، فإن مؤسسة بريد الجزائر قامت بمراجعة شاملة لمنهجية العمل المعتمدة في تنظيم هذه المسابقة، من خلال إخضاع المنصة الرقمية لاختبارات مكثفة في ظروف وسيناريوهات مختلفة، إلى جانب تفعيل بروتوكولات الطوارئ ووضع خطط بديلة، بهدف ضمان تنظيم الامتحان في ظروف تقنية أفضل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي سياق موازٍ، كشف المسؤول الأول عن قطاع البريد في الجزائر عن قرار المؤسسة بفتح مناصب مالية إضافية تفوق نسبة 50% من عدد المناصب المعلن عنها في البداية، وذلك في إطار حرصها على توسيع قاعدة الاستفادة ومنح فرص أوفر للترشّح والتوظيف.
إعادة المسابقة في أقرب الآجال
ونهاية ماي الفارط، أنهى سيد علي زروقي مهام مسؤولين بالوزارة وكذا بمؤسسة بريد الجزائر، جراء الخلل التقني الذي حدث على مستوى المنصة الرقمية. وكشفت الوزارة في بيان لها، أنها تسعى إلى إدراج الرقمنة كأداة أساسية لضمان النزاهة والإنصاف، حيث تم لأول مرة تنظيم مسابقة توظيف في قطاع البريد عبر اختبار رقمي عن طريق منصة إلكترونية تعتمد نظام الأسئلة متعددة الاختيارات (QCM). غير أن هذه العملية التي كانت تهدف إلى إرساء معايير حديثة في التوظيف، شهدت خللاً تقنياً حال دون السير العادي للاختبار وأثار موجة استياء لدى المترشحين. وعليه، وحرصًا على ترسيخ مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، قرر الوزير إنهاء مهام مدير عام مجتمع المعلومات بالوزارة، مسؤول الأمن المعلوماتي بالوزارة، مدير نظم المعلومات بمؤسسة بريد الجزائر، بصفتهم المشرفين المباشرين على تنظيم هذه المسابقة الرقمية. كما تم الشروع في فتح تحقيق دقيق للكشف عن أسباب هذا الخلل وتحديد المسؤوليات بكل شفافية. وتابع البيان “إذ تأسف الوزارة لما حدث، فإنها تطمئن كافة المترشحين بأن المسابقة سيتم إعادتها في أقرب الآجال، في ظروف شفافة ومحكمة تضمن مبدأ تكافؤ الفرص للجميع، وتُكرّس التوجه نحو رقمنة الخدمات العمومية بكل مهنية وصرامة”. كما أكدت الوزارة تمسكها بمسار التحديث والرقمنة، رغم كل محاولات التشويش، وستبقى وفية لالتزاماتها تجاه المواطن، قائمة على مبادئ الشفافية، والعدالة، والمساءلة.
وتجدر الإشارة إلى أن المسابقة كانت تستهدف أكثر من 181 ألف مترشح للتنافس على 489 منصبا في وظائف تشمل عون خدمة، ساعي بريد، سائق وغيرها، على أن يتم تنظيم مقابلات شفوية في مرحلة ثانية لفائدة الناجحين في الاختبار الرقمي.
إلهام.س